توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يُثير استياء البعض من عشاق الكلاسيكية ويُبهر آخرين بعصريَّته

قاعة "فيلهارموني" مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - قاعة فيلهارموني مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين

قاعة "فيلهارموني" في برلين تاريخ مميز وتصميم فريد
برلين - مصر اليوم

يُطلِق سكان برلين اسم "سيرك كاراياني" على المسرح الموسيقي لأوركسترا برلين الذائع الصيت "فيلهارموني"، وتحوَّلَت نظرة سكان برلين إلى أحد أعرق المباني الموسيقية التاريخية فيها، من مسرح موسيقي ناطق بالمحبة إلى "سيرك كاراياني" يثير استياء البعض ويبهر بعضهم الآخر بعصريته، بين التمسك بالتقاليد الكلاسيكية والترحيب بحداثة متنوِّرة. ومضت خمسون عامًا على افتتاح هانز شارون، للمسرح الذي صممه وأشرف على بنائه المميز، ورغم تميز البناء الأصلي بشكله الكلاسيكي، إلا أن التغييرات الشكلية الواقعة عليه حديثًا أدت إلى تشبيهه بالسيرك. أما بالنسبة إلى إلحاق اسم "السيرك" بقائد فرق الأوركسترا المعروف عالميًا والموسيقار الكبير، هيربرت فون كارايان، فإنه يعود إلى وجود المسرح في الشارع المسمى على اسمه.
وفي حفل افتتاح المسرح، لم يختر قائد فرقة أوركسترا "فيلهارموني"، فون كارايان، موسيقى فيدوليو الثالثة للموسيقار العالمي لودفيغ فان بيتهوفن عبثًا؛ فقد ألقت القطعة الموسيقية الحافلة بالدراما الضوء على كارايان ذاته ليكون محط أنظار الجمهور بكل معنى الكلمة، وبالفعل، تمكن الجمهور من رؤية ملامح وجه الأخير بوضوح ومتابعة تعابيره بشفافية متناهية، وهو الأمر الذي لم يكن ممكنًا من ذي قبل، في القاعات الموسيقية المألوفة.
ومنذ القرن التاسع عشر، غلب طابع بناء موحّد على غالبية المسارح الموسيقية وقاعات الأوركسترا، وجلّها بُنيت على شكل مربع أو مستطيل، وفي الجهة الأمامية بُنيت منصة مرتفعة، مخصصة للفرقة الموسيقية، فيما يجلس الجمهور في الأسفل. وقاعة الحفلات الموسيقية الكلاسيكية الشهيرة في فينا النمساوية التي يتم فيها إحياء سهرات رأس السنة، تضرب مثالاً بارزًا على ذلك، كذلك هو حال "فيلهارموني" في برلين التي دمرت الحرب العالمية الثانية جزءًا منها، وبُنيت على هذا الطراز، بيد أن خطط هانز شارون التي عرضها العام 1956 للمبنى الثقافي الجديد بالقرب من حديقة الحيوان في العاصمة برلين دأبت على إحداث قطيعة مع التقاليد؛ فعوضًا عن القاعة الطويلة الممتدة صمم الأخير مبنى متمركزًا في الوسط رغم اختلاف بُعد أطراف القاعة عن وسطها، جاذبًا بذلك منصة الفرقة الموسيقية المعزولة إلى قلب القاعة، مما يسمح للجمهور رؤيتها بأريحية تامة.
ويُعَد شارون، الذي وُلِد العام 1893 من أبرز ممثلي مدرسة "المعمار الحديث" التي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي. وعمل بشكل أساسي مع المهندس المعماري لودفيغ ميس فان دير روي في تطوير أبنية سكنية، وأوضح فان دير روي إبان إعلان مخططهما للمبنى الجديد السبب في انتقاء هذا التصميم، قائلا: "من الطبيعي أن يحوم الناس حول المكان الذي تصدر منه الموسيقى بشكل تلقائي. هذا السلوك الطبيعي والمفهوم سواء من الجانب النفسي أو الموسيقي، يجب نقله إلى قاعة الحفل. وعلى الموسيقى أن توضع في المركز بصريًا ومساحيًا".
وتثير فكرة شارون اهتمام وحماسة قائد الأوركسترا الموسيقية في فيلهارموني، هربرت فان كارايان، في الوقت الذي يقل اندفاع غيره من الموسيقيين اتجاهها. الملحن باول هندميث مثلاً من المعارضين لها، تمامًا مثل الناقد الموسيقي فيرنر أولمان الذي تزعجه فكرة تذكير المشاهد بالآلات الموسيقية الناطقة للحن الموسيقي، إذ يعبر عن فكرته بالقول: "لا يرغب كل شخص في تذكيره باستمرار بأن المعجزة الموسيقية التي يستمتع إلى عذوبتها لها طبيعة فزيائية، وتخضع لتفسيرات علمية. فالأمر أشبه بالتركيز على مجريات الخدع السحرية للساحر عوض الاستمتاع بالسحر ذاته".
ورغم كل الاختلافات والتشكيكات، ما زالت أفواج النجوم البارزة من عازفين وفرق موسيقية تتوجه إلى عزف معزوفاتها في "سيرك كاراياني".
ولا يعود الفضل في ذلك إلى جودة الصوت في المسرح الموسيقي فحسب، بل إلى التصميم الجديد للمنصة الموسيقية المتمركزة في منتصف القاعة أيضًا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المبنى ليس الأول لشارون في ساحة كمبر في برلين، ففي العام 1967 بدأ الأخير في بناء مكتبة الدولة التي هي في حوزة المؤسسة البروسية. وفي العام 1987 أتمّ إدغار فيسنيفسكي، أي خمسة عشر عامًا عقب وفاة شارون "قاعة موسيقى الحجرة" التي صممها الأخير، وهي ملاصقة لمبنى المسرح الموسيقي.
وتُعد المعلمتان دليلاً واضحًا على براعة شارون في "مدرسة البناء التجسيدي"، كما أنه نجح عبر مبنى فيلهارموني في تشييد معلمة ذات قيمة فنية وثقافية عالمية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قاعة فيلهارموني مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين قاعة فيلهارموني مسرحٌ موسيقيٌّ ناطق بالمحبّة في عيون سكّان برلين



GMT 08:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 13:10 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نقوش تكشف أسرارا جديدة عن المصريين القدماء في معبد إسنا

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon