توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن "طالبان"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان

عزف موسيقي
الدوحة ـ العرب اليوم

بعد توقّف لأشهر، عادت بعض أعضاء أوركسترا "زهرة" الأفغانية الشهيرة للعزف من جديد إنّما أمام جمهور محدود في الدوحة وعلى آلات مستعارة بعدما تركت آلاتهن خلفهن في أفغانستان لدى هروبهن خوفاً من حركة "طالبان".عزفت مرزيا أنوري (18 عاماً) برفقة زميلاتها وموسيقيين أفغان آخرين الأسبوع الماضي أمام ديبلوماسيين وسكان مجمّع للاجئين في العاصمة القطرية، وبمشاركة عازفين من اوركسترا الجيش القطري.وقالت أنوري إنّ "معظم فتيات أوركسترا زهرة معي هنا في قطر، لكن بعضهن ما زلن في أفغانستان. آمل أن ينضممن إلينا هنا في أقرب وقت ممكن حتّى نكون معاً ونعيد بناء الأوركسترا".تضمّ أوركسترا زهرة التي انطلقت في عام 2016 خمساً وثلاثين فتاة بين سن 14 و21 عاماً، بعضهن من أوساط متواضعة جداً.

وقدّمت هذه الفرقة التي كانت تلقّى دعماً من البنك الدولي وأطراف أجنبية مانحة، للمرة الأولى عرضاً في الخارج خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا في كانون الثاني 2017.
وعلى غرار العديد من الفرق الرياضية والثقافية وغيرها، تسبّبت سيطرة "طالبان" على أفغاستان في تفكّك الأوركسترا النسائية الشهيرة، فيما أنّ معظم اللواتي تمكنّ من الهرب تركن أثمن ما لديهنّ خلفهن.تقول أنوري إنّها تشعر بالسعادة لهروبها من بلدها، لكن أيضاً بالمرارة لتركها وراءها عائلتها وأصدقائها وأحد أغلى ممتلكاتها: آلة الكمان الخاصّة بها.في الدوحة، تحاول أنوري التأقلم على العزف على آلة كمان أُعطيت لها، على أمل الحفاظ على موروث بلدها الثقافي مع موسيقيين آخرين هربوا إلى قطر.قالت الشابة البالغة من العمر 18 عاماً إنّها "هنا الآن وسعيدة لأنني بعيدة عن (طالبان)، لكنني قلقة على الفتيات اللواتي ما زلن في أفغانستان، وحزينة على شعبي وأصدقائي وعائلتي الذين ما زالوا هناك".

وأضافت: "بشكل عام، في أفغانستان يعتبرون كل شيء حراماً بالنسبة للنساء، وخاصة الموسيقى".حُظرت الموسيقى عندما حكمت "طالبان" أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001. ومنذ عودتها إلى السلطة، بدأت الحدّ حريّات المرأة والتعليم مرة أخرى، ما دفع بعشرات الآلاف إلى الفرار فيما لا تزال أخريات تنتظرن من يخرجهنّ.وكان من الصعب على مرزيا بالفعل العمل في مجال الموسيقى، في مجتمع محافظ لا يزال المتعاطفون فيه مع حركة "طالبان" يتمسّكون بمعتقدات اجتماعية تقول بأنّ الفتيات مكانهن المنزل.وقالت أنوري "عندما نذهب إلى الخارج، كان الناس يسموننا بالراقصات أو الفاسقات وأشياء أخرى من هذا القبيل".استولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان في آب تزامناً مع إسدال الولايات المتحدة الستار على حرب استمرّت 20 عاماً، بانسحاب عسكري تضمّن عملية إجلاء جويّة لأجانب وأفغان اتّسمت بالفوضى.

وتشتكي الحركة من أنّ "عمليات المغادرة المتواصلة للعديد من مواطني الطبقة الوسطى المتعلّمة وموظفي الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، هو هجرة أدمغة يقوض جهودها في تحقيق الاستقرار في البلاد".وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها.وإلى الآن، لم يعترف أيّ بلد بشرعية حكم "طالبان" في أفغانستان.تقول العازفة شغوفا صافي (18 عامًا)، إنّ "أحداث هروبها المروع لا تفارق مخيّلتها وهي تترقّب في الدوحة ما قد يحمل لها المستقبل".وقالت إنّ "الوضع كان في أفغانستان خطيراً حقاً وكان مخيفاً للراغبين بالمغادرة. لم يعرفوا (طالبان) أنّنا موسيقيون، لو علموا لقتلونا".تستضيف قطر التي باتت تنظمّ رحلات إجلاء منتظمة بين كابول والدوحة، نحو 100 طالب ومعلم من المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، بينهن عازفات أوركسترا زهرة، حتّى مغادرةبعضهم إلى البرتغال.
ومن بين هؤلاء قائد الأوركسترا الوطنية الأفغانية محمد قمبر نوشاد، الذي عبّر عن سعادته للعزف من جديد أمام الجمهور برفقة موسيقيات زهرة.وتابع: "لم نتمكن من العزف لمدة ثلاثة أشهر

على الأقل منذ أن سيطروا على كابول. لذلك كانت فرصة رائعة، لتحقيق أحلامنا من جديد".اضطر الشاب البالغ من العمر 25 عاماً إلى ترك زوجته وطفليه في أفغانستان، وقال وهو يبكي "أحب قطر وأحب شعبها، لكنني لن أحبها أبداً مثلما أحب كابول"، آملاً في أن يجتمع بعائلته قريباً في قطر أو في البرتغال.وعدت "طالبان" بحكم أكثر اعتدالاً هذه المرة، على الرغم من أنّها أوضحت أنّها "ستدير أفغانستان ضمن حدود تفسيراتها للشريعة الإسلامية".قالت أنوري إنّها "حزينة" لفقدان آلتها الموسيقية، مضيفةً "حتّى عندما كنت أنام، كنت أضعها فوق رأسي تماماً".وعلى غرار زملائها، أكّدت الشابة أنّها "ستواصل عزف الموسيقى لتبقي موروث بلدها الثقافي على قيد الحياة ولو من خارج الحدود".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

موسيقيون أفغان هربوا من حركة "طالبان" تاركين آلاتهم بل "روحهم"

آلات موسيقية للمعهد الوطني اللبناني بدل المتضرّرة في انفجار مرفأ بيروت

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 08:20 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

ترامب وبوتين يتفقان علي إعادة النظام إلى الجنوب

GMT 09:31 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج العقرب

GMT 09:56 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أخطاء مكياج شائعة تجعلك تتقدمين في السن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon