لندن - كاتيا حداد
وقّعت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، صفقة للطائرات المقاتلة، تصل قيمتها إلى 100 مليون أسترليني، مع تركيا وأوضحت ماي خلال زيارتها لأنقرة أن شركة BAE Systems البريطانية، ستعمل مع شركة Turkish Aerospace Industries التركية في برنامج الطائرات المقاتلة باسم TF-X.
وكشفت ماي التي تسعى إلى تعزيز الصفقات التجارية البريطانية، لما بعد الخروج من الاتحاد عن إحاطة رئيس الوزراء التركي بينالي يلدريم بالصفقة، مضيفة "يؤكد هذا الاتفاق مرة أخرى أن بريطانيا دولة تجارية عالمية عظمى، وأننا منفتحين في مجال الأعمال التجارية، إنه يمثل بداية لعلاقة تجارية جديدة أكثر عمقًا مع تركيا، ومن المحتمل أن يؤمن فرص عمل بريطانية وتركية ويضمن الرخاء لعقود مقبلة".
ومن المتوقع أن تفوز بريطانيا بالمزيد من العقود في مجال المحركات والأسلحة والرادارات وأجهزة الاستشعار، وتعد أنقرة المحطة الأخيرة في جولة السيدة ماي التي بلغت 10,842 ميلًا بين بريطانيا وأميركا وتركيا، بشأن العلاقات التجارية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
والتقت ماي في وقت سابق الرئيس التركي المثير للجدل رجب طيب أردوغان، بعد أن سافرت إلى تركيا بعد محادثاتها التاريخية مع الرئيس الأميركي ترامب في البيت الأبيض، فيما ضغطت جماعات حقوق الإنسان على السيدة ماي للتأثير على أردوغان بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، وسجن أردوغان آلاف الناس بما في ذلك الصحافيين في حملة مصادرة بعد الانقلاب الفاشل ضده العام الماضي.
وتم تأجيل صفقة الطائرات منذ أغسطس/ أب الماضي، لحين تقييم بريطانيا لمدى ضراوة رد اردوغان على محاولة إسقاطه، إلا أن ماي أوضحت أن لديها الضوء الأخضر الأن للمضي قدمًا، وأعلن إيان كينغ الرئيس التنفيذي لشركة BAE Systems أن الصفقة ستمهد الطريق لشراكة دفاع أعمق، وربما تجعل تركيا الشريك الفعال لبريطانيا، باعتبارها مُصدر رئيسي لتكنولوجيا الفضاء إلى تركيا، ومن المتوقع أن تنشئ ماي مجموعة عمل للنظر في رفع الحواجز التجارية مع تركيا، فيما تعد تركيا الدول رقم 13 التي بدأت ماي في العمل معها، بهذه الطريقة منذ قرار الخروج.
وأوضح No10 ردًا على الأسئلة الخاصة بحقوق الإنسان في تركيا، أن تركيا حلف استراتيجي وأن كلا البلدين أعضا في حلف الناتو وعملتا على وقف موجة الهجرة إلى أوروبا على مدى العامين الماضيين، ووضعت السيدة ماي إكليلا من الزهور على ضريح كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، وأحنت ماي التي ارتدت ملابس سوداء رأسها احترامَا بعد وضع إكليل الزهور من اللونين الأحمر والأبيض، وهي ألوان العلم التركي على تابوت أتاتورك داخل مبنى الضريح المهيب الذي بُني على تلة عالية في وسط أنقرة، ووقعت السيدة ماي باسمها في كتاب الضيوف أسفل رسالة جاء فيها "إنه لشرف عظيم زيارة هذا المكان الخاص للتذكير بالأب المؤسس لتركيا الحديثة، دعونا نجدد جهودنا لتحقيق رؤية أتاتورك للسلام في الداخل والعالم".
أرسل تعليقك