اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع نظيره السوداني عمر البشير خلال قمة جمعتهما في القصر الجمهوري في الخرطوم، مساء الخميس، على تعزيز التعاون والتنسيق بين بلديهما.
وأكّد الرئيس السوداني عمر البشير، أنه تم التوقيع على اتفاقية لربط الشبكة الكهربائية بين البلدين مصر والسودان، وأضاف البشير خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس المصري السيسي في السودان، أنه تتم الآن دراسة ربط السكة الحديد لمصر، وهو ما عملت بريطانيا على عدم ربطه بين البلدين من قبل.
و قال السفير أسامة شلتوت، سفير مصر لدى السودان، إن العلاقات بين البلدين شهدت إنجازًا للعديد المشاريع التي تعزز مسيرة التعاون المشترك بين البلدين من أبرزها افتتاح معبرين بين البلدين، الأول "قسطل – أشكيت"، والثاني "أرقين"، موضحًا أن المعبرين أسهما في تسهيل انتقال السلع والأفراد بما أدى إلى زيادة حجم التبادل بين البلدين، ودعم تجارة الترانزيت بين دول الكوميسا.
وأشار شلتوت أنه يجري حاليًا وبخطوات فعاّلة الربط الكهربائي بين مصر والسودان، بحيث تقوم مصر بإمداد السودان بـ 300 ميغاوات خلال الشهرين المقبلين، على أن يعقب ذلك إضافة 600 ميغاوات في مرحلة لاحقة، لتصل بعد ذلك إلى ثلاثة آلاف ميغاوات.
وأكّد شلتوت أن حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان يبلغ حاليًا مليار دولار، ومن أهم صادرات السودان لمصر اللحوم الحية بما قيمته 350 مليون دولار سنويًا، بالإضافة إلى الإبل بما قيمته 100 مليون دولار، والصمغ العربي، مشيرًا أن حجم الاستثمارات المصرية المباشرة والتراكمية في السودان بلغت 2 مليار و700 مليون دولار في كل المجالات.
وأشار الدكتور صلاح حسب الله، وكيل لجنة القيم بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للسودان ناجحة وتاريخية وحققت جميع أهدافها، بخاصة أنها الأولى خارجيًا فب بداية الفترة الرئاسية الثانية، للرئيس السيسي.
وتابع وكيل مجلس النواب، أن هناك الكثير من العمل والمصالح المشتركة والمصير المشترك بين البلدين، لافتًا أن السودان كان على مر التاريخ داعمًا لمصر وما نقوم به ليس بجديد على العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أن مصر منفتحة على تطوير العلاقات مع السودان إلى المستوى الذي يستحقه، وعلى مستوى التحديات الداخلية فى البلدين.
وأضاف أن مصر بدأت مسار إصلاح اقتصادي في منتهى الجدية، وما أنجحه تحمل الشعب المصري سواء لأسعار السلع التي تضاعفت بخاصة بعد تعويم الجنيه، وارتفاع سعر الدولار، مشيرًا أن المصريين تفهموا أهمية إنجاح الإصلاح الاقتصادي لتجاوز عقبات ظلت لسنوات طويلة.
و قال الدكتور سامح نعمان، أستاذ الطاقة في كلية الهندسة، إن الربط الكهربي بين مصر والسودان يعود بفوائد على الدولتين على حد سواء، فالسودان لديها نقص شديد في الكهرباء، وتستوردها من إثيوبيا بأسعار مرتفعة، ومن مسافات بعيدة للغاية، وفي ظل الربط مع مصر يمكنها توفير احتياجاتها بأسعار رخيصة ومن مسافات أقرب بكثير.
وأكّد نعمان أن الفائدة الأولى هي فائدة اقتصادية، موضحًا أن مصر لديها فائض في الكهرباء في الوقت الحالي، يمكن تصديره بسهولة إلى السودان، والفائدة الثانية، تكمن في سهولة تنفيذ ربط كهربي مع دول أخرى لديها نقص في الكهرباء عبر السودان، مثل تشاد وإريتريا وجنوب السودان كذلك، موضحًا أن مشروع الربط الكهربي مع السودان أسهل بكثير من ذلك الذي تسعى مصر لتنفيذه مع دول أخرى، نظرًا لقرب المسافة بين البلدين.
وأوضحت الدكتورة شيرين الشواربي، أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة، أن العلاقات بين البلدين شهدت إنجازًا للعديد من المشاريع التي تعزز مسيرة التعاون المشترك بين البلدين من أبرزها افتتاح معبرين بين البلدين، الأول "قسطل – أشكيت"، والثاني "أرقين"، مما أسهم في تسهيل انتقال السلع والأفراد بما أدى إلى زيادة حجم التبادل بين البلدين، ودعم تجارة الترانزيت بين دول الكوميسا.
وأوضحت الشواربي أن الرئيس السيسي يسعى إلى الحفاظ على التنمية والعلاقات القوية مع الشعوب الأفريقية، مشيرة أن فرص التعاون بين البلدين قائمة، كما أن المشاريع كبيرة ومتنوعة ويصب معظمها فى رفع مستويات الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب واللحوم الحمراء بالإضافة إلى التنسيق في مواقف القضايا المشتركة، ومنها المياه.
وأضافت، أن العلاقات التجارية بين مصر والسودان شهدت نموًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، لافتة أن ما ساعد على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين اشتراكهما في اتفاقيتين، هما اتفاقية التجارة الحرة العربية، واتفاقية الكوميسا.
يذكر أن العلاقات بين مصر والسودان تتسم بإرث تاريخي يتجاوز العلاقات السياسية بين البلدين، مهما اختلفت وتغيرت الأنظمة الحاكمة فهي علاقة أزلية تربط بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، وتحرص مصر دائمًا على إقامة علاقات تدعم أواصر التعاون في شتى المجالات بالنظر إلى ما يربط البلدان من وحدة الأهداف والمصير.
وظهر ذلك جليًا من خلال اتخاذ خطوات إيجابية لتعزيز أواصر العلاقات الدبلوماسية المشتركة، وإنهاء أي خصومة أو خلافات سياسية، وجاءت مساعي الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء أي خلافات أو توترات بين البلدين الشقيقين، في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن، وللتأكيد على عُمق العلاقات التاريخية الخاصة بين مصر والسودان.
أرسل تعليقك