c "رشيد في عصر الفوتوغرافيا" سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كتاب يقدّم 200 لقطة نادرة لمعالمها منها أماكن لم يعد لها وجود الآن

"رشيد في عصر الفوتوغرافيا" سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رشيد في عصر الفوتوغرافيا سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص

رشيد في عصر الفوتوغرافيا
القاهرة-مصر اليوم

لا تكف هذه المدينة المصرية الصغيرة الواقعة على مصبّ فرع نهر النيل في البحر المتوسط عن لفت الانتباه، بداية من الحضارة الفرعونية حيث اشتهرت بالبطولات، وتصنيع العجلات الحربية، وصولًا إلى المشروع القومي لترميمها وتحويلها إلى متحف مفتوح بتكلفة ملياري جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري).

 

وبجانب هذا المشروع العملاق، تبرز مشروعات ثقافية وفنية يتبناها أفراد شغوفون بالمدينة، من بينها المشروع التوثيقي للباحث سعيد رخا، مدير عام متحف رشيد الوطني، الذي يقوم بحصر وجمع نسخ من كل ما يتعلق بتاريخ المدينة من وثائق وخرائط وصور وأعمال فنية ترتبط بها، سواء كانت ضمن مجموعات خاصة لأفراد أو جهات ومؤسسات عامة في داخل مصر أو خارجها، إضافة إلى شهادات ومقتنيات لدى أبناء وأحفاد رموز ذات صلة بالمدينة، ومن أحدث ما قدمه في هذا الإطار كتابه "رشيد في عصر الفوتوغرافيا" الصادر حديثًا عن "مؤسسة الأمة العربية للطباعة والنشر والتوزيع".

 

ويعدّ الكتاب سردًا بصريًا لرشيد؛ إذ يضم نحو مائتي صورة نادرة تروي تاريخ المدينة، وتكشف النقاب عن كثير من ملامح معمارها وآثارها وحكاياتها وأحداثها الكبرى، وتفاصيل الحياة اليومية في حقب زمنية مختلفة، إضافة إلى مجموعة من اللوحات الفنية لكبار المستشرقين جسدوا بها أحوال المدينة وجمال الطبيعة بها؛ ما يجعل من الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين والشغوفين بالمدينة، يقول الدكتور سعيد رخا "مثلما سحرت مدينة رشيد الكثير من الرحّالة والفنانين الأوروبيين بجمالها وتاريخها وأجبرتهم على الولع بها وتم جمع هذا التاريخ وتوثيقه، وتجسيد الجمال من خلال الكثير من الأعمال الفنية واللوحات على مدار القرون الماضية، بداية من القرن الـ16 حتى القرن الـ19، فنجد أن رشيد كانت واحدة من أقدم المدن التي نالت حظًا وفيرًا في التقاط الصور الفوتوغرافية على مستوى العالم.

 

وزار الفنان والمصور الفرنسي جوزيف فيليبير دوبرانجي مدينة رشيد في عام 1842، وذلك بعد فترة وجيزة من اختراع كاميرا de Prangey؛ ما يجعلها أيضًا من أوائل المدن على مستوى العالم التي استخدمت الكاميرا فيها، وكان ذلك بعد اختراعها بثلاث سنوات فقط. وكما هو معروف كانت ولادة التصوير العملي الحقيقي على يد لويس داجير عام 1839، وهو أيضًا تاريخ تصوير محمد علي باشا صورته الشهيرة في الإسكندرية، ليأتي جوزيف ويلتقط أول ألبوم فوتوغرافي للمدينة، ويسافر به ألواحًا احتفظ بها لسنوات طويلة في مخزن يخصّه بفرنسا حتى طُبعت في باريس"، وفق رخا الذي يوضح، أنه تواصل مع أحد أحفاده الذي أمده بالصور، وصور للألواح والمقتنيات التي تخص زيارة جده الكبير لرشيد.

 

ومن أهم ما تكشف عنه الصور، مجموعة من الأمكنة والآثار التي اندثرت ولم يعد لها وجود الآن سوى ذكرها في الكتب التاريخية.

 

يضم الكتاب أيضًا جانبًا من ألبوم رشيد، لمصور العائلة المالكة رياض باشا شحاتة (المصور الخاص للملك أحمد فؤاد الأول ومن بعده ابنه الملك فاروق)؛ إذ نجح المؤلف في التواصل مع حفيده بعد خمسة أشهر من البحث ليمده في النهاية بمواد ومعلومات غاية في الأهمية عن "رائد التصوير الشمسي" في مصر، كما كان يطلق عليه؛ ولذلك تجد في الكتاب صورًا نادرة لعائلة محمد علي في رشيد ومحافظة البحيرة في النصف الأول من القرن العشرين.

 

ولهذا الألبوم مكانة خاصة في قلوب أهل رشيد، فهو خاص بزيارة الزعيم جمال عبد الناصر للمدينة، ومنها صور افتتاحه متحف رشيد عام 1959، وزيارته لمعالم أثرية وأمكنة تاريخية وطبيعية مهمة بالمدينة. وكانت مناسبة الزيارة مشاركة أهالي رشيد في الاحتفال بذكرى انتصارهم على الإنجليز، وكذلك تكريم عدد من المشاركين في مسابقة الرواية التي ألفها عبد الناصر عن معركة رشيد في كتابه "في سبيل الحرية".

 

ويتهافت عدد من المصورين المحترفين والهواة حاليًا على التقاط الصور الفوتوغرافية للمدينة، خاصة منطقة أبو مندور، وبعض المنازل الأثرية والمناظر الطبيعية، وفق رخا، الذي يقول إن الكتاب يأتي تزامنًا مع حال من الزخم التنموي غير المسبوق في مدينة رشيد، حيث تشهد مشروعًا ضخمًا يتضمن خطة شاملة لتطويرها بتكلفة تقدر بنحو ملياري جنيه، وفي إطارها ستُرمم وتُجدّد المناطق الأثرية الإسلامية التي تزخر بها المدينة، وهي تتنوع ما بين آثار مدنية ودينية وحربية ومنشآت خدمة اجتماعية، واستكمال كورنيش النيل وتطوير الشوارع التراثية في وسط المدينة العريقة.

 

ويكشف الكتاب عن الطابع التاريخي والمعماري لرشيد، وهو ما يعلق عليه مؤلفه قائلًا "ليس غريبًا أن تكون محطّ أنظار الفوتوغرافيين منذ سنوات بعيدة، فقد وصفها الرحّالة الفرنسي جان دو تيفينو في القرن السابع عشر، بأنها (أجمل مدينة في مصر)، كما أطلق عليها الرحالة الروسي إيوان لوكيانوف في القرن الثامن عشر، لقب (مصر الصغرى التي تُعد مبانيها أفضل من مباني القسطنطينية)".

 

ويأتي كتاب "رشيد في عصر الفوتوغرافيا" استكمالًا لما بدأه سعيد رخا من أبحاث تختص بحضارة المدينة وتاريخها، التي صدرت في إطار مشروعه التوثيقي لها من خلال مجموعة من الكتب والأبحاث المطبوعة والمنشورة، ومنها: كتاب بعنوان "مدينة رشيد في عيون الرحالة والمستشرقين"، الصادر عن مؤسسة الأمة العربية للطباعة والنشر والتوزيع باللغة العربية.

قد يهمك أيضًا:

أهرامات الجيزة ضمن أفضل المعالم السياحية التي يجب زيارتها

أبرز الوجهات السياحية التي يمكن السفر إليها في تشرين الثاني

   
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشيد في عصر الفوتوغرافيا سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص رشيد في عصر الفوتوغرافيا سيرة مُصوّرة لمدينة مصرية تزخر بالقصص



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»

GMT 08:30 2021 الأحد ,15 آب / أغسطس

روسيا تسجل أعلى نمو إقتصادي منذ عام 2000
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon