القاهره_مصر اليوم
يستعد البنك المركزي المصري لاصدار النقود البلاستيكية خلال الأيام القليلة المقبلة وذلك بالتزامن مع بدء تشغيل دار طباعة النقد الجديدة التي انتهي البنك المركزي من انشائها بالعاصمة الإدارية مطلع العام الجاري لتدخل مصر عصر العملات البلاستيكية لأول مرة وتصنع النقود البلاستيكية من مادة البوليمر. وهي ليست مادة بلاستيكية بالمعني المتعارف عليه. فهي تشبه النقود الورقية ولكنها أقوي بمراحل ويصعب تزويرها. وتتميز بعمرها الاطول الذي يصل إلي نحو ثلاثة أضعاف النقود الورقية. فضلاً عن أنها مصنوعة من مواد صديقة للبيئة.وعلي الرغم من أن البنك المركزي لم يحدد يوماً بعينه لبدء عملية اصدار النقود البلاستيكية. فإنه ربط عملية الاصدار بافتتاح دار الطباعة الأكبر والأحدث من نوعها بالشرق الأوسط وذلك وفقاً لما قالته الدكتورة غادة قنديل وكيل محافظ البنك المركزي مؤكدة أنه لم يتم بعد تحديد موعد لاصدار النقود البلاستيكية لكنها سوف تتزامن مع بدء تشغيل دار الطباعة بالعاصمة الجديدة.
وكان المهندس خالد فاروق. وكيل محافظ البنك المركزي لدار طباعة النقد قد أكد بدوره انه سيتم البدء في طباعة النقود "البوليمر" خلال شهر يونيو الجاري. وأنه سيتم البدء بطباعة فئة الـ 10 جنيهات باعتبارها اكثر الفئات النقدية تداولاً. مشيراً إلي أنه ستتم متابعة ردود افعال المواطنين حول العملة الجديدة وقياس مدي الرضا عنها قبيل البدء في طباعة فئات نقدية اخري مثل ورقة الـ 20 جنيهاً.وبحسب البنك المركزي في بيان له فإنه سيتم تداول النقود البلاستيكية والنقود الورقية معاً وانه ليس مطروحاً الغاء النقود الورقية ويرحب مصرفيون وخبراء اقتصاد بقرار البنك المركزي بالتحول للعملات البلاستيكية مؤكدين أنها خطوة هامة نحو تطوير سوق النقد في مصر.قال شريف سامي رئيس الجمعية المصرية للتكنولوجيا المالية ورئيس مجلس ادارة البنك التجاري الدولي. إن استبدال المادة التي تصنع بها أوراق النقد الورقية لا يؤثر علي السوق. إلا أن استخدام مادة أكثر كفاءة مثل البوليمر في انتاج أوراق النقد والتي نطلق عليها بلاستيكية له عدة مزايا في مقدمتها مدة صلاحية استخدام الورقة النقدية.
اضاف أن الدراسات تشير إلي أن تحمل البوليمر يصل إلي نحو ثلاثة أمثال العملة الورقية مما يوفر في تكلفة الاستبدال والطباعة والتوزيع. علماً بأن انتاج الوحدة الواحدة اكثر تكلفة مقارنة بالعملة الورقية. إلا أن بقاءها لمدة أطول في التداول ينتج عنه وفورات لا سيما لو اضفنا لذلك تكلفة سحب العملة التالفة وفرزها والتخلص منها.اشار إلي أن العملات الجديدة المستحدثة تمتلك عناصر تأمين متقدمة كما أن اصدار ورقة النقد من البوليمر له تأثيره البيئي الأفضل من الورق أو القطن والكتان. ولفت سامي إلي أن أول ظهور لأوراق النقد من البوليمير كان في استراليا منذ أكثر قليلاً من ثلاثين سنة. وفي المنطقة العربية بدأت المملكة العربية السعودية العام الماضي إصدار العملة الورقية فئة خمسة ريالات من مادة البوليمر.وتري الدكتورة سلوي العنتري الخبيرة المصرفية والرئيس السابق لقسم البحوث الاقتصادية بالبنك الأهلي أن التعامل مع النقد التالف والملوث أكبر المشاكل التي تواجه البنوك المركزية في دول العالم ومن بينها مصر حيث تكون هناك تكلفة عالية للتخلص من النقد التالف. مشيرة إلي أن النقود البلاستيكية سوف تقلل إلي حد كبير في هذه المشكلة حيث يفوق عمر العملات البلاستيكية بمراحل العملات الورقية كما أن فرص تزويرها أقل بكثير من العملات الحالية.
وتوقعت العنتري أن يتم استبدال العملات الورقية بالبلاستيكية تدريجياً لافته إلي أن الكثير من الدول المتقدمة بدأت تتحول للعملات "البوليمر" أما الدول الاخري التي لم تعتمدها بعد فهي لا تتعامل بـ "الكاش" إلا في اضيق الحدود ويكاد يكون التعامل النقدي فيها اختفي.ويقول محمد إسماعيل المدير السابق بالبنك الأهلي أن دولاً مثل بريطانيا تتعامل بنقود البوليمر إلي جانب العملات الورقية لافتاً إلي أن اصدار أي عملة كبيرة يتم بشكل تدريجي. وعلي فترة زمنية طويلة.وطالب بضرورة عمل حملات توعية واسعة لاطلاع الناس علي ماهية العملة الجديدة ومزاياها وطمأنتهم أن العملات الورقية لن يتم إلغاؤها وانه سيتم تداول العملات الورقية والبلاستيكية جنباً إلي جنب.وتري الدكتورة يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أن التحول للعملات البلاستيكية جزء من خطة التطوير الشامل للنظام المالي المصري وسوق العملات لافته إلي العديد من المزايا في نقود البوليمر أهمها توفير نفقات اصدار النقد بدل التالف. لأن دورة النقود البلاستيكية اطول من العملات الورقية كما أنها اكثر اماناً واقل عرضة للتزوير أو التلوث كما انها لا تسهم في انتقال العدوي للأمراض المختلفة.توقعت الحماقي أن تصبح مصر مركزاً مالياً لطبع العملات البلاستيكية للدول العربية والافريقية وذلك علي خلفية انشاء دار طباعة للنقد تعد الأحدث والأكثر تقدماً في المنطقة.
4 خطوط إنتاج
وتضم دار طباعة النقد الجديدة بالعاصمة الادارية 4 خطوط لإنتاج وطباعة النقود. وتقوم ماكينات الطباعة الجديدة. بطبع جميع فئات العملة الورقية والبلاستيكية وتم الانتهاء من عمليات التدريب علي تشغيل الماكينات الجديدة.وكان طارق عامر محافظ البنك المركزي. قد اعلن قبل ثلاثة أعوام أن الحكومة تدرس انتاج نقود بلاستيكية من بعض فئات النقد. وذلك بمطبعة البنك المركزي المصري الجديدة بالعاصمة الادارية الجديدة. موضحاً أنه سيتم تداول تلك النقود خلال 2020 إلا أن الموعد تأجل إلي منتصف العام الجاري.
قد يهمك ايضا:
صندوق النقد الدولي يؤكد أن مصر تبنت 3 خطط استباقية جنبتها تداعيات الجائحة
صندوق النقد الدولي يتوقع نموا عاليا للاقتصاد المصري
أرسل تعليقك