توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتاب يقدّم 200 لقطة نادرة لمعالمها منها أماكن لم يعد لها وجود الآن

"رشيد في عصر الفوتوغرافيا" سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رشيد في عصر الفوتوغرافيا سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص

رشيد في عصر الفوتوغرافيا
القاهرة-مصر اليوم

لا تكف هذه المدينة المصرية الصغيرة الواقعة على مصبّ فرع نهر النيل في البحر المتوسط عن لفت الانتباه، بداية من الحضارة الفرعونية حيث اشتهرت بالبطولات، وتصنيع العجلات الحربية، وصولًا إلى المشروع القومي لترميمها وتحويلها إلى متحف مفتوح بتكلفة ملياري جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري).

 

وبجانب هذا المشروع العملاق، تبرز مشروعات ثقافية وفنية يتبناها أفراد شغوفون بالمدينة، من بينها المشروع التوثيقي للباحث سعيد رخا، مدير عام متحف رشيد الوطني، الذي يقوم بحصر وجمع نسخ من كل ما يتعلق بتاريخ المدينة من وثائق وخرائط وصور وأعمال فنية ترتبط بها، سواء كانت ضمن مجموعات خاصة لأفراد أو جهات ومؤسسات عامة في داخل مصر أو خارجها، إضافة إلى شهادات ومقتنيات لدى أبناء وأحفاد رموز ذات صلة بالمدينة، ومن أحدث ما قدمه في هذا الإطار كتابه "رشيد في عصر الفوتوغرافيا" الصادر حديثًا عن "مؤسسة الأمة العربية للطباعة والنشر والتوزيع".

 

ويعدّ الكتاب سردًا بصريًا لرشيد؛ إذ يضم نحو مائتي صورة نادرة تروي تاريخ المدينة، وتكشف النقاب عن كثير من ملامح معمارها وآثارها وحكاياتها وأحداثها الكبرى، وتفاصيل الحياة اليومية في حقب زمنية مختلفة، إضافة إلى مجموعة من اللوحات الفنية لكبار المستشرقين جسدوا بها أحوال المدينة وجمال الطبيعة بها؛ ما يجعل من الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين والشغوفين بالمدينة، يقول الدكتور سعيد رخا "مثلما سحرت مدينة رشيد الكثير من الرحّالة والفنانين الأوروبيين بجمالها وتاريخها وأجبرتهم على الولع بها وتم جمع هذا التاريخ وتوثيقه، وتجسيد الجمال من خلال الكثير من الأعمال الفنية واللوحات على مدار القرون الماضية، بداية من القرن الـ16 حتى القرن الـ19، فنجد أن رشيد كانت واحدة من أقدم المدن التي نالت حظًا وفيرًا في التقاط الصور الفوتوغرافية على مستوى العالم.

 

وزار الفنان والمصور الفرنسي جوزيف فيليبير دوبرانجي مدينة رشيد في عام 1842، وذلك بعد فترة وجيزة من اختراع كاميرا de Prangey؛ ما يجعلها أيضًا من أوائل المدن على مستوى العالم التي استخدمت الكاميرا فيها، وكان ذلك بعد اختراعها بثلاث سنوات فقط. وكما هو معروف كانت ولادة التصوير العملي الحقيقي على يد لويس داجير عام 1839، وهو أيضًا تاريخ تصوير محمد علي باشا صورته الشهيرة في الإسكندرية، ليأتي جوزيف ويلتقط أول ألبوم فوتوغرافي للمدينة، ويسافر به ألواحًا احتفظ بها لسنوات طويلة في مخزن يخصّه بفرنسا حتى طُبعت في باريس"، وفق رخا الذي يوضح، أنه تواصل مع أحد أحفاده الذي أمده بالصور، وصور للألواح والمقتنيات التي تخص زيارة جده الكبير لرشيد.

 

ومن أهم ما تكشف عنه الصور، مجموعة من الأمكنة والآثار التي اندثرت ولم يعد لها وجود الآن سوى ذكرها في الكتب التاريخية.

 

يضم الكتاب أيضًا جانبًا من ألبوم رشيد، لمصور العائلة المالكة رياض باشا شحاتة (المصور الخاص للملك أحمد فؤاد الأول ومن بعده ابنه الملك فاروق)؛ إذ نجح المؤلف في التواصل مع حفيده بعد خمسة أشهر من البحث ليمده في النهاية بمواد ومعلومات غاية في الأهمية عن "رائد التصوير الشمسي" في مصر، كما كان يطلق عليه؛ ولذلك تجد في الكتاب صورًا نادرة لعائلة محمد علي في رشيد ومحافظة البحيرة في النصف الأول من القرن العشرين.

 

ولهذا الألبوم مكانة خاصة في قلوب أهل رشيد، فهو خاص بزيارة الزعيم جمال عبد الناصر للمدينة، ومنها صور افتتاحه متحف رشيد عام 1959، وزيارته لمعالم أثرية وأمكنة تاريخية وطبيعية مهمة بالمدينة. وكانت مناسبة الزيارة مشاركة أهالي رشيد في الاحتفال بذكرى انتصارهم على الإنجليز، وكذلك تكريم عدد من المشاركين في مسابقة الرواية التي ألفها عبد الناصر عن معركة رشيد في كتابه "في سبيل الحرية".

 

ويتهافت عدد من المصورين المحترفين والهواة حاليًا على التقاط الصور الفوتوغرافية للمدينة، خاصة منطقة أبو مندور، وبعض المنازل الأثرية والمناظر الطبيعية، وفق رخا، الذي يقول إن الكتاب يأتي تزامنًا مع حال من الزخم التنموي غير المسبوق في مدينة رشيد، حيث تشهد مشروعًا ضخمًا يتضمن خطة شاملة لتطويرها بتكلفة تقدر بنحو ملياري جنيه، وفي إطارها ستُرمم وتُجدّد المناطق الأثرية الإسلامية التي تزخر بها المدينة، وهي تتنوع ما بين آثار مدنية ودينية وحربية ومنشآت خدمة اجتماعية، واستكمال كورنيش النيل وتطوير الشوارع التراثية في وسط المدينة العريقة.

 

ويكشف الكتاب عن الطابع التاريخي والمعماري لرشيد، وهو ما يعلق عليه مؤلفه قائلًا "ليس غريبًا أن تكون محطّ أنظار الفوتوغرافيين منذ سنوات بعيدة، فقد وصفها الرحّالة الفرنسي جان دو تيفينو في القرن السابع عشر، بأنها (أجمل مدينة في مصر)، كما أطلق عليها الرحالة الروسي إيوان لوكيانوف في القرن الثامن عشر، لقب (مصر الصغرى التي تُعد مبانيها أفضل من مباني القسطنطينية)".

 

ويأتي كتاب "رشيد في عصر الفوتوغرافيا" استكمالًا لما بدأه سعيد رخا من أبحاث تختص بحضارة المدينة وتاريخها، التي صدرت في إطار مشروعه التوثيقي لها من خلال مجموعة من الكتب والأبحاث المطبوعة والمنشورة، ومنها: كتاب بعنوان "مدينة رشيد في عيون الرحالة والمستشرقين"، الصادر عن مؤسسة الأمة العربية للطباعة والنشر والتوزيع باللغة العربية.

قد يهمك أيضًا:

أهرامات الجيزة ضمن أفضل المعالم السياحية التي يجب زيارتها

أبرز الوجهات السياحية التي يمكن السفر إليها في تشرين الثاني

   
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشيد في عصر الفوتوغرافيا سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص رشيد في عصر الفوتوغرافيا سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:47 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

وفد أميركي يزور دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة

GMT 09:42 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس بزشكيان يختم زيارته للقاهرة ويعود إلى طهران

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 11:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الأماكن لتجنب الإصابة بالإنفلونزا على متن الطائرة

GMT 18:59 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهل طريقة لتنظيف المطبخ من الدهون بمنتجات طبيعية

GMT 22:16 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مواجهة أسوان لا تقبل القسمة على أثنين

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 05:37 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

جوليا روتفيلد تكشف للفتيات دليل ارتداء ملابس الحفلات

GMT 17:06 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

تعرفي على طرق مبتكرة لوضع المناكير الأحمر

GMT 20:57 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

فيليب لام يصف قضية مونديال 2006 بالكارثة الشخصية لبيكنباور

GMT 17:29 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

نادي برشلونة يسعى إلى التعاقد مع غريزمان الصيف المقبل

GMT 04:35 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الخميس

GMT 04:43 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يؤكد أن مهرجان القاهرة ينقصه التمويل

GMT 17:24 2013 الخميس ,04 إبريل / نيسان

النجمة الجميلة كيتي هولمز تقع في الحب أخيرًا

GMT 01:02 2016 الأربعاء ,04 أيار / مايو

وادي دجلة يعلن عن "الشعار الجديد" للنادي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon