حصد معرض الشارقة الدولي للكتاب جائزة أفضل انجاز على مستوى العالم ضمن جوائز التميز الدولية 2015 التي يقدمها معرض لندن للكتاب، وذلك تقديرا لدور المعرض وإمارة الشارقة في تعزيز دور الثقافة والنشر والتركيز على الأسواق العالمية، وما بذله المعرض من جهود كبيرة نجحت في توطيد التعاون في مجالات الثقافة بين العالم العربي ومختلف دول العالم.
وأُعلن عن ذلك خلال حفل توزيع جوائز التميز الدولية الذي نظم مساء ألاثنين في قاعة المؤتمرات في مركز "أولمبيا" في العاصمة البريطانية لندن على هامش فعاليات الدورة 44 لمعرض لندن للكتاب، وكان معرض الشارقة الدولي للكتاب قد ترشح للقائمة النهائية ضمن جوائز التميز الدولية عن فئة أفضل انجاز إلى جانب كل من مجموعة مؤسسات الصين، ومؤسسة "دورلنغ كيندرسلاي" من الصين، ليكون بذلك الجهة العربية الوحيدة المترشحة للقوائم النهائية في كافة الفئات.
وتسلم الجائزة خلال الحفل رئيس هيئة الشارقة للكتاب سعادة أحمد بن ركاض العامري ، بحضور مديرة معرض لندن للكتاب جاك توماس، وحشد كبير من العاملين في قطاعات النشر والثقافة والإعلام من مختلف أنحاء العالم.
وأكد سعادة أحمد بن ركاض العامري في هذه المناسبة أنه "نحن فخورون وسعداء بهذا الانجاز الذي يسجل لدولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة، وأتقدم بالشكر الكبير والتقدير إلى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي منحنا هذا الفخر والاعتزاز لنتباهى به أمام العالم، فما حققه المعرض اليوم في هذه الجائزة هو نتاج رؤية وحصاد 33 عاما للشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الذي يؤمن بأن الطريق إلى الرقي والتطور لن يكون يوماً إلى من خلال الثقافة والعلم، وها نحن اليوم نتسلم بفضل سموه وتوجيهاته، وجهود كل من عمل على إنجاح معرض الشارقة الدولي للكتاب على مدار العقود الثلاثة الماضية، جائزة أفضل إنجاز على مستوى العالم، وما زلنا نتطلع إلى المزيد".
وأضاف العامري: "عملنا خلال الأعوام الماضية ضمن توجيهات حاكم الشارقة والتي تمثلت في أن لا يكون معرض الشارقة الدولي للكتاب مجرد محطة لعرض الكتب والفعاليات لمدة أحد عشر يوماً في العام، وإنما ليكون المعرض نقطة إلتقاء الثقافات والمثقفين من كافة أنحاء العالم، ونقطة لفتح باب الحوار والتعارف بين تلك الثقافات في الشارقة ومنها للعالم أجمع، مؤكداً أن الجائزة جاءت تتويجاً لهذه الرؤية والانجازات التي تحققت من خلالها".
وبينت مديرة معرض لندن للكتاب جاكس توماس أنه " لقد شهدنا في الأعوام القليلة الماضية مزيداً من التطور والصعود في حركة النشر الدولية، وإنه لمن دواعي سروري أن نحتفل اليوم بجوائز التميز العالمية التي يقدمها معرض لندن للكتاب، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات العالمية مزيداً من النمو فيما يتعلق بصناعة النشر، فكل واحد من الفائزين يقدم دعماً لهذه الصناعة، ونحن فخورون بتكريم أصحاب الإنجازات العالمية والمبادرات المميزة في مجال صناعة النشر، ومن بينهم هيئة الشارقة للكتاب، فهم يستحقون هذا التكريم".
وأكد الرئيس التنفيذي لاتحاد الناشرين في بريطانيا ريتشارد موليت أنه " أمر رائع أن نشهد تكريم الابتكار والتميز في مجال صناعة النشر الدولية، وحصول أصحاب الانجازات المتميزة من المؤسسات والأفراد على هذا التكريم العالمي، لا شك أن الفخر والسعادة التي تشعر بها الدول التي فازت مؤسساتها بهذا الإنجاز العالمي المرموق يوضح تواصل الأهمية العالمية لصناعتنا في العصر الرقمي، وهنا يسعني أن أقدم التهاني لجميع الفائزين، وفي مقدمتهم هيئة الشارقة للكتاب".
وتختتم هيئة الشارقة للكتاب غدا الخميس مشاركتها في الدورة الرابعة والأربعين لمعرض لندن للكتاب 2015، الذي نفذ خلال الفترة من 14-16 نيسان/أبريل الجاري، في مركز معارض "أولمبيا"، غرب العاصمة البريطانية لندن، تحت شعار "الكلمة تتخطى كل الحدود"، وشهد مشاركة واسعة من جميع المؤسسات الثقافية ودور النشر العالمية الكبرى، وحضور أكثر من 2100 ناشر وعارض من مختلف أنحاء العالم.
وشهد جناح الهيئة المشارك في معرض لندن للكتاب إقبالا كبيرا من قبل الشخصيات البارزة وكبار الزوار من مختلف القطاعات العاملة في مجال صناعة النشر والإعلام، إلى جانب احتضانه لسلسلة من اللقاءات والاجتماعات بين ممثلي وفد الهيئة ونخبة من أقطاب صناعة النشر البريطانية والعالمية، لمناقشة آخر التطورات والاتجاهات الجديدة في صناعة النشر. وعقد سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، عدداً من الاجتماعات واللقاءات مع العديد من أصحاب دور النشر ومدراء معارض الكتب الدولية الأخرى، لمناقشة واستكشاف الفرص المستقبلية للتعاون فيما بينهم.
وأوضح أحمد بن ركاض العامري أنا جناح هيئة الشارقة "حظي باهتمام كبير من قبل المؤسسات الرائدة في صناعة النشر، واستقبل العديد من الزوار من المؤلفين والناشرين والإعلاميين الذين رغبوا بمعرفة المزيد من المعلومات التفصيلية حول الهيئة والجوائز والمنح التي يقدمها معرض الشارقة الدولي للكتاب للمؤلفين والرسامين والناشرين، وهذه شهادة على المكانة المرموقة التي وصل إليها معرض الشارقة الدولي للكتاب، بفضل رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ودوره المتميّز في تعزيز الحضور الثقافي لإمارة الشارقة على الساحة الدولية".
ويعد معرض لندن للكتاب من أبرز التظاهرات الثقافية في أوروبا والعالم، فهو ليس مجرد معرض للكتاب يلتقي فيه المثقفين والمؤلفين والناشرين، حيث يوفر المعرض فرصة للترويج للمنتجات المتصلة بالمعرفة، ولعقد صفقات ضخمة على أرضية المعرض، سواء صفقات بيع وشراء للمنتجات أو لحقوق الطبع والنشر وعقود الشراكة والوكالة، وتبادل حقوق وتصاريح الملكية الفكرية وحقوق النشر التي تشمل المنتجات المتعلّقة بالمعرفة، سواءً كان ذلك في شكل كتب ورقية أو أفلام سمعية وبصرية وألعاب إلكترونية ومنتجات رقمية، وغيرها من الوسائط الثقافية.
ويذكر أن هيئة الشارقة للكتاب بدأت عملها في كانون الأول/ديسمبر 2014، بعد تأسيسها بموجب مرسوم أميري أصدره الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتشمل أعمال الهيئة على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي بالمجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، واستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص إضافة إلى كُتّاب الأطفال.
أرسل تعليقك