سوهاج - أمل بخيت
تعد أديرة محافظة سوهاج، من الأثريات لأنها ترجع إلى العصر الروماني وما قبل ذلك حيث توجد في المحافظة الكثير من الأديرة والكنائس منذ بداية دخول المسيحية مصر وعلى رأسها "الدير الأبيض".
على رأس هذه الأديرة دير رئيس المتوحدين الأنبا شنودة، أو كما يعرف باسم "الدير الأبيض" الذي يقع بالقرب من كنيسة الأنبا كاراس، ويستقبل "الدير الأبيض" الأثري مئات السياح من مختلف أنحاء العالم في أعياد الميلاد والقيامة، وأكثرية السياح الذين يقصدونه من الروس الذين يزورون أديرة محافظة أسيوط ثم سوهاج الأثرية وعلى رأسها "الدير الأبيض".
لا يستقبل "الدير الأبيض" سياحا أجانب فقط، بل يستقبل رحلات محلية من مختلف الكنائس في مصر، والإسكندرية من أكثر المحافظات التي تزوره لأن كنائسها تنظم رحلة سنوية إلى أديرة الصعيد الأثرية وعلى رأسها "الدير الأبيض"، ويلتقط المسيحيون الصور فيه، وأكثر ما يعجبهم في الدير الأحجار المبني منها؛ فهي تعد لوحة فنية عتيقة تعود إلى آلاف السنين، والمسيحيون السوهاجيون يفضلون قضاء كل المناسبات الدينية في الدير.
وبخصوص منشآت الدير فهو مبنى من أحجار تعود إلى لعصر الفرعوني، وذلك ما ظهر عليه من النقوش المدونة على الأحجار، وأطلق عليه "الدير الأبيض" لأن جميع الأحجار المستخدمة في بنائه لونها أبيض ناصع، وبالقرب من الدير كنيسة الأنبا كاراس التي صنفت كأجمل كنائس الصعيد ومصر في العام الماضي.
وتوجد في الدير مساحة شاسعه جدا، و3 أبواب عملاقة يدخل منها الزوار، ويحتوى على عدد كبير من الصلبان التي تزين أجنحته الواسعة، كما توجد أيقونات كبيرة مدون عليها كلمات وتسابيح قبطية، ومكان لإشعال الشموع والصلاة لا تزال تستخدم حتى الآن. وسقف الدير فيه أيقونة أثرية لا تتضح معالمها لكنها ما زالت تعطي جمالا معماريا، ويظهر الدير من حيث الإنشاء أنه مصمم على طراز فرعوني، وتوجد على بعض جدرانه بعض النقوش والكلمات والأحرف الفرعونية القديمة التي تثبت مدى اعتزاز الأقباط بأصولهم الفرعونية.
يذكر أن "الدير الأبيض" شهد زيارة البابا تواضروس الثاني في شهر أبريل عام 2013، وأقبل آلاف المسيحيين للقاء البابا تواضروس في الدير، وزار الدير مع البابا تواضروس عدد من الأساقفة والآباء، وكانت زيارة البابا للمحافظة آنذاك بهدف تدشين وافتتاح كنيسة الأنبا كاراس الموجودة بالقرب من الدير.
ويشار إلى أن سفير الولايات المتحدة ستيفن بيكروف، زار الدير العام الجاري خلال رحلة سياحية للمحافظة لرؤية آثارها، وأشاد بجماله وأثريته.
أرسل تعليقك