دمشق- مصر اليوم
حضارات عديدة مرت على بلدة القريا بريف السويداء الجنوبي وما تزال الكثير من آثارها شاهدا على تاريخ هذه المنطقة الموغل في القدم والتي تتميز بجمال طبيعتها ومناخها المعتدل وتربتها البركانية الحمراء وسهولها الخصبة المنبسطة التي تشكل امتداداً لسهل حوران.
رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان بين أن القريا التي سكنت منذ العصر الحجري غنية بآثارها ومن أبرزها ” العمد” الأثري وهو جزء من رواق مسقوف بالربد البازلتي فوق أعمدة أسطوانية غير مزخرفة تدل على حضارة الأنباط الذين جرّوا مياه الشرب إلى البلدة بأقنية بازلتية.
كما في البلدة أجزاء من قناة مياه تعود إلى الفترتين الرومانية والإسلامية وكانت تنقل مياه الشرب من نبع تل قليب إلى مدينة بصرى الشام حيث تمت الاستفادة من مياه تلك القناة في إنشاء بركة مياه تعود إلى الفترة الأموية وذلك في موقع يبعد نحو 15 كم عن بصرى.
أقرأ أيضًا:
سلسلة محاضرات عن "الشرق والغرب" في مكتبة الإسكندرية
وأشار كيوان إلى أن البعثة الفرنسية السورية المشتركة برئاسة البروفسور جان ماري دانتز قامت خلال الأعوام الماضية بالكشف عن تلك الأجزاء من قناة المياه وعن برك التجميع التي كانت تستخدم لمياه الشرب حيث يشير أقدم نقش كتابي إلى قيام الإمبراطور جوستينوس بترميمها وجرى عرض هذا النقش مع مجموعة من القطع الأثرية الأخرى في معهد العالم العربي في باريس بين عامي 1995-2001.
وذكر رئيس دائرة آثار السويداء أنه عثر في البلدة على فخاريات وهراوات بازلتية تعود للعصر الحجري وذلك في خربة “حزحز” الواقعة إلى الشمال من البلدة فيما شيّد الأنباط بيوتاً في خربة “دفن” شرقي البلدة.
ومن المعالم الهامة في بلدة القريّا صرح الثورة السورية الكبرى الذي يضم رفات قائدها العام سلطان باشا الأطرش وتصل مساحته إلى 6200 متر مربع ويضم متحفاً عاماً يحوي بين جنباته معالم وإنجازات الثورة والمقتنيات والأسلحة الحربية التي كان يستخدمها الثوار ضد الاحتلال الفرنسي والوثائق الخاصة وصالة كبيرة لاستقبال الزوار ومكتبة رئيسية وقاعة للمطالعة ومدرجاً يتسع لنحو 200 شخص مع تجهيزات صوتية ومرافق خدمية متنوعة ومركز استعلامات سياحي.
يشار إلى أن بلدة القريا تبعد عن مركز مدينة السويداء نحو 19كم وترتفع عن سطح البحر حوالي 1050مترا وتعتبر رابع مراكز المنطقة بعد السويداء وشهبا وصلخد ويحدها من الغرب مدينة بصرى الأثرية.
وقد يهمك أيضًا:
اليوم مكتبة الإسكندرية تقيم فعالية لتنظيف شواطئ المدينة
مناقشة "قصة لم ترو بعد" في مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية
أرسل تعليقك