c تونس مهد "الربيع العربي" تعيش أسوأ أزمة اقتصادية منذ الإطاحة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:14:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من المحتمل أن يصدر وزير المالية هذا العام سندات باليورو لسد العجز التجاري

تونس مهد "الربيع العربي" تعيش أسوأ أزمة اقتصادية منذ الإطاحة بنظام بن علي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تونس مهد الربيع العربي تعيش أسوأ أزمة اقتصادية منذ الإطاحة بنظام بن علي

رضا شلغوم وزير المال التونسي
تونس ـ كمال السليمي

بدا وزير المالية التونسي محمد رضا شلغوم مبتهجا على غير عادته، وهو ينظر إلى جداول بالأرقام التي بين يديه، ولكن من الصعب معرفة السبب. فقد ذكر موقع "بلومبرغ" الأميركي أنه رغم كل مؤشر اقتصادي مهم، فإن تونس الدولة الشمال أفريقية، تعد حالياً أسوأ حالا منذ الإطاحة برئيسها السابق زين العابدين بن علي، في عام 2011، حيث إن نسبة التضخم أصبحت أعلى والنمو أقل، والعجز أوسع، والبطالة لا تزال عند مستويات مزمنة خاصة لدى فئة الشباب.

وكان وزير المالية محمد رضا شلغوم، أكد في مقابلة الأسبوع الماضي، في مقر وزارته بالعاصمة تونس أن "المؤشرات في حد ذاتها لا معنى لها إذا لم تضعها في سياقها الديناميكي."

وفي الوقت الذي اعترف فيه بأن التوقعات كانت أكثر تفاؤلا في عام 2010، فقد دافع عن الظروف الخاصة عند النظر الى الأرقام الاقتصادية التونسية المحبطة، قائلا: "لا يمكنك أن تقارنها كما لو كانت أرقاماً في بلد يمر بحالة عادية."

وفي الحقيقة، إن ظروف تونس شيء طبيعي، فمن قلب الجنوب إلى شوارع العاصمة، أغلقت المدارس لأسابيع متواصلة، ولم تتوقف الاحتجاجات التي رافقت الثورة. ووسط استعداد البلاد للانتخابات هذا العام، فإن الكفاح من أجل البقاء الاقتصادي لتونس سيحدد مسارها المستقبلي.

وتعد الطريقة التي تدير بها تونس السخط الشعبي، لها عواقب على جزء غير مستقر من العالم لا يمتلك نموذجاً جيداً للديمقراطية الفاعلة.

وتسبب في الثورة التونسية، إضرام بائع متجول النار في نفسه في العام 2010، بسبب الظروف الاقتصادية، مما أدى للإطاحة بالرئيس التونسي بن علي، ومن ثم قامت انتفاضات أخرى تحت مسمى "الربيع العربي"، وأطاحت بالرؤساء "الديكتاتوريين" من مصر إلى اليمن، وأشاعت الأمل بمستقبل أكثر إشراقا بين الشباب.

ولم يحدث ذلك  بنفس الطريقة في مصر واليمن وسورية، حيث تراجعت الاحتجاجات أمام الحروب الأهلية التي جذبت القوى الأجنبية، فقتلت وشردت الملايين، أما في مصر فقد تراجعت الحريات.

وفي هذا السياق، قال مايكل أياري، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية في تونس: "إذا لم ينجح الأمر هنا، فلن ينجح في أي مكان."

أقرأ أيضاً : 8 معلومات عن صرف الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي

ويرى التونسيون من جميع الجوانب السياسية عام 2019 عاما حاسما، حيث تزيد الانتخابات التي جرت في أكتوبر / تشرين الأول من الضغوط على الحكومة لتقديم هبات اقتصادية تتناقض مع برنامج صندوق النقد الدولي الذي تبلغ مدته أربع سنوات والبالغ 2.9 مليار دولار والذي أطلق في عام 2016.

وتظهر الفجوة الاقتصادية التي تثير غضب الناخبين في الأدلة الموجودة في العامة، حيث تتناول النخبة النبيذ الفرنسي في مطعم سمك أنيق إلى جانب المصرفيين الأجانب والدبلوماسيين.

وفي مركز شرطة فرنسي قديم، ينتقد رئيس نقابة العمال التونسيين الحكومة بسبب فشلها في تحويل التقدم الديمقراطي إلى رخاء. وقال نور الدين طبوبي رئيس النقابة: "جميع أرقام هذه الحكومة ضعيفة للغاية، وهناك تراجع لم يسبق له مثيل في التاريخ التونسي". وأضاف: "إذا كانت هناك إصلاحات سياسية، سيكون دورنا هو جمع الناس والنقاط المختلفة معا، لكننا لن نجلس فقط ونشاهدها تهبط بتونس يوما بعد يوم."

ويعد ذلك تحذيرا يستحق الاهتمام من نقابة تضم أكثر من 700 ألف عضو، ولها نفوذ اجتماعي، كما أن أعضاءها على استعداد للإضراب. وتقاسم الاتحاد جائزة نوبل للسلام لإعادته تونس من حافة الحرب الأهلية في عام 2013.

وتعد زيادة الأجور نقطة الخلاف بين حكومة يوسف الشاهد ونقابة العمال، حيث يقول طبوبي، إنها زيادة مبررة بسبب ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة الدينار بنسبة 40%، ويرفض الاتهامات بأنها "مطالب غير معقولة"، مؤكدا أن "الحكومة هي المسؤولة عن العجز التجاري".

وبينما تمكنت تونس  من تجنب العنف الذي اجتاح ليبيا أو سورية، فإن انتقالها إلى الديمقراطية اتسم بمكافحة الإرهاب والخلافات السياسية بين الإسلاميين والعلمانيين والنقابات والحكومة، والحرس القديم والجديد، مما أحبط جهود انتعاش الاقتصاد.

ومرت 8 حكومات على البلاد منذ عام 2011، ويعد يوسف الشاهد، رئيس الوزراء الحالي، هو الأطول خدمة بعد الثورة، حيث يحظى بدعم من "حزب النهضة".

ولا يزال وزير المالية التونسي غير قادر على مواجهة التحدي، وقد أوضح أن "رؤية الاقتصاد تجمع بين الحظ الجيد في انخفاض أسعار النفط والعمل العمل الشاق والاستثمار في قطاعات مثل المنسوجات ومكونات السيارات والمواد الكيميائية، إلى جانب التقشف في إطار برنامج ندوق النقد الدولي".

وستخفض الحكومة عجز ميزانيتها إلى 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2021 من 6.1% في عام 2016، ثم ستعالج العجز التجاري مع تحسين تحصيل الضرائب، وخلق قاعدة ضريبية أوسع، ودخل سياحي أفضل، وبإحياء الإنتاج الذي تعرض لنكسة منذ ثورة.

أموال "صندوق النقد الدولي" موجودة في الخزينة، إلى جانب قرض بقيمة 500 مليون دولار من المملكة العربية السعودية، وإذا لزم الأمر، فمن المحتمل أن يصدر وزير المالية سندات باليورو هذا العام لملء الفجوة، وعلى الرغم من أن كل الأدلة على عكس ذلك، يقول إنه لا يتعرض لأي ضغط كبير.

قد يهمك أيضاً :

صندوق النقد يتوقع ارتفاع النمو غير النفطي في الإمارات خلال 2019

المستثمرون الأجانب يستحوذون على 100% من عطاء سندات الخزانة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس مهد الربيع العربي تعيش أسوأ أزمة اقتصادية منذ الإطاحة بنظام بن علي تونس مهد الربيع العربي تعيش أسوأ أزمة اقتصادية منذ الإطاحة بنظام بن علي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon