القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
عثر علماء الاثار على اثار رومانية قديمة كاملة لمجمع ترفيهي روماني في القدس يشمل معصرة للنبيذ وحمامات، في سلسلة من المباني التي يعود تاريخها الى 1600 عامًا على الأقل تحت دار الأيتام شلنر في المدينة، التي خدمت منذ 1860 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية عندما تحولت الى قاعدة عسكرية.
واكتشف الاطلال علماء الاثار في سلطة الاثار الإسرائيلية الذين حفروا الموقع قبل بناء الشقق الجديدة للطائفة يهودية متدينة في المدينة، ويحتوي المجمع على معصرة للنبيذ في وسطه مع بلاط من الفسيفساء الأبيض، الى جانب مسامير لاستخراج عصير العنب لتخزينه في ثماني خلايا على طول الجدار.
ويعتقد علماء الاثار ان الاكتشاف يعود لأواخر العصر الروماني وأوائل العصر البيزنطي في سنة 400 ميلادي، وختم بعض الطوب مع شارة الفيلق العاشر الروماني التي احتلت فلسطين عام 70 ميلادي وحتى 300 ميلادي، وهي الفترة التي كانت تسمى يهودا.
وأشار عالم اثار من منطقة القدس أميت ريام " لقد وجدنا حمام فريد من نوعه مع أنابيب من السيراميك الخاص، داخلي وخارجي للهواء الساخن لتدفئة المكان حيث كان الناس يستحمون."
وعثر العلماء الى جانب البيت الروماني على اثار تدل على وجود بيت يهودي ثاني وهو أقدم بكثير بني خلال فترة تعرف باسم الهيكل الثاني الممتدة بين 538 قبل الميلاد وحتى 70 ميلادي، وعثروا على حفرة بالقرب من الحمام الروماني التي كانت تستخدم كحمام لطقوس تعرف باسم ميكي خلال تلك الفترة.
وتابع أميت " كل شيء يدل على أنه قبل نحو 2000 سنة وصل الرومان الى القدس، وبعد تدمير المدينة في سنة 70 ميلادي، احتل الجنود هذا البيت، وجدنا أدلة أثرية من هذه الفترة، وهذا هو سحر القدس، فكل تاريخها عبارة عن طبقات فوق بعضها البعض."
وأكد مدير الحفريات اليكس ويغمان " مرة أخرى، تدلل القدس على ان كل تحفة حجرية فيها تدل على الماضي المجيد لهذه المدينة، وتستطيع الاكتشافات أن تخبرنا عن حياة الناس وتعطي صورة حيوية وديناميكية للقدس في العصور القديمة حتى العصر الحديث."
أرسل تعليقك