توقيت القاهرة المحلي 06:19:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خلال صالون "بحر الثقافة" في معرض أبوظبي للكتاب

عبد الله الغذامي وبولا يعقوبيان يتحدثان عن المرأة في مواجهة الواقع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عبد الله الغذامي وبولا يعقوبيان يتحدثان عن المرأة في مواجهة الواقع

عبد الله الغذامي وبولا يعقوبيان يتحدثان عن المرأة
أبوظبي ـ مصر اليوم

شهد صالون "بحر الثقافة" في معرض أبوظبي للكتاب، سلسلة من الفعاليات تمحور أغلبها بشأن المرأة، وواقعها ودورها، حيث ألقى الناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي محاضرة بعنوان، "المرأة والهوية".وقال الغذامي في المحاضرة، "إننا نستقبل الأخبار والأشياء من خلال حمولات ذهنية نحملها في أذهاننا، وهذا ما يجعلنا بعيدين عن أن نكون أحرارًا عند تأويلنا لما نقرأه، أو نسمعه، أو نواجهه في حياتنا، مشيرًا إلى أنّ الهوية قد تعني عند بعضهم السِّمات التي تميز شخصًا من آخر، وأنّ السمعة التي يكتسبها المُنتَج بعد خروجه إلى السُّوق يغدو سمعةً له، ويميزه من منتَج آخر يغايره في صفاته".

وأوضح الناقد السعودي أنّ بعض شركات الإنتاج قد تخاطب المرأة على أنّها متميزة ومختلفة عن غيرها، وأنّها تشبه غيرها في الوقت ذاته، لافتًا إلى أنّ الذات تسعى إلى التمييز عن غيرها في الأزمات، كما تميل إلى إيجاد مسافة بينها وبينه.

وعلل ذلك قائلًا، "إن سؤال الهوية يتفجّر في الأزمات، ويغدو وسيلة للهرب من الأخطار في أوقات الحروب، حين تغدو المشابهة مع الآخرين، ومماثلتهم، والانضمام إليهم خطرًا ينبغي تجنبه"، وفي رأيه أيضًا أن الهوية ليست علامة وجود، ولا دليلًا على اكتمال الصّيرورة للمرأة أو الرجل معاً، بل هي دليل على اكتساب شخصية محدَّدة تميِّز إنسانًا من آخر، أو شيئًا من غيره.

أقرأ أيضًا:

محمد الحمادي يوقع كتاب "خريف الإخوان" في معرض أبوظبي للكتاب

وعاد بالذاكرة إلى تاريخنا الأدبي، موضحًا بقوله "يمكن أن نجد مفهوم الهوية في تراثنا الشعريّ العربي، فابن قتيبة يذهب في بعض كتاباته إلى أن هوية شاعر معين تنبثق من استخدامه للغة تميزه من غيره، وهذا ما جعل أبا تمام مثلًا يختلف عن البحتري، وجعل بعض النقاد كالآمدي يعقدون في بعض كتبهم فصولًا لبحث المشاكلة والاختلاف بين هذين الشاعرين، والحديث عن (الهوية الفنية) التي يتميز بها المتنبي عن أبي العلاء المعري".

ورأى الدكتور الغذامي أنّ مفهوم الهوية طُبِّق على مفهوم المرأة والرجل، فغدت المرأة ناقصة الهوية؛ لأنها لم تمتلك الصفات التي يمتلكها الرجل، وما امتلكته من صفات ميزها من الرجل لم يُنظَر إليه على أنه هوية خاصة بها مع أنه كذلك، لأن هويتها في رأي كثيرين لم يتح لها الاكتمال، مبينًا أن ذلك يرجع في رأيهم إلى أنها لم تحمل الصفات نفسها التي حملها الرجل.

وتابع الدكتور الغذامي حديثه، مؤكدًا أن المرأة المسلمة بقيت مستهلكة للفقه ولم تسهم في إنتاجه، وغدا ذلك دليل نقص لها بدلًا من أن يكون دليلًا على اختلافها عن الرجل.

وختم محاضرته بقوله، إن المتطرفين والمتشددين قد استثمروا الفقه كسلاح واستخدموه كأداة لمحاربة الرجل والمرأة معاً، وهكذا تمّ إقصاء المرأة عن المجالات التي اشتغل فيها الرجل، وغدا ذلك هوية ناقصة لها، لا هوية مكتملة.

 

مواطنة أم امرأة

كما ألقت الإعلامية وعضو مجلس النواب اللبناني بولا يعقوبيان محاضرة في "بحر الثقافة" بعنوان "مواطنة أم امرأة؟"، استهلتها بقولها "إن المرأة في الإمارات نالت حقوقها السياسية والمدنية أكثر من المرأة اللبنانية، وإنها لم تضطر للنزول إلى الشارع، أو تخرج في مظاهرات كي تحصل على هذه الحقوق. والسبب في رأيها يعود إلى حصافة السلطة السياسية في الإمارات وحكمتها، وحرصها على أن تنال المرأة كل ما تستحقه من حقوق بطريقة سلمية وآمنة".

وبيّنت يعقوبيان أنها لا تزال تحلم بأن تكون المرأة اللبنانية في بلدها كالمرأة الإماراتية في احترام السلطة لها، وفي المكانة التي تتبوؤها، وتابعت قائلة، "إن الوضع في لبنان مذهبي وطائفي وانقسامي إلى أبعد حد، وإن السلطة في لبنان أقامت جدرانًا عازلة بينها وبين الناس، وأصمّت آذانها عن سماع نداءاتهم، أو الاستجابة لمطالبهم، وهذا ما اضطرها هي بوصفها مواطنة لبنانية للنزول إلى الشارع مع الناس، كما قامت بزيارة البيوت لكي تجعل الناس يتبنون القضايا التي تدافع عنها، وتحارب من أجلها، وفي مقدمتها قضية البيئة، مشيرة إلى أنّ المواطن اللبناني يعاني إهمال السلطة له، ومن انسياقها وراء مصالحها، وإهمال قضاياه الملحة، ومشاكله اليومية، وأوضحت مسألة صحية خطيرة، وهي أن الإصابة بالسرطان بسبب التلوث البيئي وصلت إلى أرقام قياسية، وهذا مبعثه انسياق السلطة وراء مصالحها وإهمالها لحياة الناس، وإدارة ظهورها لمشاكلهم".

وقالت يعقوبيان، "إن المواطنة تعني بالنسبة إليها أن يحصل كل مواطن على حقه في الحصول على حياة حرة كريمة، خالية من النزعات العرقية والدينية، وإن هذا لن يتم إلا باختيار التغيير الديمقراطي كحل وحيد ومتاح للتغيير السياسيّ. ودعت إلى ضرورة أن يحصل المواطنون على حياة آمنة، تحقق السلام والرخاء للجميع بمعزل عما تريده الطبقة السياسية الحاكمة في بلدها لبنان".

 

"وصايا" الأجيال

وكان للرواية دورها في فعاليات "بحر الثقافة"، حيث تحدث الكاتب المصريّ عادل عصمت، أول أمس، عن روايته "الوصايا" التي وصلت إلى القائمة القصيرة في مسابقة "البوكر" العربية، وقد عبر الكاتب عن سعادته بهذا النجاح، مشيرًا إلى أنّ ذلك وفّر له فرصة ثمينة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من القرّاء العرب، وأسهم في نشر اسمه على نطاق واسع في الوطن العربيّ كله.

وأوضح في حديثه عنها أنّها "رواية أجيال"، وأنّها تقوم على تقديم مجموعة من الوصايا لحفيد مرذول لا اسم له، بغية تقويم حياته الأخلاقيّة، مبينًا أنّ ذلك لا يحمل أيّ نوع من المباشرة، ويرى الكاتب أن الوصايا يفترض أن تتغلغل بهذه الطريقة في أعماق الحفيد، وتترسّخ جذورها في داخله، ثم تنبثق منها بشكل طبيعيّ، وتوجِّه حياته كأنّه هو الذي أبدعها.

ولفت عصمت إلى أن "الوصايا" ليست رواية أجيال بالمعنى التّقليديّ الذي نعرفه عند نجيب محفوظ أو عبدالرحمن منيف، وإنما هي رواية عن أسرة يهيمن عليها صوت أحاديّ، ولكنّها تمتدّ في الحاضر، وتترك أثرًا واضحًا فيه، وأضاف أنها تعتمد على تكثيف الزّمن وتقطيره، وتسجِّل حركته وأثره في حياة الشّخصيّات، من دون أن تميل إلى توثيقه، أو ملاحقة تفاصيله وجزئيّاته.

وأوضح أن روايته بعيدة عن سمات الرّواية الواقعيّة أو التقليديّة، ولعلّها أشبه ما تكون بتجربة مارسيل بروست في روايته الهامة "البحث عن الزمن المفقود".

وتطرق الحوار مع الجمهور إلى شخصياتُ الرّواية، فرأى بعضهم أنها نابضةٌ بالحياة، وتتمرّد على الذّهنيّة والتّجريد اللذين نراهما منتشرين في كثير من شخصيات الرّواية العربيّة. وأكد الكاتب أن أحداث الرواية تعيدنا إلى الماضي بغية تحريرنا منه، ولكي نستطيع الانخراط في حاضرنا، ونغدو أكثر قدرة على التّلاؤم معه، والعيش فيه.

وبين الكاتب، أنّ الرّواية حرّرته من الماضي، وجعلته يخترق الحصار الأخلاقيّ الذي يحيط بشخصياته، فكانت بذلك بوصلة دفعته إلى الأمام، وجعلته يشعر بالسكينة والهدوء، والقدرة على بدء حياة هادئة أكثر توازنًا ممّا كان عليه قبلها.

وأظهر النقاش الذي دار بين الروائي والحضور أنّ الرواية تعيد التّوازن المفقود بين الكاتب والمتلقي، وتشكّل شهادة على عمل جديد يستحقّ منا أن نقرأه بعيون جديدة، ونهنئ صاحبه لأنّه تمرّد على النمطية، واستطاع شدّ القارئ إلى عالم الأدب من جديد، بعد أن تراخت العلاقة بين الطّرفين من خلال أعمال روائيّة لم تنجح بالحصول على ثقة القارئ، ولم تنل إعجابه أو تثير اهتمامه.


وقد يهمك أيضًا:

إطلاق تطبيق جديد للسُويد في معرض أبوظبي للكتاب

جناح السعودية في معرض أبوظبي للكتاب يبدأ في استقبال الزوار

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الله الغذامي وبولا يعقوبيان يتحدثان عن المرأة في مواجهة الواقع عبد الله الغذامي وبولا يعقوبيان يتحدثان عن المرأة في مواجهة الواقع



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon