القاهرة - رضوى عاشور
دشّنَ عدد من الأثريين والحركات الثوريَّة في وزارة الآثار حملة لجمع توقيعات لطلب التماس من رئيس الجمهوريَّة لوقف ردم أرض الفسطاط الأثريَّة، ووقف ما أسموه "مهزلة إقامة حديقة على أول عاصمة إسلاميَّة. مؤكّدين أنّ محافظة القاهرة أحكمت سيطرتها على المنطقة، وبدأت بالفعل في ردم المنطقة التي تحوي كنوزًا إسلاميَّة تمهيدًا لتحويلها
إلى حديقة، وهو ما يعني تدمير الموقع بمياه الري والأملاح.
وأوضح النشطاء، في التماسهم، "نرفض وبشدة أي محاولة من محاولات الدولة متمثلة في محافظة القاهرة أو أي من الجهاز الإداري للدولة من التعدي على منطقة الفسطاط التراثية التي يملكها الشعب المصري والمُدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ 1979.
وأكّدوا أنه "طبقًا للدستور المصري المُعدل لسنة 2014، في المواد 49، والتي تنص على أنّ تلتزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها، ورعاية مناطقها، وصيانتها، وترميمها، واسترداد ما استولى عليه منها، وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه. ويحظر إهداء أو مبادلة أي شيء منها. والاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم".
وأشاروا إلى المادة 50 التي تنص على أنّ "تراث مصر الحضاري والثقافي، المادي والمعنوي، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة، والقبطية، والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، وكذا الرصيد الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفني بمختلف تنوعاته، والاعتداء على أي من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون. وتولى الدولة اهتمامًا خاصًّا بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية في مصر".
وحمّل النشطاء الدولة المسؤوليَّة، مؤكّدين أنّ ذلك مخالف للدستور الذي أقره الشعب.
وأكّد رئيس قطاع الآثار الإسلاميَّة، أنّ الأرض والتي تبلغ مساحتها 7 أفدنة تقريبًا، تتبع الآثار وأنه لا صحة لما تردد أنّ محافظة القاهرة قامت بالسيطرة عليها.
لافتًا إلى أنّ وزير الآثار بحث مع عدد من الوزراء المعنيين إمكان تحويلها إلى حديقة ثقافية، لتكون مركز إشعاع ثقافي، تقام عليها الفعاليات الثقافية والفنية والمعارض التراثيَّة بمشاركة أهالي المنطقة وجمعيات المجتمع المدني.
وأوضح أنّ الموقع كان مليئًا بتلال القمامة ومخلفات الهدم وورش المدابغ التي تؤثر بالسلب على المخزن المتحفي الخاص بآثار الفسطاط والذي يوجد فيه كميات ضخمة من الآثار المصرية، وأحراز قضايا الآثار، ونتائج حفائر بعض البعثات.
أرسل تعليقك