القاهرة - مصر اليوم
لا يعرف التاريخ المصري التمييز الجندري ضد المرأة، فتلك الأفكار دخيلة على حضارتنا وتاريخنا الذي يزخر بأسماء نساء رائدات في مجالات شتى؛ بدءًا من الحقبة المصرية القديمة، مرورًا بالعصر الوسيط، ثم وصولًا إلى العصر الحديث، وفي التقرير التالي يستعرض «المصري لايت» جانبًا من اسهامات نساء مصر اللاتي غيرن وجه التاريخ المصري على مر العصور.
مصر القديمة.. آلهة وملكات ورائدات في الطب
قبل ما يقرب من 4500 عام، مارست المصرية «بسشت» الطب لتصبح أول طبيبة وعالمة سطر التاريخ اسمها، واعتلت «حتشبسوت» و«تي» و«كليوباترا» عرش مصر، وحققن انجازات تُدرس حتى يومنا هذا.
حتشبسوت.. ملكة الحرب والسلام
تسطر مسلات معبد الكرنك، بمدينة الأقصر اسم حتشبسوت (1508-1458 ق.م)، الملقبة بملكة الحرب والسلام، فلم تكن حتشبسوت فرعونًا تقليديًا لمصر، فبعدما خلفت والدها تحتمس الأول، قادت الجيوش، وحققت انتصاراتها التاريخية ثم حكمت البلاد لمدة 21 سنة محققة انجازاتها الاقتصادية الشهيرة، حتى عصرها اتسم بأنه من اكثر العصور سلاماً ورخاء أما نفوذ الملكة تي (1398-1338 ق.م) زوجة أمنحوتب الثالث وأم إخناتون، فيمكنك مطالعة جلال نفوذها بمجرد دخولك المتحف المصرى بالقاهرة، حيث سيطالعك تمثالها الضخم وهى جالسة بجوار زوجها امنحتب الثالث تحوطه بذراعها بما يعبر عن مكانتها ونفوذها، وكذلك كيوباترا السابعة (69-30 ق.م) ملكة مصر المنحدرة من أسرة البطالمة، فضلًا عن معبودة مصر الشهيرة «أوزوريس».
هيباتيا .. أسطورة مصر القبطية
لا تزال أسطورة الفيلسوفة وعالمة الرياضيات هيباتيا، الملقبة بشهيدة الجهل ومُلهمة الشعراء والكتاب والدارسين، حية حتى عصرنا هذا، فتلك الفيلسوفة التي نادت بإعمال العقل، واخترعت الإسطرلاب المستوى والهيدروميتر والهيدروسكوب اتسع تأثيرها ونفوذها ليتعدى حدود مدينة الأسكندرية التى عاشت فيها؛ إذ كانت محاضراتها تجذب طلاب العلم من شتى انحاء الامبراطورية الرومانية، لكن مسيرتها العلمية انتهت بحادث قتل وحشي من قبل حشود المسيحيين الغاضبة عقب خلافاتها مع كيرلس الأول بابا الأسكندرية في مارس عام 215.
شجرة الدر تعتلي عرش مصر الإسلامية
وفي القرن الثاني الميلادي حيث لا مكان للنساء وسط تتنازع الامبراطوريات الدينية والعرقية، وجدت شجرة الدر لنفسها مكانًا بين الملوك والحكام، فاعتلت عرش مصر الإسلامية، 127 ميلاديًا، فتلك «الجارية» التي اشتراها الملك الصالح أيوب، الذي قضى السنوات الأخيرة من عمره في محاربة الصليبيين، تمكنت من التمرد على العبودية، وصنعت لنفسها نفوذًا؛ إذ تولت مسؤولية بيت المال، وفرضت سطوتها على الجيش إبان مرض زوجها حتى مكنت من تأسيس دولة المماليك بعد وفاته.
رائدات الثورة والتحرر في العصر الحديث أما النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن العشرين؛ فلم تغب عنها نساء مصر بل حضرن بقوة على كل المستويات علميًا واجتماعيًا وسياسيًا؛ غير أن بذرة هذه النهضة زرعتها الأميرة فاطمة إسماعيل(1853-1920)،التي دعت إلى اكتتاب شعبي لجمع تبرعات لتدشين أول جامعة في تاريخ مصر.
كما شهدت الصفوف الأولى لثورة 19 التي أبهرت العالم حضورًا بارزًا للنساء، بدءًا صفية زغلول الملقبة بـأم المصريين، وهدى شعراوي مؤسسة الاتحاد النسائي المصري، وكذلك سيزا نبراوي، ونبوية موسى اللاتي أصبحن رموزًا ثورية عقب واقعة خلع الحجاب الشهيرة التي شهدتها محطة مصلر عام 1923، فنساء مصر لم ولن يغبن أبدًا عن المشهد.
قد يهمك أيضا
"معبد الكرنك" وثيقةٌ تاريخيةٌ كبرى شهدت مرور 30 حاكمًا مصريًا
حتشبسوت الملكة البدينة!
أرسل تعليقك