c إجراءات بوتين لدعم الاقتصاد تثير جدلًا "حادًا" في روسيا - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوقفت ارتفاع الروبل وأعادته للهبوط

إجراءات بوتين لدعم الاقتصاد تثير جدلًا "حادًا" في روسيا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - إجراءات بوتين لدعم الاقتصاد تثير جدلًا حادًا في روسيا

البنك المركزي الروسي
موسكو ـ مصر اليوم

غاب التفاؤل عن التوقعات بتأثير «تدابير الدعم الاستثنائية» التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمواجهة تداعيات انتشار كورونا على الاقتصاد الروسي. رد الفعل الأبرز جاء من سوق المال الروسية، حين عاد الروبل للهبوط فور الإعلان عن تلك التدابير. وعلى المستوى الرسمي، أشاد مفوض حقوق قطاع الأعمال لدى الرئاسة الروسية بالخطوات التي أقرها بوتين، إلا أنه لم يتمكن من تقدير تأثيرها على الوضع الاقتصادي، ويبدو أنه يرى أن نتائجها الإيجابية ستكون محدودة، حين عبر عن قناعته بأنها «ستعطي رجال الأعمال جرعة هواء»... أما في أوساط الخبراء، فقد شكك الغالبية بقدرتها على إنقاذ قطاعي الأعمال المتوسطة والصغيرة، وإحداث تغيير جذري في المشهد الاقتصادي بشكل عام.

وكان الرئيس الروسي بوتين منح مواجهة التداعيات الاقتصادية، المساحة الأكبر من «كلمة» وجهها إلى الشعب الروسي، تناول فيها «الظروف الاستثنائية» التي تمر بها البلاد، على خلفية انتشار فايروس كورونا. وبعد إجراءات وتدابير تبنتها الحكومة، والمركزي الروسي لدعم الاقتصاد في هذه المرحلة المعقدة، أعلن بوتين عن تدابير إضافية واسعة، قال إنها ضرورية «في المقام الأول لضمان الحماية الاجتماعية للمواطنين، والحفاظ على دخلهم ووظائفهم، بالإضافة إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي يعمل فيها الملايين من الناس». وأقر تسهيلات لحصول المواطنين على الدعم الاجتماعي، والإسراع في تقديم الدعم للمحاربين القدامى والأسر التي يوجد فيها أطفال صغار، فضلا عن رفع تعويضات البطالة حتى الحد الأدنى من الأجور الشهرية، ودفع تعويضات الإجازة المرضية بناء على هذا الحد من الدخل، وقيمته حاليا 12.13 ألف روبل (نحو 155 دولارا)، وطالب البنوك بإعلان «إجازة» للقروض الاستهلاكية والعقارية، إن تراجع دخل الفرد أكثر من 30 في المائة.

وبالنسبة لقطاع الأعمال، شدد بوتين على ضرورة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، للحفاظ على موظفيها، وناشد رجال الأعمال الحفاظ على استقرار سوق العمل وعدم السماح بارتفاع معدل البطالة، ووعد بدعمهم.

وأعلن بعد ذلك عن تدابير الدعم، ومنها تأجيل دفع الضرائب لمدة 6 أشهر لقطاعي الأعمال المتوسطة والصغيرة، باستثناء ضريبة القيمة المضافة. وتخفيض مدفوعات التأمين من 30 حتى 15 في المائة، وتجميد إعلان إفلاس الشركات التي تواجه صعوبات. هذا فضلا عن تدابير إضافية أثارت جدلا، بينها رفع ضريبة أرباح وودائع الشركات التي يتم تحويلها إلى الملاذات الضريبية الآمنة (أوفشور) من 2 إلى 15 في المائة، واعتبار فوائد الودائع المصرفية نوعا من الدخل، وبالتالي احتساب ضريبة الدخل بنسبة 13 في المائة منها.

وجاء رد الفعل سريعا من سوق المال الروسية على «تدابير بوتين». وبعد ارتفاع طفيف على سعر العملة الروسية، حتى 78.57 روبل للدولار قبل بداية بث كلمته عبر الشاشات، هبط السعر حتى 78.84 روبل للدولار في نهايتها.

وقال محللون من السوق إن رد الفعل السلبي هذا جاء بالدرجة الأولى بسبب رفع ضريبة الأرباح التي يتم تحويلها إلى الملاذات الضريبية، وكذلك فرض ضريبة الدخل على فوائد الودائع.

ووصف بوريس تيتوف، مفوض الرئاسة الروسية لحقوق قطاع الأعمال، قرار تخفيض مدفوعات التأمين بأنها «خطوة ثورية»، وعبر عن قناعته بأن التدابير الأخرى لقطاعات الأعمال المتوسطة والصغيرة والفردية «ستمنح رجال الأعمال جرعة هواء»، إلا أنه، وفق ما ذكرت وكالة «تاس» الحكومية، لم يتمكن من تقدير تأثير التدابير المقترحة على الوضع الاقتصادي بشكل عام، وأحال ذلك إلى عدم وجود وضوح بشأن القطاعات التي سيتم تصنيفها «قطاعات في وضع معقد»، يمكن أن تحصل على الدعم الحكومي.

من جانبه شكك أليكسي ريبيك، مدير منظمة «ديلوفايا روسيا» (روسيا التجارية) التي تعمل على تعزيز التعاون بين القطاعين الخاص والعام، بجدوى تلك التدابير، وقال في تصريحات لوكالة «تاس» إنها «قد لا تكون كافية لإرساء استقرار الوضع الاقتصادي»، وزاد بأنه «ستكون هناك حاجة من الدولة بأن تضخ المزيد في الاقتصاد»، ولم يستبعد أن توسع الحكومة تدابير الدعم، مع توسع انتشار فيروس كورونا، الذي نتوقع أن يصل الذروة في شهر أبريل (نيسان) القادم». ووصف زيادة ضريبة الأرباح التي يتم تحويلها إلى الـ«أفشور» بأنها «خطوة عادلة»، وبالنسبة لإعلان الأسبوع القادم عطلة رسمية، للحد من انتشار الفيروس، قال إنه سيؤثر بصورة سلبية على أرباب العمل، في إشارة إلى أنهم سيضطرون لدفع أجور العاملين كاملة عن أسبوع العطلة.

وقالت ناتاليا أورلوفا، كبيرة الاقتصاديين في «ألفا بنك»، إن تخفيض مدفوعات التأمين، سيؤدي إلى تراجع إيرادات صناديق التقاعد، والتأمين الصحي الإلزامي، وصندوق التأمين الاجتماعي، ورجحت أن يتم تغطية جزء من تلك الإيرادات «المفقودة» على حساب ضريبة الدخل على فائدة الودائع، وضريبة الأرباح التي يتم تحويلها إلى الملاذات الضريبية. وعبر الخبير الاقتصادي الكسندر سوسلين عن قناعته بأن تخفيض مدفوعات التأمين سيحول دون إفلاس الشركات المتوسطة والصغيرة، وحذر من «زوال البيزنس، وعدم بقاء ما يمكن الاعتماد عليه لإعادة تأهيل الاقتصاد (بعد انتهاء الوباء)» إن لم يتم دعم شركات القطاعين في هذه المرحلة. ومن جانبه قال البروفسور الكسندر تشيبورينكو، مدير قسم الاجتماع في المدرسة الروسية العليا للاقتصاد، إن التدابير التي اقترحها بوتين لدعم الأعمال الصغيرة والمتوسطة غير كافية، موضحا أن «تأجيل الضرائب لم يشمل ضريبة القيمة المضافة، التي تشكل العبء الأكبر على شركات القطاعين»، أما التسهيلات في مجال الضريبة على الأرباح يرى أنها «بلا معنى، لأن غالبية شركات القطاعين تتكبد خسائر».

قد يهمك أيضًا:

خام "برنت" ينخفض بنسبة 0.09 عند 57.27 دولار للبرميل

مخزونات النفط السعودية تتراجع 11.8 مليون برميل

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إجراءات بوتين لدعم الاقتصاد تثير جدلًا حادًا في روسيا إجراءات بوتين لدعم الاقتصاد تثير جدلًا حادًا في روسيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon