توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عانى من الاكتئاب ورسم 1500 لوحة فنية لم يبع منها سوى واحدة

فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره

الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ
واشنطن - مصر اليوم

يُصنّف الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ (Vincent van Gogh) المولود يوم الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1853 بمنطقة زونديرت (Zundert)، كواحد من أبرز الرسامين على مر التاريخ، حيث يعتبر وجها ورمزا من رموز المدرسة الفنية ما بعد الانطباعية والتي ظهرت خلال القرن التاسع عشر كامتداد للانطباعية التي ضمت العديد من عباقرة الرسامين ككلود مونيه (Claude Monet) وبول سيزان (Paul Cézanne) وألفرد سيسلي (Alfred Sisley).

منذ البداية عاش فنسنت فان غوخ الفشل، حيث انقطع عن الدراسة عام 1868 وهو في الخامسة عشرة من عمره قبل أن يحصل خلال العام التالي على وظيفة بإحدى المؤسسات المختصة في تجارة الأعمال الفنية في لاهاي عقب تدخل أحد أقربائه لصالحه. وبفضل هذه الوظيفة الأولى، تمكن من السفر لكل من باريس ولندن ليبدأ على إثر ذلك بمراسلة شقيقه ثيودروس المعروف بثيو (Theo van Gogh).

لم تكن هذه الوظيفة الأولى ملائمة للرسام الهولندي الذي لم يبد أي اهتمام يذكر بها ليطرد من عمله بسبب ذلك مع حلول عام 1876. لاحقا، عمل فنسنت فان غوخ مدرس إنجليزية في إنجلترا قبل أن يعود لهولندا ليعمل فترة وجيزة موظفا بإحدى المكتبات. وعام 1878 أبدى اهتماما شديدا بالمسيحية، وبسبب ذلك انتقل للعمل كواعظ ديني بإحدى المناطق بجنوب بلجيكا قبل أن يطرد مجددا من قبل المنظمة الدينية التي موّلت مهمته.

في السابعة والعشرين من عمره، قرر فان غوخ أن يبدأ حياته الفنية كرسام ليتنقل بين مدن عديدة لتعلم الرسم والبحث عن مصادر إلهام عقب حصوله على دعم مادي من شقيقه ثيو الذي عمل في مجال تجارة الأعمال الفنية، وفي عام 1886، التحق الرسام الهولندي بشقيقه بالعاصمة الفرنسية باريس ليلتقي هنالك بعدد من كبار الرسامين كإدغار ديغاس (Edgar Degas) وهنري دو تولوز-لوترك (Henri de Toulouse-Lautrec) وبول غوغان (Paul Gauguin).

وخلال فترة تواجده في باريس، قدّم فنسنت فان غوخ العديد من اللوحات الفنية، وعانى الأخير من الفقر والجوع ونقص التغذية بسبب إنفاقه للمبالغ المالية التي كان يحصل عليها من شقيقه ثيو في دفع الكراء وشراء أدواء الرسم، وفي عام 1888، انتقل فان غوخ للعيش بالجنوب الفرنسي وقدم هناك أهم أعماله الفنية التي كانت عبارة عن سلسلة لوحاته حملت اسم دوار الشمس (Sunflowers).

وسعى الرسام الهولندي لتكوين مجموعة من الرسامين بالمنطقة فما كان منه إلا أن استدعى صديقه الرسام بول غوغان ليكون رفيق سكنه وزميله في الأعمال الفنية. إلا أن العلاقة بين الرجلين تدهورت بعد فترة وجيزة، وخلال ليلة الثالث والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1888 غادر غوغان المنزل بعد خصام مع رفيقه الهولندي ليقدم فان كوخ عقب ذلك على قطع جزء من أذنه اليسرى باستخدام موسى الحلاقة.

لم تكن هذه سوى أولى ملامح تدهور المدارك العقلية للرسام الهولندي الذي قضى فترات طويلة في التنقل بين المستشفيات والمصحات العقلية، حيث أشارت العديد من الأبحاث المعاصرة إلى إصابة فان غوخ باضطراب ثنائي القطب والاكتئاب، ولاحقا انتقل بناء على رغبة شقيقه نحو منطقة أوفير سور ويز (Auvers-sur-Oise) الفرنسية التي اعتاد الرسامون التحول إليها بحثا عن مصدر إلهام.

وفي الأثناء، استقر فان غوخ قرب منزل الطبيب بول غاشيه (Paul Gachet) الذي عرف بقربه للأوساط الفنية، وفي يوم السابع والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1890، أقدم على إطلاق النار على نفسه فأصاب صدره في أحد الحقول القريبة قبل أن يعود مسرعا لغرفته. ولكن صراخه جلب انتباه الجميع الذين حلوا بالمكان وعجزوا عن إخراج الرصاصة من صدره ليفارق الرسام الهولندي الحياة بعد نحو 30 ساعة عن الحادثة.

وخلال شهر يناير/كانون الثاني عام 1891، فارق ثيو شقيق فنسنت فان غوخ الحياة بسبب تبعات مرض الزهري لترث بذلك جوانا فان غوخ بونغر (Johanna van Gogh-Bonger) زوجة ثيو، أعمال فنسنت فان غوخ ورسائله لتبدأ تدريجيا بالترويج لها من خلال العديد من المعارض، كما أقدم فنسنت وليام فان غوخ (Vincent Willem van Gogh) ابن ثيو، على بعث مشروع متحف لعرض أعمال عمّه فنسنت فان غوخ الفنية بأمستردام.

خلال فترة حياته، رسم فنسنت فان غوخ أكثر من 1500 لوحة فنية لم يبع منها سوى لوحة واحدة، وعرف الأخير فشلا ذريعا في الترويج لأعماله وعاش الفقر وعانى من اضطرابات نفسية، لكن بعد وفاته كسبت لوحات فان غوخ شهرة عالمية من خلال المعارض لتباع في المزادات العالمية بأسعار مرتفعة، حيث بيعت لوحة بورتريه الطبيب غاشيه التي رسمت عام 1890 عام 1990 بنحو 82,5 مليون دولار لتصنف كواحدة من أغلى اللوحات الفنية في العالم، بينما بلغت قيمة لوحته irises التي تعود لعام 1889 نحو 53.9 مليون دولار.

قد يهمك أيضاً :

تفاصيل البيئة المرعبة التي عاش فيها الفنان فان غوخ

بيع لوحة لفان غوخ بأكثر من سبعة ملايين يورو في مزاد بالعاصمة الفرنسية باريس

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon