هورامان.منطقة جبلية تمتد بين محافظتي كردستان وكرمانشاه في إيران وشمال شرق إقليم كردستان العراق، وتتميز بزراعة المصاطب الحادة والطراز المعماري الفريد.ومؤخرا أدرجت منظمة الأمم المتحدة للثقافة للثقافة والتربية والعلوم "يونسكو" المنطقة الكردية على قائمة التراث العالمي، لكونها شاهدة على الثقافة التقليدية التي تمتد لثلاثة آلاف عام.وتضم هذه المنطقة مدينتي مريوان وباوه في الجانب الإيراني، ومدينة حلبجة وناحية خورمال من الجانب الكردي العراقي، بالإضافة إلى عدد كبير من القرى في كلا الطرفين.وتتحدث غالبية سكان هذه المنطقة اللهجة الهورامية، وهي إحدى لهجات اللغة الكردية.
أصداء إيجابية
ولاقى قرار اليونسكو ترحيبا واسعا في الأوساط الكردية، خاصة في كردستان العراق.وغرد الرئيس العراقي برهم صالح على موقع "تويتر" باللغة الكردية، مهنئا أهالي هورامان وكل شعب كردستان، بمناسبة إعلان اليونسكو.
وأصدرت شتى الجهات الحكومية والسياسية والثقافية في إقليم كردستان العراق بيانات ترحيب وإشادة بقرار المنظمة الدولية.لماذا الإدراج؟كانت منظمة اليونسكو أعلنت أنها اختارت إدراج منطقة هورامان على لائحة التراث العالمي، بسبب خصائصها المميزة، لكونها شاهدة على الثقافة التقليدية للسكان على مر الأزمان.وكتبت: "تقف الجبال النائية لهورامان شاهدة على الثقافة التقليدية لسكان هورامان، الذين يشكلون قبيلة كردية تعتمد على الزراعة والرعي، وقد استوطنت في هذه المنطقة منذ الألف الثالث قبل الميلاد تقريبا".
وتابعت: "يوجد هذا الموقع في قلب جبال زاغروس في محافظتي كردستان وكرمانشاه بمحاذاة الحدود الغربية لإيران، وهو يضم عنصرين: الوادي الأوسط والشرقي (زهافرود وتخت في محافظة كردستان)، والوادي الغربي (لاهون في محافظة كرمانشاه). وقد عدّل البشر عبر آلاف السنين مساكنهم في هذين الواديين، لكي تتلاءم مع البيئة الجبلية القاسية".
وأضافت: "تتسم حياة وثقافة سكان هورامان بخصائص مميزة مثل تدريج المنحدرات الحادة والزراعة في مصاطب حجرية وتربية المواشي والارتحال الرأسي الموسمي، إذ ينتقل سكان هذا الموقع للعيش في الوديان والمرتفعات على مدار العام تبعا لتغير الفصول".
وحسب اليونسكو "يدل وجود الأدوات الحجرية والكهوف والمآوي الصخرية والتلال، وبقايا أماكن المستوطنات الدائمة والمؤقتة، والورشات والمقابر والطرقات والقرى والقلاع وغيرها، على وجودهم المستمر في هذا الموقع، الذي يتميز أيضا بتنوعه البيولوجي والتوطن الاستثنائيين".
وتضيف المنظمة: "تشهد القرى الاثنا عشر الموجودة في الموقع على تطور استجابة شعب هورامان لندرة الأراضي الخصبة في بيئتهم الجبلية عبر آلاف السنين".
وليس هذا فحسب، فالمنطقة تتميز بالطراز المعماري الفريد ونمط الحياة الريفية الجذابة، والاعتماد شبه الكلي على منتجات ومحاصيل المنطقة من قبل سكانها، فضلا عن طبيعتها الساحرة وعيونها وينابيعها .
يذكر أن المناطق الكردية في إيران والعراق تضم مئات المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية والسياحية، والكهوف والأشجار المعمرة والغابات والقنوات المائية والمواقع الطبيعية والجبلية الخلابة.
"حافظت على نمطها"
يقول دلير هورامي، وهو أحد أبناء المنطقة لموقع "سكاي نيوز عربية": "هورامان تستحق هذا التكريم العالمي بجدارة، كونها منطقة محافظة على نمط العيش وطرائقه منذ آلاف السنين، وتمتاز بطبيعتها البكر وأجوائها النقية ومراعيها ومواشيها وخيراتها، حيث عشرات آلاف أشجار الجوز ومختلف أنواع الفاكهة والبساتين والمساحات الخضراء".ويضيف هورامي: "إضافة هورامان لقائمة مواقع التراث العالمية سيسهم بالطبع في تعريف العالم أكثر بهذه المنطقة الحضارية الموغلة في القدم، التي تستحق بالفعل الالتفات لها ومنحها الاهتمام والاحتفاء اللازمين، من قبل مختلف المؤسسات والمحافل الدولية".ويتابع: "المنطقة بحاجة للمزيد من الخطط والبرامج الخدمية الهادفة للمحافظة على طابعها الحضاري العريق، الذي يظهر في كل بقعة فيها، لا سيما نمط بيوتها المتلاصقة والمتدرجة فوق منحدرات جبلية حادة، في أبرز ملمح لهورامان".ووفق معايير منظمة اليونسكو، فإنه حتى يتم إدراج أي موقع ضمن قائمة التراث العالمي، ينبغي أن يكون ذا قيمة عالمية استثنائية.ويمكن أن تطول عملية الترشيح أحيانا لسنوات عديدة، وإذا ما فشلت إحدى المعالم البارزة في تلبية أحد المعايير المطلوبة، فيمكن ترشيحها مرات أخرى والنظر فيها مجددا .
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
قاعة المومياوات في المتحف القومي للحضارة تستقبل الزائرين يوم التراث العالمي
الحكومة تؤكد إدراج المتحف المصري على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي
أرسل تعليقك