c معرض بغداد الدولي للكتاب يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 05:01:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معرض بغداد الدولي للكتاب يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - معرض بغداد الدولي للكتاب يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء

معرض بغداد الدولي للكتاب
بغداد ـ مصر اليوم

بأجواء شبيهة بما كانت عليه "أسواق الوراقين" في أحياء بغداد القديمة، استمرت فاعليات معرض بغداد الدولي للكتاب لمدة 10 أيام، أي من 10-20 يونيو الجاري، حيث توافد مئات الآلاف من العراقيين من مختلف منابتهم إلى صالات المعرض، ليشكلوا مناسبة استثنائية للحوار فيما بينهم.

بشكل استثنائي، فإن المعرض الأخير بدورته الثانية والعشرين كان نتيجة شراكة مجموعة من المؤسسات المدنية/الثقافية العراقية، اتحاد الناشرين العراقيين وشركة المعارض العراقية وشركة صدى العارف، وبرعاية مجموعة من الشركات والمؤسسات العراقية الإعلامية والتجارية، وبذا كان فرصة خاصة لشكل من التحالف بين قوى المجتمع المدني والثقافي العراقي. الذين استطاعوا جذب 228 دار نشر محلية وعالمية، من 14 دولة.

وفي دلالة على مواجهة الأوضاع السياسية والأمنية الخطيرة التي تواجهها البلاد، فإن المعرض أتخذ شعاراً مُعبراً "الكتاب وطن"، للتذكير بالهوية الثقافية والمعرفية التي كانت تجمع العراقيين تقليدياً، وتميزهم عن باقي مجتمعات المنطقة، حسب الشعار التقليدي الشهير "القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ"، هذا الوضع الذي كان قد لاقى تراجعاً خلال السنوات الماضية، بسبب ضغوط الأوضاع الأمنية والسياسة الاستثنائية التي عاشها المجتمع العراقي خلال سنوات الحرب.

 الكاتب والخطاط العراقي نشوان الأميري شرح، في حديث مع سكاي نيوز عربية، أهمية ما يفعله المعرض من خلال تنصيب وتكريس شخصيات وخطابات وطنية ما فوق طائفية وقومية "أسماء قاعات المعرض الأربعة، علي الوردي ومصطفى جواد وزها حديد وأبو نواس، مؤشر واضح على أنه ثمة بين جنبات المجتمع العراقي ما يُمكن الإجماع عليه، فالوردي هو أهم مرجع لفهم ووعي المجتمع العراقي، تاريخاً وحاضراً، ومصطفى جواد هو المؤرخ واللغوي العراقي الذي قاد العراقيين للغة عربية محدثة، تستطيع أن تتفاعل مع منجزات العلم.

أما زها حديد فهي سليلة زمن الديمقراطية العراقية في الأربعينات والخمسينات، وواحدة من أهم رموز العراق إلى العالم، حيث ما تزال تصميماتها المعمارية في جميع عواصم العالم دلالة على قدرة الإنسان العراقي لإنجاز من يلفت الانتباه، أما أبو نواس، فهو تذكير بالماضي الثقافي والروحي والحضاري العراقي المجيد، الذي على مجموع العراقيين أن يعتبروا أنه ثمة ما هو مثل ذلك وممكن في مستقبلهم.

أسماء القاعات كانت تعبيراً واضحاً عن دور الثقافة وبالذات الكتاب في الحياة المشتركة للعراقيين".

لم تكن فعاليات معرض بغداد للكتاب الأخير مجرد عرض سوقي للكتب وبيعها، بل كانت محملة بعدد كبير من الفعاليات الثقافية، ولجميع الفئات العمرية والاجتماعية، من الندوات والمحاضرات الثقافية، مروراً بأقسام مخصصة للرسم وعرض المنتجات الفنية، إلى مساحات للفنون السمعية وأخرى لعرض صور عن الحياة الثقافية التقليدية التي كانت في بغداد، من أجواء النساخين التقليديين والطباعة والتجليد والحفظ التي كانت في أزمنة سابقة.
 كما أن المقاهي وصالات الاستراحة التي أحاطت بصالات المعرض شهدت أوسع مناسبة لتفاعل مئات الآلاف من زوار المعرض، لتداول مجموع القضايا العامة في البلاد، السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى البيئية والحقوقية. وهي أجواء نادراً ما تتوفر في العراق، سواء في صفحات شبكات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام أو داخل المؤسسات التشريعية. فالعراق يعيش منذ سنوات في نوع من الاستقطاب السياسي، الذي يؤثر على المزاج العام وتحرضه على خلق أشكال من القطيعة بين المواطنين.

الناشطة المدنية العراقية سوسن الجبوري ذكرت، في حديث مع سكاي نيوز عربية، دلالات مشاركة العديد من الدول العربية في المعرض "صراحة يشكل معرض الكتاب دلالة قطعية لهوية المجتمع العراقي، ففي وقت تشارك المئات من دور النشر العربية المصرية واللبنانية والإماراتية والأردنية وغيرها، وتلقى منتجاتها الأدبية والثقافية والمعرفية إقبالاً واضحاً من قِبل القارئ العراقي من مختلف مناطق البلاد، فإن غيرها من الدول المتدخلة في الشأن الداخلي العراقي لا تحضر بشكل شبه كامل في معرض الكتاب، وتالياً في أي عالم داخلي ثقافي وروحي عميق للمجتمع العراقي. وهذه العلاقة الثقافية والروحية التداخلية بين المجتمع العراقي والفضاء العربي تُثبت حتى أثناء المعارض العراقية التي تُقام في إقليم كردستان العراق".

 الجهات المنظمة للمعرض، أخضعت دور النشر لمجموعة من المعايير المُحددة لعرض منتوجاتها، إذ منعت بشكل مسبق جميع الكُتب التي تحمل بين طياتها نزعات سياسية أو طائفية أو قومية أو دينية تحرض على العنف والكراهية ونبذ التعايش، مذكرة الجهات المشاركة بأن إدخال أية منشورات تملك تلك السمات قد تعرض أصحابها للمساءلة القانونية حتى خارج إجراءات المعرض وضمن الأجهزة القضائية العراقية. وهو منع قال عنه المسؤولون عن المعرض بأنه يختلف تماماً عن أشكال المنع السياسي والأمني البدائية التي كانت تمارسها السلطات القمعية. فالمعرض يسمع بعرض وتداول الكُتب التي تملك مختلف الآراء، أياً كانت درجة النقد والرأي فيها، لكنها تعتبر نشر الكراهية والتحريض على الصراع القومي والطائفي مساً بوجدان العراقيين، الذين ذاقوا أكثر من غيرهم مرارة تلك الأحوال.

كذلك منع المنظومة تداول الكُتب المُقرصنة، طباعة وترجمة وتجارة، معتبرة بأن ذلك يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية والمادية للمنتجين. هذا القرار الذي قد يدفع الكثير من المثقفين والمترجمين والمعرفيين العراقيين لإنتاج ونشر كُتبهم داخل العراق، لأن ذلك سيوفر لهم حماية ومردوداً اعتبارياً ومادياً مناسباً.

قد يهمك أيضًا

مبيعات معرض إسكندرية التاسع للكتاب تتجاوز الـ 165 ألفًا

أفتتاح معرض النحات جمال عبدالناصر وأبنته بدار الأوبرا اليوم الثلاثاء

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معرض بغداد الدولي للكتاب يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء معرض بغداد الدولي للكتاب يوحد الكتاب العراقيين المختلفين حول كل شيء



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة

GMT 00:43 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تشيلسي الإنجليزي يستقرّ على بديل أنطونيو كونتي

GMT 10:07 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عفو رئاسي من السيسي عن متهمة في قضية شهيرة

GMT 12:49 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

النني ينعش خزينة الأهلي ب81 ألف جنيه استرليني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon