c اللعب بالنار" في معرض نحت في مدينة القاهرة" - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يروِّضها محمد عبلة بمحبة الفن وروح المغامرة

اللعب بالنار" في معرض نحت في مدينة القاهرة"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اللعب بالنار في معرض نحت في مدينة القاهرة

الفنان المصري محمد عبلة
القاهرة - مصر اليوم

يُعيد الفنان المصري محمد عبلة، تشكيل حكاياته العفوية عبر تكوينات نحتية من البرونز في معرضه الجديد «اللعب بالنار»، الذي يستضيفه غاليري «سماح» بالقاهرة حتى 23 فبراير (شباط) الحالي.

بروح شغوفة بالفن والحياة، ينفتح عبلة على مغامرته النحتية، منوّعاً اللعب مع الخامة عبر نحو أكثر من 30 عملاً نحتياً من البرونز، تتنوع ما بين المنحوتات الصغيرة ومتوسطة الحجم، يمتزج فيها عالم البشر بانفعالاته وعواطفه وصخبه الإنساني، وعالم الطبيعة بفطريته وبداهته وطيوره وأسماكه وحيواناته الأليفة. وتنتصب بعض اللوحات في شكل جدارية نحتية، تضم عدداً من هذه الكائنات، في حوارية فنية مرحة، لا تكف عن الحركة من الأعلى والأسفل، وببساطة مغوية، وكأنها في سباق مع الزمن. يعزز هذه الحوارية الفنان باستخدام بعض اللوحات الصغيرة من أعماله السابقة في الرسم والتصوير، معلقة بزوايا معينة بجوار المنحوتات، لربط الرسم بالنحت وإثراء عالم الرؤية في المعرض.

تتواصل مغامرة عبلة في هذا المعرض مع معرضه «خارج الكادر» قبل نحو عامين، الذي شكل عتبة قوية لمغامرته النحتية، حتى تصفو إلى نفسها في هذا المعرض، فالنحت لم يعد مجرد كتلة تسعى إلى التوازن مع الفراغ المحيط بها، وإنما ينبع الفراغ من داخل الأعمال نفسها كطاقة نور، تضيء الداخل والخارج معاً.

بعين مشدودة لبراح الطفولة والحكايات، يتأمل عبلة في معرضه فلسفة النحت وفطرته الأولى، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن النحت في بدايات ارتباطه بالإنسان الأول كان عن طريق اللعب، حيث بدأ في اللعب بالطين، وقادته المصادفة لاقتراب الطين من النار، فشاهد تحوله لمادة صلبة، وقاده ذلك فيما بعد لتشييد حضارات كاملة، كما في نحت التماثيل مثلاً لدى الفراعنة، ويقول: «كنت أسعى في معرضي هذا أن أتواصل مع فطرة النحت وابتكار تقنيات تشبه فني، بعيدة عن مؤسسات النحت التقليدية».

لا تخلو مغامرة «اللعب بالنار» التي يحيل إليها عنوان المعرض من ثيمة تتسم بالخطورة والتحدي، يقول محمد عبلة، إن تلك الخطورة مقصودة بالفعل «النحت لعبة خطرة، هكذا كنت أشعر وأنا أعد لهذا المعرض، تصوّرت أنني في زيارة لعالم النحت، وأنها لعبة قد تستهويني، لدرجة أن تأخذني من عالم الرسم الذي أنتمي له، النحت أيضاً لعبة صعبة، فمن السهولة تمزيق ورقة الرسم إذا لم تعجبني، أما في النحت فالأمر مختلف، لذلك فالنار بدلالتها الخطرة والملهمة أيضاً تلعب دوراً رئيسياً في المعرض، ناهيك عن دورها الفارق في تاريخ الإنسانية وما وصلت إليه من تطور».

يُصيغ عبلة مونولوغات عبر البرونز، ويقود أبطاله في حواراتهم إلى لغة المسرح، حيث فضاء الدراما والحركة والسينوغرافيا، فتتوقف أمام حوار بين صبي وكلبه، يحرر جسدهما من جمود العلاقة ونمطيتها، فتنساب في حالة من اللعب، بينما نجد شخصاً آخر يتحدث لحصانه، ويتسم فضاء التكوين بعلامات الوقار والألفة بين الحصان ممشوق القوام، وصاحبه الذي يتأمله بغبطة وسرور.

وفي تشكيلات أخرى، يفرد عبلة مساحات لموتيفاته الشعبية المنطلقة، فتجد الفتيات يتسلقن الأشجار في مرح، كما تتسرب بهجة النحت وكأنها عنقود من الحكايات والموسيقى تتدفق من عالم بريء مصنوع بالبرونز، ومنسوج من منطقة الحكايات التي تُميز مشروع محمد عبلة الفني على مدار تاريخه.

يحكي عبلة (67 عاماً)، في حديثه عن فكرة الانطلاق التي تسود أعماله غير مُقيدة بجمود الكتلة النحتية، ويقول: «كنت أبحث عن وسيلة وتقنية أستطيع أن أنقل بها مشاعري الفنية دون تقيّد بمراحل النحت الطويلة، واستطعت أن أبتكر وسيلة أنقل بها الرسم للنحت مباشرة، دون المرور بخطوات الصب والقالب التقليدية، وهكذا استطعت الاحتفاظ بحيوية رسومي عند انتقالها لمنحوتات، والحفاظ على القيم التصويرية التي أريد أن أنقلها دون أن فقد إحساسي الخاص».

ويذهب التجديد الذي يُصيغه عبلة إلى الألوان التي ظهرت بها منحوتات البرونز كالأحمر والأخضر والبنفسجي، كما نقل عبلة استخدامات الظل والنور إلى ساحة النحت، الذي يقول إنه قصد أن يوظفها ليمنح بها إحساساً بالمسافة والتجديد.

وقــــــــد يهمك أيـــــــضًأ :

رئيس الأوبرا تفتتح معرض "مسابقة محمد عبلة للتصوير"

الفنان محمد عبلة يصف سياسات وزير الثقافة بـ"المخذلة"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب بالنار في معرض نحت في مدينة القاهرة اللعب بالنار في معرض نحت في مدينة القاهرة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon