c مسجد "كوبنهاغن" يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 01:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يتخذ المعارضون من مصدر تمويله سببًا رئيسيًا لانتقاداتهم

مسجد "كوبنهاغن" يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مسجد كوبنهاغن يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك

المسجد الجديد في كوبنهاغن
كوبنهاغن- مصر اليوم

تقف مئذنة المسجد الجديد في كوبنهاغن عالية في سماء حي نوريبرو في قلب المدينة، وإن كانت لم تشهد أذانًا يُرفَع منها، وقد افتتح "مسجد ومركز حمد بن خليفة الحضاري"، الخميس 19 حزيران/يونيو في العاصمة الدانماركية.
وأكّد المتحدث باسم المجلس الدانماركي الإسلامي الذي أشرف على بنائه محمد الميموني، أنّ المئذنة والقبة المرافقة لها ليستا إلا رمزًا للمسجد وللمركز الثقافي الإسلامي الملحق به.
وأوضح الميموني لـ"بي بي سي"، أنّ "المسلمين أرادوا من وراء عدم رفع الأذان من المئذنة التأكيد على احترام ثقافة المجتمع الدانماركي". لكن هذا لم يكن كافيًا لتهدئة مخاوف بعض الأطراف من المسجد، منذ بدأ مشروع بنائه قبل أعوام وحتى اكتماله.
ولفت الميموني إلى، إن هناك 1000 مكان للعبادة للمسلمين، في أنحاء الدانمارك وإن كان كثير منها لا يعدو أن يكون غرفًا ومرافق مؤقتة، مبينًا أن "المسجد كان بمثابة حلم للمسلمين هنا وأخيرًا تحقق"،  مبينًا أنّ "المركز سيكون سبيلاً لتفادي الخلافات، مثل الخلاف بشأن رسوم النبي، لأنّه يشجع الحوار والتفاهم"، مبرزًا أنَّ "المسلمين الدنماركيين يعتمدون تفسيرًا معتدلاً للإسلام".
وذكر الميموني، أنّ "الإسلام في قطر أو في المغرب ليس هو ذاته كما في الدنمارك، بالطبع هناك بعض المبادئ التي لا تتبدل، حسب الزمان والمكان، لكن أمورًا أخرى يمكن أن تكون مختلفة".
وتدور حول المسجد أزمة كبيرة تشمل أطرافًا عدة، منها المجلس الدانماركي الإسلامي، وكذلك المسئولون المحليون في بلدية كوبنهاجن، والأحزاب السياسية اليمينية في الدولة الاسكندنافية الصغيرة، حيث يتخذ المعارضون من مصدر تمويل المسجد سببًا رئيسيًا لانتقاداتهم.
وكان أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة قبل 3 أعوام، قد تعهد بتمويل المسجد ورصد له منحة بلغت 27 مليون يورو، وجاءت المنحة بعد تعثر الأقلية المسلمة هناك، لأكثر من 5 أعوام في تمويل مشروع المسجد.
وتلقف النبأ سياسيون في الدانمارك بشكوك كبيرة، معتبرين أن منحة بهذا الحجم لا يمكن أن تأتي دون مقابل، على حد قول بعضهم، بينما أعرب مسئولون في المجلس المحلي في كوبنهاغن عن، تخوفهم من أن تنشر قطر من خلال المسجد الفكر المتشدد، على حد وصفهم.
وأشار عمدة كوبنهاغن لشؤون الثقافة كريستيان ايبسينز، وهو من حزب "الشعب الدانماركي اليميني" لـ"بي بي سي" إلى، أنّ معارضتهم للمسجد جاءت بسبب مصدر تمويله، لا لشيء آخر، وإنه أمر طبيعي أن يكون هناك مساجد في مدينة متعددة الأديان والثقافات مثل كوبنهاغن.
ونوه ايبسينز، أنّ "احتضان المدينة لثقافات مختلفة لا ينبغي أن يكون على حساب باقي القيم الدانماركية التي تميزنا كدولة".
ويُقيم الدنماركيّون، علاقة معقّدة مع الدين الإسلاميّ، الذي يعتبر ثاني ديانة في بلادهم، متأثرين بسياسة "الحزب الشعبي الدنماركي"، اليميني المعادي للهجرة، والذي قضى 10 أعوام في الحكومة، فضلاً عن عنف ردِّ الفعل على الرسوم المنشورة في صحيفة "يلاندس بوستن"، عام 2005.
وكما لم يحضر أيّ مسؤول سياسيّ وطني حفل افتتاح المبنى، الذي موّله بلد حقق ثروته بفضل موارده من الغاز، حيث تعذّر بعض المسؤولين بارتباطات أخرى، فيما كان آخرون أكثر صراحة، حيث أكّد رئيس "التحالف الليبرالي" أندرس ساميولسن، في تصريح صحافي، "لن أجازف وأدعم شيئًا يعتبر دعمه من الحماقة".
ويفند المسلمون الاتهامات الموجهة إلى المسجد، مؤكدين أن لهم كامل الحق في إدارته، ولهم سيطرة كاملة على الخطاب الديني المستخدم فيه.
وتعيد أزمة مسجد "نوريبرو"، للأذهان جدل بناء المساجد الذي تفجر في أوروبا قبل 5 أعوام، ففي تشرين الثاني/نوفمبر عام 2009، صوت أكثر من نصف الناخبين السويسريين لصالح حظر بناء المآذن في البلاد في استفتاء دعا إليه حزب الشعب اليميني السويسري، في خطوة لاقت انتقادات من الأمم المتحدة، والفاتيكان، ومنظمات أوروبية، آنذاك، لكن الخطوة لقيت أيضًا إشادة من قبل أحزاب أوروبية يمينية متشددة، وسرعان ما انتقل الجدل لدول أوروبية أخرى من بينها ألمانيا والنمسا.
ويعتبر المسجد، المبني على مساحة تبلغ أكثر من 600 ألف متر مربع، هي الأكبر في منطقة الدول الإسكندنافية، كما يعد أيضًا المسجد الأول في الدنمارك الذي يبنى بشكل رسمي لاستقبال المصلين من الأقلية المسلمة في البلاد.
وألمح مسئولو المجلس الدانماركي الإسلامي إلى، أنّ تصميم المسجد جعله مزيجًا من الطراز الشمالي والتراث الإسلامي ليتناغم مع المنطقة من حوله.
وأكد المسؤلون، أنهم يتفهمون مخاوف البعض بسبب التمويل، إلا أنه لا سبيل لتخطى الأزمة إلا بالحوار، وهو ما دفع المجلس الإسلامي لدعوة لفيف من السياسيين لحضور افتتاح المسجد، وإلا أنّ هناك بعض السياسيين في الدانمارك من لا يقف في صف المعارضة من المسجد، حيث قبلت سوزان هودلند، وهي من المسؤولين في بلدية كوبنهاغن عن ملف الاندماج، دعوة المجلس الإسلامي الدانماركي لحفل الافتتاح، وموضحة أنّ المسجد صار أمرًا واقعًا ولا فائدة ترجى من مقاطعته، مبينة "علينا الاستمرار في الحوار مع المسلمين والاستماع لهم".
وكان المجلس يعتزم في بداية الأمر الحصول على هبات من ممولين كويتيين وسعوديين، غير أنَّ أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني أبدى اهتمامًا بالمسجد، بعدما تحدثت عنه قناة "الجزيرة" القطرية.
ويبلغ عدد المسلمين في الدانمارك قرابة 4 في المائة من إجمالي السكان، البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة، وينتمي غالبية المسلمين لأصول من تركيا والمغرب العربي وكذا من جنوب آسيا.
وكان المجلس يعتزم في بداية الأمر الحصول على هبات من ممولين كويتيين وسعوديين، غير أنَّ أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني أبدى اهتمامًا بالمسجد، بعدما تحدثت عنه قناة "الجزيرة" القطرية.
ومن المتوقع أن يحضر وفد قطري، يضم وزير الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، الحفل، الذي ستنقله "الجزيرة" والتلفزيون العام القطري.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسجد كوبنهاغن يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك مسجد كوبنهاغن يثير الأزمة بين المسلمين والسياسيين في الدانمارك



GMT 13:10 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نقوش تكشف أسرارا جديدة عن المصريين القدماء في معبد إسنا

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 23:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»
  مصر اليوم - روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»

GMT 03:46 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

طريقة فعالة لـ"إطالة" عمر المسنين

GMT 16:41 2020 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

أول لاعب مغربي يعلن إصابته بفيروس كورونا

GMT 10:22 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أمير رمسيس يؤكد أن "حظر تجول" مباراة تمثيلية

GMT 03:56 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصفات الكاملة لـ "آيباد برو" الصيني الخاص بـ "هواوي"

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

موعد آذان الظهر اليوم في مصر اليوم الثلاثاء 15-10-2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon