القاهرة -رضوى هاشم
قال الاديب الكبير بهاء طاهر ان الشعب المصري الذي خرج فى ثورة 25 يناير وأسقط الاستبداد، وخرج فى 30 يونيو وأسقط التجارة بالدين، وضحى بخيرة أبنائه وجنوده من أجل أن يحقق أحلامه البسيطة التى انتفض من أجلها، هو شعب قادر على أن يُكمل المسيرة وخارطة الطريق التى رسمها لمستقبله.
وأضاف خلال ندوة اللقاء الفكري في معرض الكتاب قائلا "لقد لعبت الثقافة الوطنية
المصرية الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، دورًا مهماً ومؤثرًا فى مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب أو ثقافة النحلة كما قال بدوي.
وأضاف: نحن الآن فى هذه الظروف العصيبة التى تمر بها مصر، والتى تُعد الأصعب فى تاريخها الحديث والمعاصر، مطالبون بالتكاتف والوقوف صفًا واحدًا، للحفاظ على هذا التراث الذي تركه لنا أجدادنا، وبناء مصر الجديدة، التي يتفاخر بها أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا، وعلينا أن ندرك جيدًا أن طريق الحرية والديموقراطية مفروش بالأشواك، وكذلك علينا أن نقدم الكثير من أجل هذا الوطن، وليبدأ كل منا بنفسه أولاً.
وقال طاهر:" المصالحة الوطنية مع "الأخوان" فى واقع الأمر بحاجة إلى طرفين، كلاهما يقدم تنازلات من أجل مصلحة الوطن، وليس طرف واحد، وكيف لنا أن نتصالح مع أشخاص تلوثت أيديهم بالدماء هذا إلى جانب أن جماعة الإخوان لا نية لديهم للمصالحة، ومع ذلك فالوطن يفتح ذراعيه للجميع، وقد أعلن الدكتور حازم الببلاوي أكثر من مرة أن الجميع يرحبون بكل من يريد أن يعود إلى صفوف الوطن.
أما عن كيفية تغيير الفكر المتشدد لجماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي، فقد أضاف طاهر كما يقولون التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر والتعليم فى الكبر كالنقش على الماء، وتغير فكر هذه الجماعات المتشددة فى حاجة إلى معركة ثقافية وسياسية واجتماعية ودينية قد تمتد لسنوات، فليس من المعقول أن تقنع شخص تربى على السمع والطاعة العمياء أن يُغير مساره فى يوم وليلة، ولذا فلابد أن يكون لدينا تيار فكر مدنى قوى لديه مصداقية وفكر وسطي وواضح للتغلب على هذا التيار الرجعي.
وعن دور الدولة في مواجهة التطرف قال طاهر "يفترض أن تكون الدولة المصرية فى يدها المبادرة، وما نعرفه جميعًا أن دور الدولة المصرية على مدار ثلاثين عامًا من الفساد والطغيان فى ظل حكم مبارك، قد تأكل ويكاد يكون تحلل وتلاشى دورها، ويرجع ذلك إلى جو الفساد والبيروقراطية والظلم والطغيان الذي ساد وضرب بجذوره في كافة مفاصل الدولة المصرية فى هذه السنوات العجاف، ولكي يعود للدولة دورها فى المرحلة المقبلة، أرى أنه على الجميع أن يقوموا بأدوارهم وخاصة المثقفين، وإن كنت أرى بأنه لا يوجد حتى الآن ما ينبئ بأن هذا الدور المهم والحيوي فى توعية البسطاء من الشعب يوجد من يقوم به
ومع ذلك فأكاد أجزم بأن هذه الثورة قادرة على اجتياز كل العقبات والتحديات التى ستواجهها، وستحقق كل ما قامت من أجله شريطة أن نعمل ونجتهد، ونعي ما يحاك ضدنا من مؤامرات ودسائس تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية.
وقال "بحكم معاشرتي للغرب أكاد أجزم ولو تطلب الأمر أن أقسم، بأن ما يحدث هو مؤامرة دولية تصل لحد حرب عالمية جديدة هدفها تقسيم المنطقة العربية وإسقاط مصر، وشراء عملاء لهم من الداخل من خلال أموال التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، أو أموال دويلة قطر، وأرى أنه علينا ألا نبالي كثيرًا بالنظر لموقف الدول الخارجية، وعلينا أن ننظر لواقعنا الداخلي ونعمل على حل مشاكله والنهوض بمصر، وما ننفقه من أموال لتحسين صورتنا لدى الغرب، لو أنفقناها على الشأن الداخلي لكان أفضل.
وعن رأيه فيمن يرون أن مصر فى طريقها من جديد لأحضان العسكر أضاف طاهر، أنه من أكثر المؤيدين للحكم العسكري، مؤكداً أنه شديد الحماس والإيمان بالعسكرية المصرية.
وحول اليأس الذى انتاب بعض الشباب ممن شاركوا فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ويرون أن الثورة سرقت منهم، قال طاهر أرى أن الشباب المصرى النقى الطاهر، يتعجل الوصول للنتائج، وعليه أن يصبر ويهدأ لنبدأ فى مرحلة البناء، ومن المؤكد أن هؤلاء الشباب هم من ستعتمد عليهم مصر ما بعد يناير ويونيو فى بناء مجدها، ولكن علينا أن نتحلى بمزيد من الصبر، وأن ننحى اليأس جانبًا، فما يحدث الآن هو حالة من القلق والتمرد الطبيعى الذى يكون مصاحبًا للثورات.
أرسل تعليقك