القاهرة ـ مصر اليوم
أعلن المشاركون بجلسة (أمن الطاقة.. تعزيز مستقبل أفريقيا) التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، أن الوصول إلى مصادر طاقة مستدامة يعد ضرورة لبناء اقتصاديات حديثة وتعزيز الاستقرار السياسي والتنمية المستدامة. وقال المشاركون بالجلسة، الخميس، إنه بالرغم من النمو السريع لعدد من الاقتصاديات الأفريقية، تظل قضية أمن الطاقة التحدي الرئيسي الذي يواجه دول القارة، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأشاروا إلى أن أكثر من 50 في المائة من سكان القارة الأفريقية لا تتوافر لديهم إمكانية الوصول إلى الكهرباء أو أي مصادر أخرى للطاقة، منوهين بأن القارة وخاصة المناطق الريفية تفتقر إلى البنية التحتية في مجال الطاقة بما فيها محطات توليد ونقل وتوزيع الطاقة رغم الكثافة السكانية المتزايدة.
وأوضحوا أن دول أفريقيا تحتاج إلى استغلال إمكانياتها في الطاقة الجديدة والمتجددة وتبني سياسات تتضمن إصلاحات تشريعية ومواصلة التعاون والتكامل الإقليمي لخلق بيئة مواتية للاستثمار والاقتصاديات على مستوى القطاعين العام والخاص لمواجهة تحديات أمن الطاقة.
كما نوه المشاركون بأن المنظمات الأفريقية وفي مقدمتها الاتحاد الأفريقي والبنك الأفريقي للتنمية، يجب أن تعلب دوراً محورياً في تدعيم السياسات الرامية إلى وضع القارة السمراء على طريق أمن الطاقة والسلام والتنمية المستدامين. وقالت أماني أبو زيد، مفوضة البنية التحتية والطاقة بمفوضية الاتحاد الأفريقي، إن قضية أمن الطاقة تشكل تحدياً كبيراً لدول القارة، وهو ما يتطلب تعظيم كفاءة استخدام الطاقة واستغلال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة في ضوء الزيادة المستمرة في النمو السكاني والطلب المتزايد على الطاقة بأفريقيا. وأضافت، أن التوسع العمراني فاقم أزمة الطاقة بإفريقيا، مشددة على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص والحكومات لمواجهة تحديات أزمة الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة.
أقرأ أيضًا:
"المجتمعات العمرانية" تهيب بالجمعيات المتواجدة في نطاق العبور الجديدة سرعة التنبيه على حائزي الأراضي
وأكدت أبو زيد، أهمية التكامل الإفريقي في مجال الطاقة، معتبرة أن التنمية لا يمكن أن تكون مستدامة دون توفير إمدادات الطاقة، موضحة أن أفريقيا لديها فرصة مواتية لزيادة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والتي انخفضت تكلفة الحصول عليها. وأشادت أماني أبو زيد، بحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على تعزيز التعاون والربط الكهربائي مع العديد من الدول المجاورة لمصر لتوفير الطاقة بشكل عملي، مشددة على ضرورة التوسع في مشروعات الربط الكهربائي بأفريقيا لمواجهة تحديات نقص الطاقة.
ودعت إلى خلق سوق كبير للطاقة بالقارة الأفريقية لمضاعفة إنتاج الطاقة بمعدل ثلاثة أضعاف من أجل مواجهة الاحتياج المتزايد على الطاقة.
ومن جانبه، قال كاسبار هيرزبرج خبير شؤون الطاقة، إن هناك ملايين في أفريقيا محرومون من الطاقة، مشدداً أن الحصول على الطاقة يعد أحد حقوق الإنسان الأساسية. وأشار إلى وجود فرص عديدة للتعاون مع الحكومات الأفريقية ليس فقط لتوصيل الطاقة للمدن ولكن لمواجهة أسباب تغير المناخ.
من جانبه، دعا مصطفى بكوري المدير العام للوكالة المغربية للطاقة الشمسية، إلى تكاتف كل الجهات في أفريقيا من أجل وضع رؤية واقعية وفق استراتيجية فعالة لإنتاج الطاقة المتجددة من المصادر المتاحة في القارة، مشيراً إلى أن الدول الأفريقية تمتلك مصادر متعددة للطاقة الجديدة والمتجددة، ويجب استغلال تلك المصادر على الوجه المثل. وأكد بكوري، أهمية تعاون الشركاء من كافة المستويات الإقليمية والدولية لضمان نجاح استراتيجيات إنتاج الطاقة المتجددة في أفريقيا، لافتاً إلى أن مصادر الطاقة المتجددة تبدو الحل الوحيد لسد احتياجات السكان من الطاقة في القارة السمراء والدفع بالاقتصادات الأفريقية إلى الأمام.
وشدد على أهمية جذب الاستثمارات في مجال الطاقة، إلى جانب تنويع مصادر الطاقة والثقة في القدرات الأفريقية والتعاون لمواجهة مشكلات تغير المناخ لحل المشكلات المتعلقة بأمن الطاقة في أفريقيا. بدوره، أكد المهندس أحمد السويدي الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات العاملة في مجال الطاقة، أن مشاركة القطاع الخاص أمر مهم جداً لتنمية قطاع الطاقة في أفريقيا مشدداً على أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وجذب المزيد من الاستثمارات لمواجهة أزمة الطاقة في أفريقيا.
وقد يهمك أيضًا:
المشروع المصري الألماني ينظم احتفالية "يوم الابتكار الصناعي"
مصر على موعد مع العبور الثاني إلى سيناء من خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية
أرسل تعليقك