القاهرة ـ سعيد فرماوي
استنكرت هيئة كبار العلماء في اجتماعها برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الحملة الضارية الموجهة إلى الأزهر الشريف، ومناهجه العلمية، وقياداته المسؤولة، على نحو لم يسبِق له مثيل، ولا يستند إلى حقائق علمية أو وقائع صحيحة.
إضافة إلى تطاول عجيب لا تقبله الروح المصرية العارفة بفضل الأزهر ورجاله الذين واجهوا المحتلين، وتقدموا صفوفَ الشهداء في كل أيام مصر التاريخية، وأحداثها الفاصلة.
وأكد بيان هيئة كبار العلماء، رغم الحملة المشبوهة البائسة على الأزهر، فإنه يثق في الشعب الذي يستنكرها، مؤكدًا أن تلك الحملة ليست إلا سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع، كما انقشعت سوابق لها من قبل على امتداد تاريخ الأزهر.
وأدان الأزهر إتاحة الفرصة في بعض وسائل الإعلام للتهجمِ على تراث الأمة وثوابتِها وعلمائها والعبث بالسنة النبوية، وحقائق الدين، والعمل على زعزعة ثقة الأمة في تراثها وتاريخها.
وشدد على أن المهاجمين لتراث الأمة، وعلمائها إنما يخدمون النزعات الطائفية التي تتمدد في المجتمعات السنية لتفكيك وحدةِ الأمَّة.
وأشار بيان الهيئة، أن الأزهر الشريف لا يتلقى توجيهاتٍ علوية ليفعل أو لا يفعل، وأن ما ذكر في شأن التجديد الديني لا يمكن أن يمس مصادر الأحكام الشرعية المقررة، وأدلتها الكلية، ولا يتعلق بمناهج الاستنباط الأصولية وقواعدها، ولا بأحكام الحلال والحرام المستنبطة على يد المجتهدين طبقًا لأصول الاجتهاد.
وأعلن الأزهر أن التجديد الحق الذي يعمل من أجله علماء الأزهر يتمثل في أسلوب الخطاب الدعوي، وطريقة العرض وترسيخ وسطية الإسلام وحقائق الدين، وثوابته ومقاصده التي تدفع إلى التقدم والتحضر والنهوض على منهج أهل السنة والجماعة الذي هو منهج الأزهر الشريف على مر تاريخه، الرافض أن يكون أداةً لترويج المذهبية المتشددة والطائفية المغالية وإغراء الناس بشتى المغريات على الانتساب إليها والوقوع في حبائلها.
وتابعت الهيئة، ليعلم المغرضون أن الأزهر الشريف يمثل ضمير الأمة ويرابط على ثغور الإسلام وحراسة الشريعة وعلومها، والعربية وآدابها، ولم ولن يعمل إلا لنصرة الأمة ووحدتها وجمع كلمتها ورفعة شأنها.
أرسل تعليقك