c المناطق الأثريّة في غزة تاريخ حضارة تُعاني من الإهمال والاحتلال - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 17:04:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحصار والاعتداءات الإسرائيليّة تمنع الزوّار والخبراء من زيارتها

المناطق الأثريّة في غزة تاريخ حضارة تُعاني من الإهمال والاحتلال

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المناطق الأثريّة في غزة تاريخ حضارة تُعاني من الإهمال والاحتلال

المناطق الأثريّة في غزة تُعاني من الإهمال
 غزة ـ محمد حبيب

 غزة ـ محمد حبيب يتميّز قطاع غزة بأنه من أكثر المناطق في العالم التي تعجّ بالمناطق الأثريّة التاريخيّة، والتي يعود إنشاؤها إلى قرونٍ مضت، إلا أن اعتداءات الاحتلال المتكررة عليها والقصف الذي يتعرّض له القطاع وعدم الاهتمام بها، أثّر بالسلب على قطاع السياحة والآثار. ويؤكّد عددٌ من الخبراء، أن الحصار المفروض على غزة انعكس بالسلب على تلك الآثار، وحال من دون إقبال آلاف المواطنين والخبراء الدوليّين على زيارة تلك الأماكن التاريخيّة، مما أنقص أعداد الوافدين إليها، حيث يُقدّر عدد المناطق الأثريّة في قطاع غزة بـ "23" منطقة موزّعة على مدن غزيّة عدّة، ويكتشف الزائر لها الروعة الأثريّة التي تحكي جانبًا مهمًا من التاريخ.
وتُحمّل وزارة السياحة والآثار في حكومة غزة المُقالة، منظمة "اليونسكو" مسؤولية إهمال الآثار التاريخيّة، حيث أكد الوكيل المساعد بها محمد خلة، أن قطاع غزة يضم عددًا كبيرًا من المواقع والأبنية الأثريّة التي تعود لفترات مختلفة، وترتبط تلك الآثار بفترات تاريخيّة مضت، بدايتها بالعصر الكنعاني مرورًا بالعصر العثمانيّ، ومنها ما يعود لبداية الحكم البريطانيّ، ومن أشهرها قصر الباشا والمسجد العمريّ الواقعان في البلدة القديمة في غزة.
ويشير خلة، إلى أن أبنية "قصر الباشا" تعود إلى الفترة المملوكية، وكان مقرًا لنائب غزة في العصرين المملوكيّ والعثمانيّ، أما أثناء الانتداب البريطانيّ فكان مركزًا للشرطة، وقد أقام نابليون فيه 3 ليالٍ، أثناء عودته بعد هزيمته في عكا في العام 1799م، مضيفًا أن دير القديس "هيلاريون" الذي يعود إلى العصر البيزنطيّ يُعدّ من أهم الأديرة الأثريّة في فلسطين، وهو عبارة عن تلة أثرية عثر فيها على أرضية فسيفسائية أثناء تسوية الرمال، وفي هذا الموقع تكوينات معمارية خاصة بكنيسة ذات النظام البازيليكي ذي الـ 3 أروقة، ومن المناطق الأثرية الرائعة أيضًا "الكنيسة البيزنطية" في جباليا، التي تعود إلى الفترة الزمنية 408 م، حيث تُعتبر من أهم الكنائس في بلاد الشام، وتشتمل على عناصر معمارية متكاملة، وتحتوي على أرضيات فسيفسائية ملونة تصور الحياة الطبيعية في غزة، وأخرى تقع في مخيم النصيرات، حيث زارها عددٌ من الشخصيات المسيحية الغربية، ومن بين المناطق الأخرى "مقام الخضر"، الذي يقع وسط مدينة دير البلح، وكان عبارة عن مسجد وفيه محراب، يحتوي على 3 قباب وساحة، ومن تحته المزار ينزل إليه بـ 10 درجات، وفيه قبر صغير من الغرب إلى الشرق قيل إنه لأحد الأساقفة اليونانيين وهناك بلاطة مكتوب عليها باللغة اليونانيّة، وبأرضه بلاطة أخرى عليها أثر صليب.
وكشف الوكيل المساعد لوزارة السياحة والآثار، أن هناك إقبالاً من سكان غزة على زيارة المناطق الأثرية، وقد بلغ عدد الزائرين في العام الأخير 55 ألف زائر، وبلغ في الأشهر الـ 6 الأخيرة من العام الجاري 30 ألف زائر.
وبشأن عمليات ترميم الآثار التي تتعرض لانهيارات بفعل عوامل الزمن، قال خلة، إن الوزارة تنقصها الخبرة في الترميم، بسبب استنكاف بعض موظفي السلطة، فيما طالب منظمة "اليونسكو" بالقيام بدورها في ترميم هذه المناطق والاهتمام بها، لأن هذه المواقع تحتوي على أجزاء من تاريخ البشرية، والحصار المفروض على غزة حال من دون عقد دورات تدريبية لزيادة مهارات المتخصصين في ترميم الآثار من القطاع، وذلك بالتعاون مع دول عربية متفوقة في هذا المجال، مثل مصر والأردن وتركيا وقطر.
وأكد المسؤول في غزة، أن عمليات التنقيب عن الآثار في القطاع مستمرة ويقوم بها خبراء محليون، وأن أحدث الاكتشافات كانت منذ أيام قليلة، لمدفع تعود صناعته إلى بريطانيا التي دُمّر أسطولها قبالة شواطئ قطاع غزة، أما في منطقة رفح فقد عُثر على أماكن أثريّة عدّة وقطع نقدية تعود إلى عصور سابقة، وهي عبارة عن بنيان تعود إلى العهد الروماني، فيما عُثر على كنز يضم 1360 قطعة نقدية ذهبية تعود إلى العصر العثماني في المنطقة ذاتها، وعُثر على مومياء أخيرًا في غزة تعود إلى العصر اليونانيّ، وتقع الآن تحت يدي وزارة الداخلية للتحقيق في آلية وصولها إلى القطاع، وأن وزارة السياحة والآثار وضعت مع وزارة الداخلية خطة للمحافظة على البيوت الأثرية المتواجدة في مختلف أحياء قطاع غزة، وأن الوزارة تسعى مع مختلف الجهات المعنية لوضع تصوّر لمنع اندثار تلك البيوت الأثرية، وتدرس تحويل بعض البيوت الأثرية إلى متاحف ومراكز ثقافية تكون هدفًا لزيادة الوعي التاريخي والحضاري عند المواطن الفلسطيني.
وناشد الدكتور خلة، المؤسسات الدوليّة المتخصّصة لتقوم بدورها في حماية المناطق الأثرية في قطاع غزة، مؤكّدًا أن وزارته تعاقدت مع جهاتٍ عدّة لزيادة وعي المواطنين بهذه الأماكن.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناطق الأثريّة في غزة تاريخ حضارة تُعاني من الإهمال والاحتلال المناطق الأثريّة في غزة تاريخ حضارة تُعاني من الإهمال والاحتلال



GMT 13:10 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نقوش تكشف أسرارا جديدة عن المصريين القدماء في معبد إسنا

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نظر أولى جلسات محاكمة متهم بالانضمام لـ"داعش بولاق"
  مصر اليوم - نظر أولى جلسات محاكمة متهم بالانضمام لـداعش بولاق

GMT 12:44 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات
  مصر اليوم - أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon