أبدى مراقبون، حالة من القلق، بسبب القروض الصينية، التي باتت تخيم على القارة السمراء، بخاصة بعد رفض مسؤولون صينيون وأفارقة الانتقادات الموجهة إلى مشاريع التنمية الخارجية لبكين، باعتبارها تزيد من عبء ديون الدول الأفريقية، مع اختتام قمة صينية أفريقية، تضمنت تعهدًا جديدًا بتقديم 60 مليار دولار لمساعدة القارة السمراء.
و قال الدكتور مختار شريف، أستاذ الاقتصاد في جامعة المنصورة، إن البلدان الأفريقية أظهرت شهية واضحة للقروض الصينية، إلا أن ذلك تسبب في حالة من القلق من أن الديون باتت تخيم على القارة السمراء، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى الاختناق التام في وقت قريب.
وأوضح شريف أنه على سبيل المثال، لا يزال طريق "عنتيبي – كمبالا"، السريع من المعالم السياحية للأوغنديين، وذلك بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من افتتاحه، حيث قامت شركة صينية ببناء طريق سريع بطول 51 كيلومترًا مُكوّن من أربع حارات تربط عاصمة البلاد في مطار عنتيبىي الدولي، وذلك بواسطة قرض قدمته بكين قيمته 476 مليون دولار، وعلى الرغم من الفوائد الاقتصادية للمشروع، كونه يخفض الساعات المستهلكة في الرحلة، غير أن ذلك مثل ضغوطات واضحة على أوغندا، خاصة في ظل أن تلك المشروعات خدمية وليست ربحية، وهو الأمر الذي يساعد في تراكم الديون على الدولة الإفريقية.
و قال الدكتور مصطفى أبو زيد، الخبير الاقتصادي، إن الصين تحاول أن تبني نوعًا من العولمة البديلة للهيمنة الغربية على موارد الدول النامية وخاصة أفريقيا، موضحًا أن العلاقات بين الصين ودول أفريقيا شهدت نموًا في السنوات الأخيرة مدعومة بفكرة المنفعة المشتركة والثقة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأضاف أبو زيد، أن الصين تحترم مسارات نمو الدول الأفريقية ولا تستغل قضايا حساسة في الضغط على الدول الأفريقية من أجل ابتزازها وتحقيق مكاسب منها، كما أن هناك توجهًا أفريقيًا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الصين خصوصًا في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وكان الرئيس الصيني ، استضاف قادة من أفريقيا وسط انتقادات بأن مشاريع البُنى التحتية في "مبادرة الحزام والطريق" الصينية تزيد مشكلة الديون سوءً في بعض البلدان.
وقال الرئيس السنغالي ماكي سال الذي تتولى بلاده الرئاسة المشتركة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي للسنوات الثلاث المقبلة "كل ما نفعله مع الصين تحت السيطرة تمامًا، بما في ذلك الجانب المالي والديون"، مضيفًا أنه لا يجب أن نسمح بالتشويش على إرادتنا من خلال الانتقادات التي يتم توجيهها فيما يتعلق بطبيعة علاقاتنا مع الصين"، وبدوره قال الرئيس الصيني "شي"، إن القمة فتحت فصلًا جديدًا في العلاقات الصينية الأفريقية.
زيارة السيسي للصين
و أشاد عدد من خبراء الاقتصاد بزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى لقارة الآسيوية، مؤكدين أنها تعمق العلاقات المصرية الصينية وتدعم الاقتصاد القومي بعد إشادة مؤسسات التصنيف العالمية بما قامت به مصر مؤخرًا من إنجازات في مجال الاقتصاد.
وقالت الدكتورة نور الشرقاوي الخبيرة الاقتصادية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين لها مردود قوي على وضع الاقتصاد المصري والذي أحرز تقدمًا كبيرًا منذ بداية إجراءات الإصلاح الاقتصادي، مضيفة أن زيارة الرئيس للصين والتي أسفرت عن توقيع عدد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني مع الصين تساهم بدورها في تنمية القطاع الخاص وزيادة كفاءته وتقويته وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكّد عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والصين، واللتين تحملان أقدم حضارتين في التاريخ الإنساني، وهو ما تم ترجمته من خلال توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
وشهد الرئيس خلال زيارته للصين، مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات والعقود مع عدد من الشركات الصينية لتنفيذ مشروعات مختلفة فى مصر بقيمة استثمارية تبلغ حوالى 18,3 مليار دولار.
و وقعت "مصر والصين"، في أغسطس/آب الماضي منحة لتنفيذ مشروع إنشاء القمر الصناعي "مصر سات 2" لتطبيقات الاستشعار عن بعد بقيمة 45 مليون دولار، حيث تتصدر الشركات الصينية في مصر قطاعات تكنولوجيا المعلومات، الكهرباء، الاتصالات والمواصلات والنقل بإجمالي 1558 شركة.
أرسل تعليقك