توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خلال حفل عظيم يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة

باحث أثري يؤكد أن التضحية بقرابين بشرية في عيد وفاء النيل قصة خيالية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - باحث أثري يؤكد أن التضحية بقرابين بشرية في عيد وفاء النيل قصة خيالية

باحث أثري يؤكد أن التضحية بقرابين بشرية
القاهرة - مصر اليوم
كيف شكل النيل والشمس والنبات فكرة البعث بعد الموت عن المصريين القدماء   يحتفل القدماء المصريين من كل عام، بعيد وفاء النيل، والذي يوافق 15 آب/أغسطس، وهو الشهر الذي يأتي الفيضان محملاً بالطمي والماء فيه، وكانوا يلقون عروسة من الخشب في النيل خلال حفل عظيم يتقدمه الملك وكبار رجال الدولة، وذلك عرفانًا بالجميل لهذا النيل العظيم.   وفِي هذا السياق يقول الباحث الأثري "علي أبو دشيش"، إن من أهم الأساطير المرتبطة بعيد وفاء النيل، هي أن المصريين القدماء كانوا يقدمون للنيل "الإله حعبي" في عيده فتاة جميلة، وكان يتم تزيينها وإلقاؤها فى النيل كقربان له، وتتزوج الفتاة بالإله "حعبي" في العالم الآخر.   وتابع: "إلا أنه في إحدى السنين لم يبق من الفتيات سوى بنت الملك الجميلة، فحزن الملك حزنًا شديدًا على ابنته، ولكن خادمتها أخفتها وصنعت عروسة من الخشب تشبهها، وفي الحفل ألقتها في النيل دون أن يتحقق أحد من الأمر، وبعد ذلك أعادتها إلى الملك الذي أصابه الحزن الشديد والمرض على فراق ابنته".   واستكمل: "ووفقا للأسطورة، جرت العادة على إلقاء عروسة خشبية إلى إله الفيضان كل عام، في عيد وفاء النيل"، مؤكدا: "لا يوجد نص صريح في التاريخ يروي أن المصري القديم كان يقدم قربانًا بشريًا احتفالًا بوفاء النيل، ويعتقد أنها أسطورة نسجها الخيال المبدع للمصري القديم تقديرًا منه لمكانة النيل، ورغم ذلك عاشت تلك الأسطورة في خيال ووجدان المصريين وتناولها الأدباء والكتاب والسينما، وما زالت تتردد حتى الآن كواقع".   وأضاف: "وكان نهر النيل السبب في استقرار المصري القديم على ضفافه وعمله في الزراعة، حيث أصبح قادرًا على إنتاج قوته، ثم انطلق إلى ميادين العلم والمعرفة والتقدم الهائل، ولذلك كان نهر النيل سببًا مهمًا في هذه الحضارة العظيمة وبناء الأهرامات الشامخة وبقائها حتى الآن"، موضحًا "لولا النيل لكانت مصر صحراء بلا نبات ولا ماء ولا استقرار، فالنيل جعل لمصر دورة زراعية كاملة وحول الأرض السوداء إلى أرض خضراء مثمرة".   وأردف: "وقدر القدماء المصريين نهر النيل، وأدركوا أهميته، ولذلك قدسوا فيضانه وجعلوا له إله، وتخيلوه على هيئة رجل جسمه قوى وله صدر بارز وبطن ضخمه كرمز لإخصابه"، منوها بأنه لذلك سميت مصر "تاوي" لأن النيل قسمها إلى أرض الشمال وأرض الجنوب، ومن أهم ألقاب الملك المصري "نب تاوي" وتعني سيد الأرضين الشمال والجنوب.   وأشار إلى ذكر نهر النيل في الحضارة المصرية القديمة كثيرا، وهناك العديد من النقوش والرسوم المصورة والقطع الأثرية التي تقدسه وموجودة في المتحف المصري منها "أوستراكا مصور عليها المعبود حعبي، وتمثال الملك خفرع الشهير الموجود عليه صورة "سما تاوي" ومعناه موحد الأرضين ويقصد به النيل، إلى جانب المراكب التي كانت تستخدم للصيد والحرب والسفر ونقل الحجارة وغيرها، حيث كان النيل عاملا مهما في الدبلوماسية السياسية المصرية كوسيلة للنقل والترحال والتبادل الثقافي والحضاري بين مصر والدول الأخرى.   وأضاف: "ويرجع الفضل للنيل والشمس والنبات، في عقيدة البعث بعد الموت لدى المصري القديم، حيث شاهد النيل يفيض ويغيض، ثم يفيض من جديد، والنبات ينمو ويموت، ثم ينمو من جديد، والشمس تشرق وتغرب، ثم تشرق من جديد، فأدرك المصري القديم بالبعث ما بعد الموت، فكان سببا مهما فى تشكيل وترسيخ العقيدة لديه".   وتابع: "واعتمد المصريين القدماء على النيل في حساب السنة الشمسية وبدأوها مع توافق شروق نجم الشعري اليمنية مع ظهور الفيضان، والشروق هنا يعني ظهور ذلك النجم في الأفق الشرقي مع الشمس، حيث قسموا السنة إلى 3 فصول وقسموا الفصل 4 أشهر، وسموا الفصول (الفيضان، والبذر، والإنماء، وفصل الحصاد)، وكان شهرهم 30 يوما، وسنتهم 360 يومًا، مضاف إليها 5 أيام هي أيام النسئ، وهي التي فيها الأعياد الإلهية الرئيسية".   واستكمل: "وبالرغم من اعتماد المصريين في جميع نواحي البلاد على النيل، إلا أنهم جهلوا منابع النيل فرددوا أنه آت من السماء، كما اعتقدوا أنه نتيجة سقوط دموع إيزيس فيه عندما بكت على فقدان زوجها أوزوريس".   لافتا إلى أنهم وقت الجفاف كانوا يقدمون القرابين للإله حعبي، حتى يعود عليهم بالفيضان مثلما جاء في لوحة المجاعة في جزيرة سهيل بأسوان، وهي لوحة سجلت في العصر البطلمي وتتحدث على القحط الذي حل بمصر، ولذلك قدم المصري القديم للإله "حعبي" القرابين، حتى ينعم عليه بالاستقرار والخير والنماء.

قد يهمك أيضًا:

فوائد مهمة تدفعك إلى تناول لب البطيخ المحمص يوميًا

"البطيخ" يخفض الضغط ويقي من أمراض القلب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحث أثري يؤكد أن التضحية بقرابين بشرية في عيد وفاء النيل قصة خيالية باحث أثري يؤكد أن التضحية بقرابين بشرية في عيد وفاء النيل قصة خيالية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon