لندن ـ ماريا طبراني
توفيت الروائية جيلان ميرز الحاصلة على عدة جوائز روائية والمناصرة للقتل الرحيم عن عمر يناهز 51 عاما في ممتلكات عائلتها قرب جرافتون على بعد 600 كيلو متر شمال سيدني، وأفادت ميرز التي عانت من مرض التصلب المتعدد لمدة عقدين من الزمن ل ABC العام الماضي أنها تعتقد أن الناس يجب أن يكونوا قادرين على الموت في نعمة وكرم، وحصلت ميرز على جائزة رئاسة الوزراء عام 2012 عن أدب الخيال عن روياتها 'Foal's Bread' وأوضحت أنها لم تتوقع أن تظل على كرسي متحرك بسبب مرضها.
وكانت أخر مشاركة لميرز في صفحتها على الفيسبوك في 6 مارس/ أذار عبارة "نحن نؤمن بالرحمة" وكانت فوق صورة ليد إمرأة تمسك مخلب قط على السرير، وتحدثت ميرز في الماضي عن جدّها الذي توفي بمرض التصلب العصبي المتعدد عن عمر يناهز 50 عاما، وعندما فازت ميرز بأول جائزة كبرى لها كأديبة شابة عمرها 23 عاما كان مصدر إلهامها ركوب الخيل في الطفولة ونشأتها في مزرعة، وفازت بجائزة أديبة الكومنولث عام 1989 عن روايتها 'Ride a Cock Horse'، ثم فازت بجائزة فوجل الأدبية العام التالي عن كتابها الذي يشبه السيرة الذاتية 'The Mint Lawn'، وبعدها باربع سنوات فازت ميرز بجائزة الكومنولث الإقليمية لأفضل كتاب بعنوان 'The Grass Sister'.
وتم تشخيص ميرز عام 1999 بمرض التصلب المتعدد، وأوضحت ميرز التي كانت مع القتل الرحيم أن تدهور حالتها الصحية جعلها تغير موقفها بشأن هذه المسألة، مشيرة إلى أنها اضطرت لوقف ركوب الخيل وفقدت الحركة وعانت أحيانا حتى تتمكن من الكتابة، وذكرت ميرز أثناء لقائها مع ABC عن القتل الرحيم " رأيت أطباء أظهروا لي رسائل مكتوبة بواسطة أشخاص يريدون أن يموتوا، لماذا لا يتم إعطاءاهم حقهم، أريد أن أموت حاليا في كرم ونعمة، لماذا لا نستمع إلى ما يريده هؤلاء الناس؟".
واختيرت روايتها Foal's Bread عام 2012 ضمن المرشحين النهائيين للفوز بجائزة فرانكلين مايلز وفازت بجائزة الخيال في الأدب من رئاسة الوزراء، وقبل 3 سنوات عقب مقابلتها مع مذيع ABC راديو فيليب أدامز كتبت ميرز خطابا" إلى أدامز عن طفولتها في بلادها وحياتها الأليمة حاليا مع مرض التصلب المتعدد واحتضارها، وذكرت ميرز أثناء لقائها على الراديو الدكتور رودني سايم نائب رئيس منظمة Dying With Dignity Victoria، مضيفة " اردت استعارة قول القاضي برنانركما نقله رودني في كتابه عندما قال: الموت شئ شخصي عميق، وهو أمر صحيح في أفكار هذا القاضي، وأتمنى أن يكون موتي هادئا ومصدر فخر، لا أقصد أن أخجل أي شخص عندما أقول أنه لا يمكنني البقاء على قيد الحياة إذا أصبحت الأمور في جسدي أسوأ بكثير مما هي عليه، ومن المفارقات المضحكة أنه في العامين الأخيرين لولا السرير الافتراضي كنت لن أتمكن من رؤية الأفلام ثانية".
وتابعت ميرز " من الأمور القليلة المبهجة في العيش في السرير عند وصول الأصدقاء بقائمة مع اسطوانات الدي في دي، وما مدى عطاء ذاكرتك لجودي من فيلم [the Australian classic book] عندما تنحسر حياتها، لا يسعني إلا أن أعتقد أن الامر ربما يكون مثل سطر من قصيدة جون غليسبي ماجي (هاي فلايت)".
أرسل تعليقك