c أكبر أزمة شحِّ السيولة يعيشها السودان تذكر بأيام حصار "ثوار - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفوف المواطنين التعساء أمام الصرافات الآلية من أجل الحصول على 40 دولاراً

أكبر أزمة شحِّ السيولة يعيشها السودان تذكر بأيام حصار "ثوار المهدي" للخرطوم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أكبر أزمة شحِّ السيولة يعيشها السودان تذكر بأيام حصار ثوار المهدي للخرطوم

بنك السودان المركزي
الخرطوم - مصر اليوم

أجبر شح السيولة وعجز البنوك السودانية عن الدفع لعملائها، نجم الصحافة الإلكترونية عثمان الجندي، على التخلي عن سيارته وإيقافها لمدة عشرة أيام، واستنزاف الوقت الذي هو في أمَس الحاجة إليه في المواصلات العامة جيئة وذهاباً، فاضطر لاستخدام وسائط النقل الخاصة لملاحقة المستشفيات بحثاً عن تطبيب ودواء لابنه المريض، ما أنهك ميزانيته المنهكة أصلاً.

وما أن أعلن بنك السودان المركزي عن توفير السيولة وتعبئة الصرافات الآلية بالعملات، حتى تقاطر آلاف المواطنين باكراً إليها للفوز بما تجود به من عملات، واستجابت الماكينات للطلب لكنها كانت شحيحة، فهي لا تسمح بسحب أكثر من ألفي جنيه، أي "نحو 40 دولاراً" يومياً، مهما كان حجم الرصيد البنكي.

وقال عثمان الجندي لـ"الشرق الأوسط": "اضطررت لإيقاف سيارتي لعشرة أيام بسبب انعدام السيولة، والزحام الخانق في البنوك"، وتابع: "خلال هذه الفترة كان ابني مريضاً، ما يضطرني لرحلة يومية من وإلى المستشفى عبر المواصلات العامة، ورحلة أخرى للبحث عن أدوية وعلاجات غير متوفرة عبر وسائط النقل الخاصة، ما أنهك ميزانيتي المنهكة أصلاً"، واضاف: "كان يومي يضيع بين المستشفى والعمل وصفوف البنك ومواقف المواصلات الصعبة والبحث عن نقود من أجل أدوية ابني المريض".

ووصف الجندي يوم عودة الصرافات للعمل بأنه يوم الزينة، وقال: "قبل الخروج راجعت دفتر العناوين لأستعيد كلمة السر الخاصة ببطاقة الصراف الآلي، التي كنت قد نسيتها لعدم الاستعمال، ثم توجهت إلى إحدى الصرافات، فوجدت أرتالاً من أشباهي بكروا إلى المكان قبل شروق الشمس"، وبحسرة قال: "لم نستطع إلاّ صرف مبلغ ألفي جنيه، وهو المبلغ الذي يسمح به النظام للعميل خلال اليوم الواحد، لكننا وكثيرين فرحنا به، فهو خير من لا شيء".

وأزمة شح السيولة وندرة الجنيه، التي واجهها السودان، وتسببت في عجز البنوك والمصارف عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه عملائها، تشبه الأزمة التي نتجت عن حصار الثوار "المهديين" للخرطوم، وأدت لندرة في العملات، لكن الحاكم العام الإنجليزي المحاصر الجنرال شارلز غردون أصدر عملات ورقية قابلة للدفع بتوقيعه حلاً للأزمة، بينما وقف بنك السودان المركزي متفرجاً زهاء ستة أشهر.

خلال فترة الأزمة، أصيبت المصارف والبنوك السودانية بشلل شبه كامل، وعجزت عن إجابة طلبات عملائها، ما حولها لمساحات من الصفوف والطوابير الطويلة، لن يحصل الواقف فيها إلاّ على مبالغ ضئيلة لا تتجاوز العشرين دولاراً، وشهدت المراكز المالية "ميلودراما" حزينة تتخللها دموع النساء العاجزات عن دفع ثمن العلاج أو الحليب لأطفالهن وذويهن، وحسرة الرجال الذين يفشلون في تسديد التزاماتهم رغم امتلاء أرصدتهم البنكية بالمال.

وفي "يوم الزينة" كما أطلق عليه الجندي، عاودت الصرافات الآلية العمل بعد توقف طويل، وهو ما أثار موجة من التعليقات الساخرة في وسائط التواصل الاجتماعي، فقد حذر بعضهم من هجوم للثعابين والعقارب التي استوطنت خزائن تلك الماكينات، وضايقتها العملات الجديدة التي تمت تعبئة الماكينات بها، فاضطرت للخروج واللواذ بالمساكن.

ولم يعرف السودان أول أزمة مثيلة منذ صدور أول عملة في تاريخه وهي "الريال المجيدي"، خلال فترة الحكم التركي للبلاد (1821 - 1881)، الذي استخدمت فيه عملات مصرية وإنجليزية، إلى جانب الريال المجيدي، مثل الجنيه الذهب والريال النمساوي والعملات الفرنسية، وتداول قطع نقود عثمانية مصرية من الفئات الصغيرة.

لكن البلاد شهدت أزمة حادة أثناء حصار الخرطوم من قبل الثوار "المهديين" 1884 حدثت ندرة في العملات، فاضطر الجنرال الإنجليزي شارلس غردون لإصدار أوراق نقدية تحمل اسمه، وتصرف في خزانة الحكومة بالسودان ومصر، وحل الأزمة، وهو ما تجاهله بنك السودان المركزي لنحو نصف عام.

أما في فترة السيطرة الإنجليزية على البلاد (1884 - 1885) فإن عملات "القرش الميري"، وخمسة قروش، وعشرة، وعشرين، ومائة وخمسمائة، وألفي وخمسمائة، وخمسة آلاف قرش ميري، كانت هي المستخدمة دون ندرة.

وخلال فترة حكم الدولة المهدية (1881 - 1898) كان السودانيون يتعاملون بالريال المجيدي، وعملة أصدرها الإمام المهدي في 1885 من ثلاث فئات: الجنيه الذهب، الريال الفضة، ونصف الريال، وضربت في مدينة أم درمان ومطبعة دار الهجرة.

كما شهدت فترة حكم خليفة المهدي عبد الله التعايشي نقصاً كبيراً في العملات، فاضطر لاستعمال قطع من "قماش الدمور" بقيمة عشرة قروش وقرشين وقرش ونصف القرش كعملات مقبولة التداول، وبعد أن اتسخت عملات القماش ألغاها الخليفة التعايشي، وأصدر عملة جديدة عرفت باسم "مقبولة".

وفي غرب السودان استخدمت سلطنة الفور على عهد السلطان علي دنيار "قرش رضينا" الذي ضرب في مدينة الفاشر، إضافة إلى عملة "الفوراوية تارينة"، وهي عبارة عن خاتم من القصدير، وعملتي "تونقانية" وعملة "التكاكي"، وهي أسماء بلغة أهل الفور.

وفي عهد الحكم الإنجليزي المصري للبلاد الحكم الثنائي خلال الفترة (1899 - 1955)، سادت العملات المصرية والإنجليزية، ووحداتها "الشلن، 20 قرشا في عهد الملك فؤاد، والسنت في عهد الملك جورج، والشلن في عهد الملكة إليزابيث"، وهي عملات فضية ونحاسية.

وقبيل إعلان استقلال السودان رسمياً طبعت أول عملة ورقية في السودان يوليو/تموز 1955، وكانت بتوقيع الزعيم إسماعيل الأزهري ورئيس مجلس الوزراء حماد توفيق - وزير المالية.

وفي سبتمبر/أيلول 1956، جمعت الحكومة السودانية العملات المصرية الإنجليزية وسلمتها للحكومة المصرية، وأصدرت لجنة العملة السودانية أول عملة سودانية "الجنيه" بواحداته المعدنية والورقية.

وفي 1960 أنشئ بنك السودان المركزي، الذي يمتلك سلطة إصدار العملات الورقية والمعدنية، بنص قانون إنشائه، وتم أول تغيير للعملة في عام 1970، لإدخال الوسائل التقنية الحديثة في الطباعة لتفادي التزوير.

وظل الجنيه هو العملة الوطنية السودانية المعتمدة، حتى 1992، حين طبعت عملة جديدة "الدينار" ويساوي الدينار الواحد 10 جنيهات، ثم تم إلغاء عملة الدينار في 2007 والعودة للجنيه.

وشهدت مراحل تطور صناعة النقد السوداني إصدار عدد من العملات التذكارية التي توثق لمناسبات محددة، حيث صدرت 1976 فئة (50) قرشاً المعدنية بمناسبة تأسيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، وفئة خمسة جنيهات في 1978 بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الأفريقية في السودان.

وبمناسبة مرور 25 عاماً على استقلال البلاد طبعت العملة التذكارية فئة 50 جنيهاً من الذهب الخالص، وذلك في عام 1981

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكبر أزمة شحِّ السيولة يعيشها السودان تذكر بأيام حصار ثوار المهدي للخرطوم أكبر أزمة شحِّ السيولة يعيشها السودان تذكر بأيام حصار ثوار المهدي للخرطوم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon