الفجيرة ـ مصر اليوم
افتتح وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، مساء الجمعة، القافلة الثقافية الأولي في بداية العام الخامس من عمر مبادرة "القوافل الثقافية" التي تنظمها الوزارة تحت شعار "مجتمعنا أمانة" في منطقة قدفع في إمارة الفجيرة وسط حضور جماهيري لافت، وبمشاركة أكثر من 130 جهة اتحادية ومحلية
، وخاصة تقدم خدماتها وفعالياتها الثقافية والفنية والصحية والاجتماعية التي تزيد على 128 فعالية مختلفة لأهالي قدفع والمناطق المحيطة بها، وهي مربح والقرية وقراط على مدى يومين.
وشَهِد الافتتاح رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي والشيخ حمد بن عبد الله الشرقي ووكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإنابة رئيس اللجنة العليا للقوافل الثقافية عفراء الصابري، ووكيل الوزارة المساعد لتنمية المجتمع حكم الهاشمي، إضافة إلى القيادات ومدراء الدوائر المحلية في إمارة الفجيرة، وعدد من مثقفي وفناني وكتاب الإمارات وممثلي الجهات المشاركة.
وضمَّت القافلة عدة خيام كبيرة منها خيمة خاصة بالجهات المشاركة لتقديم خدماتهم إلى الجمهور مباشرة وخيمة للهلال الأحمر لإجراء الفحوصات الطبية، وعرض مبادراته وخيمة الطفل، إضافة إلى مدينة لألعاب الأطفال وخيمة الأسر المنتجة والقرية التراثية ومسرح مفتوح لتقديم الفقرات الفنية والعروض التراثية والمسرحية والأوبريتات والمنوعات والمسابقات المستمرة طوال يومي القافلة.
وبَرَزَ من فعاليات اليوم الأول التي استحوذت على اهتمام أهالي المنطقة، خاصة الشباب والناشئة، المسيرة البحرية التي عكست أصالة الموروث الثقافي لدى أهالي المنطقة، وعبَّرت عن التلاحم بين القوارب في مسيرتها وعروض لفرقة الموسيقى العسكرية، وعرض فرقة الخيالة وأمسية شعرية قدمها الشاعر ماجد الخاطري.
وتضمَّنت الفعاليات عرض العيالة الذي قدمته "الفرقة الوطنية للفنون الشعبية" التابعة للوزارة، إضافة إلى المحاضرات التوعوية والمجتمعية .
وقدمت الجهات المشاركة خدماتها لأكثر من ثلاثة آلاف شخص من سكان المنطقة .
وأكَّدَ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أثناء جولته على أجنحة الجهات المشاركة في القافلة أن الوالد والمؤسس لدولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان حريصًا على بناء دولة حديثة قائمة على العلم والتقدم في جميع المجالات، ولم يغفل يومًا الاهتمام بالتراث والقيم الإماراتية الأصيلة في كل مناطق الدولة من دون استثناء، وكذلك سار على دربه رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي دعا إلى تعزيز قيم التلاحم الوطني المجتمعي وأخوه رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، فترسخ الحس الوطني في قلوب الجميع، وعلت راية الاتحاد خفاقة على كل أراضيها وتحقق الأمن والأمان والاستقرار والرفاهية لكل مواطني الدولة.
وأوضح أنه من هذا المنطلق كان اهتمام وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالوصول بالخدمات الثقافية والمجتمعية والتوعوية إلى أهالي المناطق البعيدة من خلال مبادرة القوافل الثقافية التي تعد تجسيدًا للتلاحم الوطني في أسمى صوره لتجتمع كل الخدمات التي يطلبها سكان هذه المناطق في مكان واحد.
وثمَّن الدور البارز لشركاء الوزارة في إنجاح المبادرة وتحقيق أهدافها السامية في رعاية ودعم أهالي هذه المناطق.
وأشار في كلمته أثناء افتتاح القافلة الثقافية في قدفع إلى أن ما شهده اليوم هو التفاف شعبي للتعريف بتراث الآباء والأجداد والتطلع إلى المستقبل بطاقات شباب الوطن، مؤكدًا أن القوافل قد حققت غاياتها السامية بأن يكون المواطن ومتطلباته أولاً من خلال توفير ما يحتاجه من أجل حياة كريمة تليق به، وأن القافلة تؤكد على قيمة التعاون بين جميع الجهات المشاركة التي تكاملت في ما بينها لما فيه خدمة مواطني المناطق البعيدة.
ومن جانبه، ثمَّن الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي مبادرة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع تحت قيادة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بالوصول بفعالياتها الثقافية والمعرفية إلى أهالي المناطق البعيدة وما يتبع ذلك من مشاركة العديد من الجهات التي تقدم خدماتها مباشرة إليهم بما يعزز التواصل المجتمعي الإيجابي بين كل فئات المجتمع الإماراتي في ظل قيادتنا الرشيدة ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخيهالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وفي السياق ذاته، أشارت سعادة عفراء الصابري إلى أن القافلة الثقافية في قدفع شهدت تطورًا كبيرًا عن سابقاتها بمتابعة ورعاية مباشرة من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، حيث بدأت فعالياتها مع أهالي المنطقة في المدارس والأماكن العامة، من خلال محاضرات توعوية وتوزيع الهدايا والكتب على طلاب المدارس قبل ثلاثة أسابيع من الافتتاح الرسمي للقوافل، وهو ما انعكس إيجابيًا على مستوى الإقبال الذي شهدته القافلة، الجمعة، سواء على مستوى الفعاليات التي تنظمها الوزارة، أو ما تقوم عليه أكثر من 130 جهة مشاركة في الفعاليات.
وأكّدت أن مبادرة القوافل تُركِّز على الأنشطة المجتمعية والثقافية والتراثية المرتبطة بالمجتمع المحلي في موقع القافلة وخدمة المجتمع، من خلال الأنشطة المقدمة التي اختيرت بعناية، حيث وصل عددها إلى حوالي 128 فعالية ونشاطًا يتضمن جميع العناصر المتعلقة بترسيخ الهوية الوطنية، وتحقيق أهداف الوزارة وشركائها في تحقيق المسؤولية الاجتماعية والتنمية الشاملة للمجتمع.
وأعلَنَت أن الشركاء في قافلة قدفع من الجهات الحكومية والخاصة يبذلون جهودًا فعالة لإنجاحها وتحقيق أهدافها، إضافة لما يقدمونه من خدمات جليلة وتفاعل مثمر مع أبناء المنطقة التي يشتركون والوزارة في إيصال خدماتهم إليها، موضِّحة أن الوزارة أقامت خيمة كبيرة تستوعب عروض الجهات المشاركة والمعارض الفنية ضمن برنامج القافلة.
ومن جانبه، أكَّدَ نائب الأمين العام للشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر راشد مبارك المنصوري أن مشاركة الهيئة في هذه القوافل تأتي تجسيدًا للتجاوب العملي مع دعوة رئيس الدولة بتعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي، وإعلاء القيم والمبادئ التي تسعى الهيئة لترسيخها داخل الدولة، من خلال البرامج والأنشطة التي تنفذها لذوي الدخل المحدود وأصحاب الحاجات والأسر المتعففة والفئات الأشد ضعفًا، في عدد من المجالات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية وغيرها.
وتجبء المشاركة انطلاقًا من الشراكة القائمة بين الوزارة وهيئة الهلال الأحمر لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للوزارة والهيئة وترجمة لتوجيهات ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهيئة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بتعزيز دورها على الساحة المحلية، وتعزيز مجالات التلاحم الوطني والمجتمعي على مستوى الدولة.
وأعلن أن هيئة الهلال الأحمر تهتم كثيرًا بتنفيذ برامج ومشاريع صحية للمستهدفين من خدماتها الإنسانية، لذلك تضطلع بدور مهم في مساندة ودعم الجهود المبذولة على المستوى الوطني في مجال التوعية والتثقيف الصحي والإسعاف الأوليّ المجتمعيّ، وكل ما من شأنه أن يساهم في سلامة المجتمع وحمايته من مخاطر الأمراض والأوبئة الفتاكة ومحاربة العادات الضارة والدخيلة.
وثمَّن المنصوري دور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في تنظيم هذه النوعية من المبادرات التي تنعكس إيجابيًا على أهالي المناطق البعيدة، والتي يراها الهلال الأحمر فرصة لتقديم التوعية والمحاضرات والخدمات المتنوعة لأهالي تلك المناطق.
من جهته، صرَّح المتحدث الرسمي باسم هيئة الإمارات للهوية المشاركة في القوافل الثقافية أحمد العبدولي أن الهيئة تعتبر القوافل فرصة مثالية للتواصل مع أهالي المناطق البعيدة لاستطلاع آرائهم في ما تقدمه هيئة الإمارات للهوية من خدمات، إضافة إلى تقديم التوعية اللازمة لهم من خلال المحاضرات والبروشورات، وكذلك التسويق لخدماتها المختلفة، موجهًا الشكر لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لتنظيم هذه النوعية من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز التلاحم الوطني، والوصول بالخدمات الحكومية والمؤسسية إلى جميع مواطني المناطق البعيدة.
وأعلَنَت مدير إدارة التنمية المجتمعية رئيس لجنة الفعاليات في القوافل الثقافية أمينة خليل أن الإعداد لهذه القافلة بدأ منذ أكثر من شهرين، لتظهر بحُلة جديدة أكثر تطورًا من حيث الكم والكيف، ولتكون أكثر تأثيرًا في سكان المناطق البعيدة، مؤكِّدة أن اجتماع كلّ الأنشطة المجتمعية والثقافية والصحية والتوعوية في مكان واحد وعلى مدى يومين يُعد عيدًا لكل أهل هذه المناطق، حيث يحصلون على كم كبير من الخدمات المتنوعة، ويلتقون بأسماء مشهورة في عالم الفن والثقافة والإبداع، وتكون فرصة لاكتشاف المواهب الموجودة بينهم وصقلها ودعمها، كما أن القوافل تعد فرصة لتعزيز التواصل المجتمعي مثمِّنة الدور الكبير لجميع الشركاء في تحقيق القوافل الثقافية لأهدافها الإستراتيجية.
وأكَّدَت أن فريق عمل القوافل الثقافية حرص منذ البداية على استطلاع آراء سكان هذه المناطق للتعرف على اهتماماتهم وحاجاتهم في المجالات الثقافية والتوعوية والصحية والمجتمعية لكي تكون محط اهتمام وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أثناء التحضير لفعاليات القوافل وبرامجها، وهو ما انعكس إيجابيًا على مستويات الإقبال القياسية على جميع الفعاليات، علاوة على حرصها على زيارة المدارس والأسر والأهالي في الأسبوعين السابقين للقافلة لتنفيذ المحاضرات التوعوية، وإهداء الكتب للمدارس كوسيلة لنشر المعرفة والثقافة.
أرسل تعليقك