القاهرة - سهام أبوزينة
أصدرت وزارة المال المصرية، السبت، البيان المالي التمهيدي لمشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2018/2019 وذلك للعام الثالث على التوالي، حيث يعرض البيان للإطار الاقتصادي المحلي والخارجي، وكذلك أهم الافتراضات التي بُني عليها مشروع الموازنة الجديدة، إضافة لأهم البرامج الاجتماعية والسياسات التي تعكسها الموازنة ؛ كما يلقى البيان الضوء على السياسات التي نفذت في السنوات السابقة ونتائجها ويلقى نظرة مستقبلية على تقديرات الموازنة العامة في المدى المتوسط.
وقال عمرو الجارحي، وزير المال، إن صدور هذا البيان للعام الثالث على التوالي، يؤكد على جدية الوزارة في عمليات الإفصاح والمشاركة المجتمعية في ما يخص الموازنة العامة للدولة وإيمانها بحق كل مصري في معرفة موازنة بلده والاطلاع عليها في مراحل الإعداد المختلفة، وأخذها بعين الاعتبار وهو الأمر الذي انعكس على ترتيب مصر في تقرير الشفافية الدولية السنوي وتقدمها من عام إلى أخر.
وأكّد أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والإصلاح الهيكلي، أن صدور البيان قبل عرض الموازنة الجديدة على مجلس النواب الموقر يعكس الحرص على إرساء قواعد حوار مجتمعي فعال ومستمر مع مختلف أطياف المجتمع وتعريفهم بالسياسات المالية وخطط الإصلاح التي تنفذها الوزارة خلال المرحلة المقبلة وهو ما يعد تجسيدا لإشراك المواطن في عملية صنع القرار.
جدير بالذكر أن البيان التمهيدي يختلف عن البيان المالي للموازنة العامة للدولة في كونه شرح مبسط لبرنامج الحكومة مع رصد لأهم التحديات المالية، واستعراض لأهم السياسات المالية والاقتصادية المقترحة مقارنة بالبيان المالي الذي يعرض بشكل تفصيلي بنود وتفاصيل الموازنة على السلطة التشريعية.
ويلقي البيان التمهيدي الضوء على برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل والوطني للحكومة والذي يرتكز على تحقيق الاستقرار في مؤشرات الاقتصاد الكلي لضمان اتساق وتكامل السياسات المالية، وكذلك التدرج في تنفيذ الإصلاحات بحيث يتم دائمًا التركيز على أهم التحديات القائمة، فضلا عن التركيز على الإصلاحات التي من شانها تطوير هيكل الاقتصاد و زيادة معدلات الإنتاجية والتنافسية خاصة في قطاعات الصناعة والتصدير، إضافة إلى السعي نحو خلق بنية تحتية متطورة ومصادر مستدامة للطاقة، والعمل على إيجاد شبكة من برامج الحماية الاجتماعية الفعالة، مما يتسق مع استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" .
وعلى هذا النحو يشير البيان المالي التمهيدي إلى استهداف موازنة 2018/2019 تحقيق معدل نمو اقتصادي يبلغ 5.8%، وخفض معدلات البطالة لأقل من 11%. كما تستهدف جهود وزارة المالية السيطرة على العجز الكلي ليصل إلى نحو 8.4% من الناتج المحلي مقابل 10.9% في العام المالي 2016/2017. كما تستهدف وزارة المالية تحقيق فائض أولى قدره 2% من الناتج المحلي، وبما يساهم في خفض دين أجهزة الموازنة الى 91-92% من الناتج المحلى.
ويشرح البيان المالي التمهيدي للإصلاحات الرئيسية على جانب الإنفاق العام، وعلى رأسها؛ استكمال إصلاحات إعادة ترتيب أولويات الإنفاق العام، ورفع كفاءة إدارة نظم المالية العامة مثل الميكنة لكافة المعاملات الحكومية، ووضع منظومة كفء لمتابعة وتقييم وإدارة المخاطر المالية، والاهتمام بتحسين الإنفاق الموجه لصالح دعم النشاط الاقتصادي. كما يعرض البيان أولويات سياسات الإصلاح على جانب الإيرادات ومن أهمها التركيز على الإصلاح الإداري والمؤسسي بمنظومة الضرائب، وتوسيع القاعدة الضريبية مما يساهم في زيادة الحصيلة، وتنمية وتنويع مصادر الإيرادات العامة، لتنمو الإيرادات المستهدفة بمشروع الموازنة الأولية لعام 2018/2019 بنحو 21.6%.
ويشير البيان إلى أن وزارة المالية تستهدف خلال موازنة العام المالي الجديد 2018/2019 مواصلة جهودها التي بدأت في عام 2016 من خلال الاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل والذى يهدف الى تحقيق تنمية اقتصادية شاملة وتحفيز النشاط الاقتصادي، وبما ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين من خلال زيادة معدلات النمو والتشغيل، وزيادة قيمة ونسبة الإنفاق على مجالات التنمية البشرية، والتوسع في برامج الحماية الاجتماعية الأكثر استهدافا للفئات الأولى بالرعاية والمناطق الأكثر احتياجا، وتحديث الخدمات الأساسية التي يحصل عليها المواطنين، فضلاً عن التحول التدريجي من الدعم العيني إلى الدعم النقدي الموجه للفئات الأولى بالرعاية.
ومن أهم البرامج الاجتماعية المطبقة خلال موازنة العام المقبل برامج الدعم النقدي غير المشروط، مثل تكافل وكرامة، وبرامج التغذية المدرسية، وبرامج التأمينات الاجتماعية، والحماية الاجتماعية لمحدودي الدخل، إلى جانب البدء في تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل الجديد، والذى يهدف إلى وضع نظام تأميني موحد لجميع المواطنين ويحقق العدالة بين أطراف المنظومة، على أن يكون ممولًا ذاتيًا وقادرًا على الاستمرار.
ويؤكد البيان على التزام وزارة المالية باستكمال جهودها في إعادة ترتيب أولويات الانفاق لصالح القاعدة العريضة من المواطنين لضمان كفاءة الإنفاق واتباع سياسات توزيعية اكثر كفاءة وعدالة تعمل على تحقيق الضبط المالي المستهدف لخفض معدلات الدين العام وخلق مساحة مالية في المستقبل تسمح بزيادة الانفاق الاستثماري القادر على المساهمة في تحقيق النمو وخلق فرص عمل حقيقية وبما يسمح بزيادة الإنفاق المخصص لتطوير الخدمات العامة، واستكمال المشروعات الكبرى لتطوير البنية التحتية وفي مقدمتها النقل والمواصلات العامة، ومياه الشرب والصرف الصحي، وتطوير العشوائيات، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في رأس المال البشري من خلال زيادة الإنفاق المخصص للتعليم والصحة والبحث العلمي.
أرسل تعليقك