c حمام "مرجوش" التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 00:40:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حمام "مرجوش" التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حمام مرجوش التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة

بناية أثرية
القاهره - مصراليوم

بناية أثرية لا يميزها عن غيرها في شارع أمير الجيوش بمنطقة الجمالية التاريخية بمصر، سوى لافتة ملونة مُعلّقة على الواجهة، مكتوب عليها: "حمام بخار بلدي.. رجال وسيدات"، إلى جانب لافتة أخرى صغيرة تحمل الرقم 40.كان هذا هو حمام "مرجوش" التاريخي أو "الملاطيلي" كما يعرفه العامة في مصر منذ مئات السنين، والذي ذاع صيته أكثر من أي وقت مضى بعد عرض فيلم "حمام الملاطيلي" عام 1973.وحمَّام مرجوش" الصامد أمام كل عوامل الفناء، منذ نحو 600 عام، يعد واحدًا من حمَّامات القاهرة الفريدة، التي حافظت على وجودها برغم تغيّر نمط الحياة، وطغيان المراكز الصحية الحديثة.

" قام بجولة في حمَّام الملاطيلي، واستمع إلى الحاج زينهم أحمد عبدالعزيز، مالك الحمام، الذي روى حكاية عائلته مع الحمام، التي بدأت منذ نحو 130 عام، عندما جاءت من تركيا إلى مصر.ويقول عبد العزيز إن أسرته استأجرت حمام "مرجوش" عام 1892، وكانت أول رخصة حصلوا عليها للحمام في عام 1902.وعن الزمن الجميل يتذكر الحاج زينهم (78 عامًا) فترة ما قبل ثورة يوليو عندما كان يشاهد في طفولته أمين بك المهدي العواد المصري الشهير، والموسيقار والفنان مدحت عاصم، يأتون إلى الحمام مع أصدقائهم ويستأجرونه لحسابهم، إذ كانوا يقومون بالعزف على العود أثناء تمضيّة وقتهم بالحمَّام. 

ويشير عبد العزيز في معرض حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنه خلال فترات لاحقة، كان يتردد على الحمام عدد من المطربين والمشاهير مثل المطرب كارم محمود، وعازف الساكسفون الشهر سمير سرور، بينما كان يأتي إلى حمام السيدات الفنانة عائشة الكيلاني، كما أتت إليه الفنانة ليلى علوي.ويربط الرجل بين تراجع حضور الحمَّامات العامة، وتطور الحياة، فيقول: "قديمًا لم تكن المياه قد وصلت البيوت بعد، وكان حينها يستحم جميع الناس في الحمَّامات العامة، ومع تطور الحياة تم مد المياه إلى البيوت، وبدأ الإقبال يتراجع على الحمام شيئًا فشيء، خاصة مع ظهور المراكز الحديثة".

ويتمنى الحاج زينهم عودة الحمَّامات الشعبية إلى سابق عهدها، وهي الأمنية ذاتها التي يحملها نجله مصطفى الذي يقول إنه يعشق هذه المهنة التي ورثها عن أسرته ويتمنى أن تعود كما كانت من قبل.وفي حديثه لموقعنا، يشير مصطفى الذي يشارك والده إدارة الحمَّام إلى أن كثيرا من الزبائن اليوم يأتون إلى الحمَّام، وخاصة في الأعراس، إضافة إلى بعض مرضى الروماتيزم الذي يحتاجونللاستشفاء، فيأتون للمكوث في مغطس الماء الساخن.

تاريخ قديم وإرث اجتماعي ما أن تدلف عبر الممر الضيق داخل مبنى حمَّام الملاطيلي، حتى تقفز إلى رأسك حكايات ألف ليلة وليلة، التي كان كثيرًا منها يدور داخل مثل هذه الحمَّامات، حيث اعتاد أن يأتي إليه الملوك والأمراء وكافة طوائف الشعب على مر العصور.كانت الحمَّامات العامة بمثابة مركز لصناعة ونشر الأخبار في المجتمع القاهري حتى منتصف القرن الماضي، إلى جانب وظيفتها الرئيسية في الحفاظ على النظافة والصحة العامة.وارتبطت الحمَّامات العامة في التراث المصري بعديد الحكايات والمأثورات الشعبية، كالمثل الشعبي الشهير: "اللي اختشوا ماتوا" والذي يستمد أصله من حريق وقع في حمام إينال، فماتت الفتيات التي تحرجن من الفرار وهن عاريات.

ولحمَّام "الملاطيلي" تاريخ قديم، فبحسب ما ذكره المؤرخون: المقريزي والبكري، فإن حمام "الملاطيلي" بُني في نهاية عصر المماليك، وأن عمره لا يقل عن 600 عام، والحمَّام مسجل باعتباره أثرا، تحت رقم 592 لسنة 1959.رحلة في الحمَّاموعن طبيعة الخدمة التي تقدمها الحمَّامات العامة للمستحم، أشار المؤرخ المعاصر قاسم عبده قاسم إلى أن الحمَّامات العامة تتكون من عدة حجرات، منها حجرة تسمى بالمسلخ، مكسوة بالرخام، وبها مصاطب من الرخام، وفيها ينزع المستحمون ملابسهم، ويستريحون قبل الدخول إلى "بيت أول".وبحسب الدراسة التي أعدها قاسم، يعتبر "بيت أول" أولى الغرف الدافئة بالحمام، كما تعد بمثابة غرفة الانتظار؛ وفيها مصطبتان وأرضية من الرخام، وفي هذه الغرفة يلف المستحم نفسه بمنشفة تصل إلى الركبتين؛ فإذا حان دوره دخل غرفة أخرى أشد سخونة تسمى "بيت حرارة".

وكانت الحمَّامات قديمًا تعتمد على ساقية لإمدادها بالمياه، وبحسب العديد من المصادر كان یُلحق بالحمام في الغالب بئر لإمداده بالمیاه.وفي "بيت حرارة"، يوجد مغطس ممتلئ بماء ساخن يتصاعد منه البخار، وهنا يتفصد العرق من جسد المستحم، ثم يقوم "الحمَّامي" بتكييس وتدليك جسد المستحم وفرك جلده لإزالة ما قد يكون قد علق فيه من الوسخ حتى تتفتح مسام الجلد تماما.في النهاية يعود المستحم إلى "بيت أول"، ويمكث به بعض الوقت حتى تتوازن درجة حرارة جسمه، ولا يتعرض للهواء البارد في الخارج إذا غادر الحمام مباشرة.تأثير اجتماعي وتاريخ ممتد انتشرت الحمَّامات العامة المعروفة في أيامنا هذه بداية من الفتح الإسلامي، حیث سمى المصریون أول حمَّام بني في هذه الفترة بمدینة الفسطاط بـ"حمام الفأر" نظرًا لصغر حجمه عن تلك الحمامَّات كبيرة الحجم التي عرفها المصريون قبل الفتح الإسلامي، حيث كانت تتألف عادة من ثلاثة طوابق متصلة.

وبحسب خطط المقريزي، فإن الخليفة الفاطمي العزيز بالله يعد أول من بنى الحمَّامات العامة بالقاهرة وقدرت مصادر عديدة عددها في هذه الفترة، إلا أن الرقم الذي رجحه المؤرخ المعاصر قاسم عبده قاسم نقلًا عن المقريزي يصل إلى 80 حماما في هذا الوقت.وفي أيامنا هذه يتبقى عدد محدود من الحمامَّات العامة؛ بعضها لا يزال يعمل، والبعض الآخر حُفظ كأثر مهمل.ومن أشهر الحمامات المتبقية إلى جانب حمام الملاطيلي في القاهرة: حمام السلطان إينال وحمام السكرية وحمام بشتاك وحمام المؤيد وحمام الشرايبي وحمام الدود وحمام سنان باشا ببولاق.وفي الأقاليم، يوجد حمام عزوز بمدينة رشيد في محافظة البحيرة، شمالي مصر، وحمام سمنود بمحافظة الغربية بوسط الدلتا، وحمام علي بك بجرجا بمحافظة سوهاج جنوبي مصر.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

اكتشاف بناية أثرية "ضخمة" في مدينة ميت رهينة

الأعلى للآثار" يؤكد أن التوابيت المكتشفة في مصر عليها طبقة من الذهب

 

 
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمام مرجوش التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة حمام مرجوش التاريخي يحمل قصة 600 عام من تاريخ القاهرة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة

GMT 00:43 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تشيلسي الإنجليزي يستقرّ على بديل أنطونيو كونتي

GMT 10:07 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عفو رئاسي من السيسي عن متهمة في قضية شهيرة

GMT 12:49 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

النني ينعش خزينة الأهلي ب81 ألف جنيه استرليني

GMT 01:58 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

صورة الفنانة شادية قبل وفاتها تبكي محبيها

GMT 08:06 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري سعيدة بجائزة فاتن حمامة وتبرز معادلة نجاحها الصعبة

GMT 23:51 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

فوائد العناق بين الزوجين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon