القاهره - مصر اليوم
كثيرون يعرفون حجر رشيد، القطعة الأثرية الفريدة المعروضة في المتحف البريطاني، ودوره الكبير في فك شيفرة اللغة المصرية القديمة، وما تلى ذلك من تأسيس علم المصريات في العالم أجمع.
لكن هناك حجر آخر، يتشابه مع حجر رشيد في الكتابة بعدة لغات لنفس النص، والقيمة العلمية، إلا أنه لم يحظ بنفس شهرة حجر رشيد رغم قيمته العلمية الكبيرة.
يفوق أهمية "حجر رشيد"
يقول كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار مجدي شاكر، إن حجر كانوب الفلكي أو "لوحة تانيس" يعد ذا أهمية كبيرة قد تفوق أهمية حجر رشيد.
عثر على حجر أو "لوحة تانيس" عام 1866 ميلادية، في أطلال مدينة تانيس القديمة (قرية صان الحجر محافظة الشرقية بشرق الدلتا)، وهي محفوظة الآن بـ المتحف المصري في القاهرة، وتتضمن مرسوما أصدره الملك بطليموس الثالث 238 قبل الميلاد، وهو بذلك يعد أقدم تاريخيا من حجر رشيد.
ويؤكد الخبير الأثري، أن أهمية "لوحة تانيس" تأتي كونها دليلا علميا على عظمة الحضارة المصرية في العلم والفلك، حيث يعتبر هذا الحجر أقوى وثيقة فلكية في العصر البطلمي.
تصحيح التقويم
وكُتبت "لوحة تانيس" كمرسوم علمي للملك بطليموس الثالث من قبل كهنة الإسكندرية، وذكرت فيها تفاصيل أقدم محاولة للكهنة لتصحيح التقويم المصري عندما أحسوا بأن السنة الحقيقية أطول من سنة التقويم المصري بحوالي ربع يوم (وإن كان هذا التصحيح لم يتم انتشاره واعتماده رسميا إلا سنة 22 ق.م في عهد الامبراطور أغسطس).
ويقول الخبير الأثري أن "حجر كانوب" أو لوحة تانيس، يحتوي على 365 يوما في السنة الشمسية، أما السنوات الكبيسة تصبح 366 يوما كل أربع سنوات وهو التقويم المطبق في العالم حتى اليوم.
نص واحد.. بثلاث لغات
وكتب النص على "مرسوم كانوب" باللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية"، واللغة المصرية الشعبية "الديموطيقية"، واللغة اليونانية ، إلا أنه احتوى على عدد أكبر من الكلمات، وكان لهذه اللوحة إسهاما واضحًا في زيادة الحصيلة من كلمات اللغة المصرية القديمة، كما ساعد باقي النص على التأكيد على الفهم السابق لبعض الكلمات أو تصحيح مفهوم بعض الكلمات الأخرى، وقد توالى بعد ذلك العثور على المزيد من تلك اللوحات ذات الكتابات الثلاث وهي ما تُعرف بالمراسيم البطلمية.
الحجر كاملا بدون كسر
يتكون النص الموجود على لوحة تانيس من 37 سطرا كُتبت بالهيروغليفية، يليها 76 سطرا كتبت باليونانية القديمة، بالإضافة إلى 75 سطرا بالديموطيقية مكتوبة على الحافة اليمنى للوحة، والنص منقوش على لوحة كبيرة ذات قمة مستديرة، مثل غالبية اللوحات التذكارية الكبيرة التي ترجع للعصر البطلمي، ويبلغ ارتفاع اللوحة حوالي 2,2 متر وهو تقريبًا ضعف ارتفاع حجر رشيد، وعثر على الحجر كاملا بدون تكسير، وعلى الرغم من أن اللوحة صُنعت من الحجر الجيري إلا أن النصين الهيروغليفي واليوناني قد وجدا كاملين وفي حالة ممتازة.
قد يهمك أيضــــاً:
"فاينانشال تايمز" تبرز كنوز مصر القديمة بالمتحف الكبير بالتزامن مع بدء العد التنازلي لافتتاحه
رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي الحالي لمشروع المتحف المصري الكبير
أرسل تعليقك