الشارقة - مصر اليوم
انطلقت، الثلاثاء، تحت رعاية قرينة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، أعمال مؤتمر "الترجمة الأدبية وأثرها في نقل ثقافة المجتمع المسلم إلى العالم ” الذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي التابع للمجلس الأعلى لشؤون الاسرة لمدة يوم واحد في مناسبة احتفالات الشارقة
باختيارها "عاصمة الثقافة الإسلامية".
وأكّد المكتب الثقافي والاعلامي في كلمته الافتتاحية في المؤتمر أهمية الترجمة التي لم تعُد مجرد أداة للتعبير عن الفنون الأدبية، بل أصبحت فنًا قائمًا بذاته من شأنه أن يحقق التكامل والحوار بين الثقافات وترسيخ ثقافتنا، اضافة الى انها وسيلة لفهم ثقافة وفكر الآخر.
وأشار الى ان حاكم الشارقة أطلق العديد من المبادرات التي من شأنها أن تعزز الحوار بين كل الأطراف من مختلف اللغات ممن يشتركون في العيش على هذه الأرض، ويؤثرون ويتأثرون، مشيرًا الى انه تكفل بترجمة العديد من الكتب العربية الى اللغات الأخرى، بهدف ايصال ثقافتنا الاسلامية المعتدلة الى العالم.
وأكّدت المترجمة والمحررة الثقافية في صحيفة "الاتحاد" الأديبة القاصة مريم جمعة فرج أن مؤتمر الترجمة الأدبية وأثرها في نقل ثقافة المجتمع المسلم الى العالم يأتي كمبادرة طيبة لا للتواصل مع العالم على الصعيد الفكري والثقافي فحسب وإنما لبذل المزيد من الجهود الهادفة الى التعريف بثقافتنا الأسلامية التي باتت في أمس الحاجة الى ذلك في مرحلة مهمة من تاريخنا العربي والانساني، والذي نسعى من خلاله إلى التعايش الحضاري الحقيقي.
وتناول المؤتمر محاور عدة في جلساته بدأها بمحور "الترجمة أفق للاتصال والتبادل الثقافي والمعرفي" في جلسته الأولى، والتي تم خلالها استعراض ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان "ترجمة الأدب العربي .. واقع وتحديات"، قدمها أستاذ علم اللغة والترجمة في الجامعة الأميركية في الشارقة الدكتور ستار زويني.
وجاءت الورقة الثانية بعنوان ” الأدب العربي المترجم والطريق لتأثيره في الوجدان العالمي ” قدمها رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية الدكتور أحمد علي، الذي طرح عددا من التوصيات في هذا المجال، أبرزها ضرورة انشاء موقع على شبكة الإنترنت يجمع روابط المواقع والموارد الأخرى الخاصة بالأعمال العربية المترجمة، حتى يسهم في رفع مستوى التعريف بهذه الأعمال العربية المترجمة، اضافة الى اهمية وضع آلية يمكن الاعتماد عليها لجمع البيانات الخاصة بالأعمال العربية المترجمة وتحليلها، وانشاء قاعدة بيانات تضم الأعمال المسرحية المترجمة.
وطالب بوضع معايير واجراءات لدعم المترجمين تتمثل في تطوير فرص التدريب وتحسين شروط العمل والتعاقد والمكافآت، وانشاء نقابات ترعى شؤونهم، اضافة الى وضع آليات خاصة بمراقبة جودة الترجمة وتدقيقها ومراجعتها، ووضع قاعدة بيانات بأسماء المترجمين وتخصصاتهم، الى جانب وضع استراتيجيات تسويقية للأدب العربي المترجم، وتشجيع التبادل المعرفي وانتقال المؤلفين والمترجمين بين الدول الحاضنة للثقافات المختلفة المستقبلة للأدب العربي المترجم.
وجاءت الورقة الثالثة في الجلسة الأولى من المؤتمر بعنوان "العبور بالأدب الإماراتي إلى العالمية .. جهود ومعوقات"، وقدمها الشاعر والكاتب الإماراتي حبيب الصايغ الذي أكّد ان لغة التعليم لم تعد شرطًا في سوق العمل في دولة الامارات، هذه اللغة التي نكتب بها باخلاص وحب وهي التي نريد ترجمتها نحو العالمية، وتلك حقيقة لكن التفاؤل في المقابل حاضر وبقوة، فبلادنا تحقق مراكز متقدمة على مستوى العالم في مؤشرات سعادة المواطن والاقتصاد والرضا عن الأداء الحكومي والتنافسية.
وأوضح ان "التنمية الثقافية في الامارات اليوم جزء أصيل في التنمية التي يراد لها ان تكون متوازنة وشاملة"، مشيرًا الى ان الامارات تشهد نشاطًا ثقافيًا مكثفًا على الصعيدين الرسمي والأهلي، وهي تحولت الى مركز ثقافي عربي بارز.
وتناولت الجلسة الثانية من المؤتمر محور "النصوص الأدبية نحو ترجمة جادة ومؤثرة" وبدأت بورقة عمل تحمل عنوان "أكثر الأصناف الأدبية وصولا للآخر" قدمها أستاذ الأدب الانكليزي في جامعة الشارقة الدكتور غانم السامرائي.
اما الورقة الثانية فقدمها الأديب والمترجم للشعر الدكتور شهاب غانم عن "مدى استيعاب القصيدة لأهداف الترجمة الثقافية".
أرسل تعليقك