c علماء يكشفون للمرة الأولى عن أسرار حضارة غامضة في السعودية - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظهرت من القرن الأول قبل الميلاد واستمرت نحو 200 عام

علماء يكشفون للمرة الأولى عن أسرار حضارة غامضة في السعودية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علماء يكشفون للمرة الأولى عن أسرار حضارة غامضة في السعودية

صحراء العلا في السعودية
الرياض-مصر اليوم

لأول مرة يقوم فريق من علماء الآثار بمسح أثري في منطقة بالسعودية في محاولة لإلقاء الضوء على حضارة غامضة ازدهرت ذات يوم هناك، وهي الحضارة النبطية التي تركت آثاراً لم يتم الكشف عن الكثير منها.

وتعرف صحراء العلا في السعودية بلياليها الحالكة مما يتيح لمتأملي النجوم من دراسة الأجرام السماوية دون مشاكل ناجمة عن أي تلوث ضوئي؛ لكن المنطقة باتت أكثر جذباً للآثاريين. فقد ازدهرت في هذه المنطقة الحضارة النبطية أبتداءا من القرن الأول قبل الميلاد واستمرت نحو 200 عام.

ورغم أن النبطيين أداروا إمبراطوريتهم من عاصمتهم مدينة البتراء في الأردن إلا أنهم أقاموا مدينة حجرية (مدائن صالح الحالية) في صحراء العلا، وكانت بمثابة عاصمتهم الثانية.

ويعتزم علماء آثار إجراء أول تنقيب أثري في منطقة تعادل مساحتها مساحة بلجيكا، وبدأ الفريق الذي يضم أكثر من 60 خبيرا، مشروعا يستغرق عامين لاستطلاع قلب المنطقة في مساحة تبلغ نحو 3300 كيلو متر مربع في شمال غرب السعودية.

وهذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها مساحة بهذا الحجم لدراسة علمية أثرية في السعودية، وتجري عمليات التنقيب في "مدائن صالح" ومواقع نبطية أخرى منذ بعض الوقت على يد مجموعة من الخبراء السعوديين، ومن بينهم عبد الرحمن السحيباني المحاضر بجامعة الملك سعود في الرياض.

وقال السحيباني، "كنت أركز في وقت سابق على الحضارتين الدادانية واللحيانية، والآن فإن الهيئة الملكية للعلا تعمل بمنظور أوسع من أجل فهم أكبر لكيفية تطور المجتمعات المبكرة في المنطقة".

وتعمل الهيئة على وضع أحدث التقنيات تحت تصرف خبراء الآثار في الموقع، فبينما يمكن أن تميز خاصية "غوغل إيرث" والعين المجردة المدربة الصخور الطبيعية عن تلك التي تدخل فيها البشر، فإن الطائرات الخفيفة المزودة بكاميرات متخصصة هي التي توفر أكبر تفاصيل ممكنة عن المنطقة التي تشمل وادي العلا والوديان المحيطة.

وبحسب ربيكا فوت، عالمة الآثار الأمريكية المسؤولة عن التنقيب لحساب الهيئة الملكية بالعلا، فإن الجهود السابقة ركزت على الحفريات لأن التنقيب الشامل يتطلب يتطلب الكثير من الوقت والموارد المتاحين الآن.

وتعتقد فوت أن هذه الدراسة ستضع السعودية على خريطة التاريخ القديم، وتضيف، "نعرف الكثير عن الفترة بين الألف الأولى والثالثة قبل الميلاد، نعرف الكثير عن مصر القديمة وميزوبوتاميا (بلاد الرافدين)، وبالمقارنة فإننا لا نعرف سوى القليل عن شبه الجزيرة العربية في التاريخ القديم، فكيف ستؤثر اكتشافاتنا على فهمنا للتاريخ القديم، لا نعرف بعد، ولكن من المرجح أنها ستعيد تشكيل رؤية العالم في التاريخ القديم".

وقضت فوت سنوات طويلة تعمل في البتراء، المدينة القديمة في الأردن والتي مازالت تمثل أشهر أثر خلفته الحضارة النبطية. وتقول إن المسح الجوي مهم لاكتشاف المواقع غير التقليدية الذي قد يتطلب الأمر سنوات طويلة لاكتشافها.

أبرز المعالم السياحية في السعودية

ومضت تقول :"إن التكنولوجيا توفر الآن رؤية شاملة يمكن الاعتماد عليها، فلم يحدث شيء من هذا القبيل وعلى هذا النطاق في ما مضى".

وكانت بعثة فرنسية قد اكتشفت سابقاً شبكة طرق لتجارة البخور غربي السعودية تمر عبر صحراء العلا، وتريد ربيكا فوت أن تبني على هذه المعلومات، وأن تعرف أكثر عن دور المياه في ازدهار المنطقة.

وعلقت قائلة: "يمكننا أن نخمن أنه كان لديهم اقتصاد زراعي ناجح، ولكن هل كانت هناك ضرائب على البخور؟ وكيف أداروا مواردهم المائية؟".

وعندما تبدأ الدراسات الهيدرولوجية ترد الإجابات، والتي يعود الفضل فيها جزئيا للفريق الجوي الذي يساعد في تحديد مواقع بعينها.

وقام فريق التنقيب الجوي (الذي يحلل الصور الجوية) بقيادة جيمي كوارترمين، من جامعة أوكسفورد البريطانية، بتغطية نصف المواقع المستهدفة وعددها 11500 موقعاً بطائرات خفيفة مزودة بكاميرات متخصصة تحلق على ارتفاع يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف قدم. ويجرى مثل هذا العمل عادة لضمان عدم إشادة أبنية في المستقبل قرب المواقع الأثرية، ويعرف بالمسح الوقائي.

ويقول كوارترمين: "تعلمنا من أخطاء الماضي التي ارتكبتها دول أخرى، ونحاول تجنبها هنا للحيلولة دون وقوع أضرار".

وتقدم هذه الدراسة الاستطلاعية إجابات للمتخصصين في مجالات مثل فن نحت الصخور. "فمنذ خمس سنوات لم يكن الجي بي إس دقيقا بما يكفي، واليوم نستخدم وسائل متعددة للتصوير الفوتوغرافي، بما فيها الطائرات المسيرة، والكاميرات المعلقة أسفل الطائرات الخفيفة، وأحدث تكنولوجيا التصوير الجوي"حسب جيمي كوارترمين.

ويذكر أن إنتاج صورة معدلة كل ثانيتين أو ثلاثة يقدم آلاف الصور التي تقيس الأبعاد الحقيقية والتي تمثل كنزا للطبوغرافيين. ويقوم المتخصصون بمزج هذه الصور بدرجة وضوح عالية تكشف أدق تفاصيل المشهد.

وتوضع الكاميرات بزاوية 45 درجة مئوية تحت الطائرات، وقد تم اكتشاف مواقع دفن ومشاهد جنائزية من العصر البرونزي حتى الآن.

"هذا يسمح لنا برؤية المشهد بشكل واضح أفقيا ورأسيا أيضا. مما يمكننا من الكشف عن بعض مواقع فن النحت الحجري"، بحسب جيمي كوارترمين.

وفي المرحلة النهائية من الدراسة سيتم إرسال فريق متخصص، مثل خبيرة فن النحت على الصخور ماريا غواغنين التي قضت بالفعل خمس سنوات في شمال غرب الجزيرة العربية، وقد أعربت عن انبهارها بقاعدة البيانات الكبيرة التي صارت متاحة عن كل الفترات.

وأوضحت غواغنين قائلة: "لأول مرة نتطلع للمشهد الأثري بكل جوانبه، وتعتمد معلوماتنا على توزيع أنواع الحيوانات في فترة ما قبل التاريخ وعلى مواقع الدراسة الأثرية من الجو ومواقع العصر الحجري".

 

وتابعت قائلة: "كان يعتقد أن العديد الحيوانات لا أثر لها في شبه الجزيرة العربية، ولكن لوحات الفن الحجري أظهرت العكس".

فوجود أنواع من الثدييات المرسومة على الصخور في العلا يوفر معلومات لها علاقة بانتشارها وطريقة حياتها والغذاء الذي كان متاحا لها في مشاهد ما قبل التاريخ.

كما تساعد رسوم الحيوانات أيضا في تحديد التواريخ. فقد كان من المستبعد مثلا وجود فرسان يمتطون الخيول أو الجمال قبل 1200 عام.

وكانت الماشية المدجنة من خراف وماعز قد عرفتها الجزيرة العربية بين عامي 6800 و6200 قبل الميلاد. وكانت بلاد الشام قد عرفتها أولاً ومنها انتقلت إلى الجزيرة العربية فهذه إحدى وسائل تحديد التاريخ حيث من غير المرجح وجود حيوانات في هذه المنطقة في هذا التاريخ، ومن المرجح أن تؤدي المعلومات الغزيرة التي سيحصل عليها فريق العلا الدولي إلى الكشف عن الطرق التي ربطت بين البتراء ومدائن صالح.

وكان عبد الرحمن السحيباني قام بعمليات حفر لبضع سنوات في دادان، وهو موقع يشير إلى وجود حضارة سابقة للنبطيين. وقال :"إن الأمر قد يستغرق أجيالا لتظهر نتيجة هذا العمل، وما يجعل هذه العمل مهما على الصعيد العالمي أنه لا يقتصر على مدائن صالح والبتراء فقط بل يشمل الحضارات السابقة غير المعروفة لنا".

ومن بين المهام المناطة بعبد الرحمن تدريب طلبة جامعة الملك سعود في موقع بالعلا. ويقول :"إنهم يتعلمون في إطار أحد أهم دراسات التنقيب الاستكشافي، فطلبة اليوم قد يتوصلون إلى اكتشافات لا يمكننا تخيلها"

من هم النبطيون؟

سكنوا شمال شبه الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام.

كانت عاصمتهم البتراء، ولكن مدائن صالح في السعودية كانت مركزا مهما هي الأخرى.

وكانت طريقتهم في الهندسة المعمارية متأثرة بميزوبوتاميا واليونان حيث كانوا ينحتون مقدمات المعابد والقبور.

هناك العديد من الأمثلة على فن الغرافيتي والرسوم النبطية ولكن لا توجد نصوص.

انتهى وضع النبطيين كدولة مستقلة عندما قام الإمبراطور الروماني تراجان بغزوهم

قد يهمك أيضًا:

وفد من السفارة الأميركية يتفقد مشروع إعادة اكتشاف أصول مدينة إسنا

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء يكشفون للمرة الأولى عن أسرار حضارة غامضة في السعودية علماء يكشفون للمرة الأولى عن أسرار حضارة غامضة في السعودية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon