توقيت القاهرة المحلي 04:42:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتصاد برلين لا يزال عُرْضة لصدمات الطلب الخارجي السلبية

ميركل تسعى إلى تجنيب ألمانيا خسائر حرب تجارية بين واشنطن والصين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ميركل تسعى إلى تجنيب ألمانيا خسائر حرب تجارية بين واشنطن والصين

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
برلين - مصر اليوم

عزّزت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مِن خطواتها الرامية إلى تجنب اندلاع حرب تجارية عالمية، وسط مخاوف عميقة من إمكانية أن تخرج ألمانيا كخاسر أكبر من التوترات التجارية الآخذة في التصاعد بين الولايات المتحدة والصين، وهما من أسواق التصدير الرئيسية للبلاد.

وانتعشت أسواق الأوراق المالية العالمية الخميس الماضي بعد موجة بيع كبيرة وانخفاضات في قيمة الأسهم في اليوم السابق (الأربعاء)، في ظل تصاعد الآمال بإمكانية أن تستطيع بكين وواشنطن تجنب حرب تجارية شاملة، بما لذلك من تهديد للنمو الاقتصادي العالمي والوظائف والاستثمار.

وتقول وكالة الأنباء الألمانية إن الصعود في قيمة الأسهم الخميس جاء بعد أن حاول المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، تهدئة مخاوف الأسواق، بالإصرار على أن سياسة العين بالعين بين الولايات المتحدة والصين بشأن التعريفات الجمركية مثلت فقط "خطوة أولى" في محادثات تجارية محتملة بين أكبر اقتصادين في العالم.

ومع ذلك، فإن اقتصاد ألمانيا "لا يزال عرضة لصدمات الطلب الخارجي السلبية"، حسبما قال ياروسلاف شيلبكو وتوماش فيلاديك، الخبيران الاقتصاديان في بنك باركليز، في مذكرة للعملاء، وأشارا فيها إلى الدور الرئيسي لألمانيا في صادرات الصناعات التحويلية العالمية.

وأفادت صحيفة "بيلد" الألمانية الخميس الماضي بأن ميركل تخطّط للسفر إلى واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر لإجراء محادثات بشأن التجارة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل انتهاء مهلة الإعفاء من الرسوم الجمركية على واردات الاتحاد الأوروبي من الصلب والألمنيوم، من جانب واشنطن، في مايو/ أيار المقبل. وتحدثت ميركل بالفعل عبر الهاتف مع ترامب بشأن التوترات التجارية العالمية الحالية، حيث شددت المستشارة في حديثها مؤخرا مع الرئيس الأميركي على أنه يجب النظر في نظام التجارة الدولية القائم على القواعد، أثناء المفاوضات التجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، يعتقد المحللون بأن أي اتفاق أميركي مع ألمانيا وشركائها الأوروبيين من المرجح أن يؤدي إلى إجبار برلين وبروكسل على قبول نظام الحصص على شحناتهما من الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة. وكان الرئيس الأميركي بدأ هذا العام بسلسلة من الإجراءات الحمائية لحماية الوظائف المحلية، حيث أعلنت واشنطن في يناير/ كانون الثاني فرض تعريفات استيراد مرتفعة على الغسالات ومعدات الطاقة الشمسية، أتبعتها برسوم على واردات الصلب والألمنيوم بزعم أنها تهدد الأمن القومي.

وخصت واشنطن العملاق الصيني برسوم جمركية على سلع بقيمة 50 مليار دولار تستوردها الولايات المتحدة من الصين، حيث اتهمت إدارة ترامب ثاني أكبر اقتصاد في العالم بسرقة الملكية الفكرية والتكنولوجيا.

واعتبرت الصين أن أميركا تعطي مزارعي الصويا دعما يمنحهم ميزة تنافسية غير عادلة في السوق الصينية، وبناء على هذه الافتراضات قامت بكين الأربعاء الماضي بالإعلان عن فرض تعريفة على 106 منتجات أميركية من ضمنها الصويا، أكثر الصادرات الزراعية الأميركية قيمة للصين.

وتعرب الحكومة والقيادات الصناعية في ألمانيا عن قلقها بشأن حملة بكين لاكتساب المعرفة التي تشتهر بها ألمانيا في مجالي التكنولوجيا والبنية التحتية، في ظل جولات التسوق الصينية في ألمانيا، وانتشار الصينيين في سلسلة من الشركات الصناعية الرئيسية، لكن في إشارة إلى إجراء ترامب الأحادي الجانب ضد الصين، قال رئيس رابطة التجارة الخارجية الألمانية، هولجر بينجمان إن "الهدف صحيح، لكن النهج خاطئ".

وقال بينجمان إنه "ليس سرا أن الصين كانت تفعل القليل جدا على مدى سنوات كثيرة لحماية حقوق الملكية الخاصة بالشركات الأجنبية، بل وتنخرط بشكل منهجي في نقل التكنولوجيا الأجنبية بصورة إجبارية"، مضيفا أن المشكلة تحتاج إلى حل من قبل المجتمع الدولي.

ومع ذلك، وفي ظل فائض تجاري في العام الماضي بلغ 244.9 مليارات يورو (300.6 مليارات دولار)، أصبحت ألمانيا هدفاً سهلاً في حملة ترامب لخفض العجز التجاري في بلاده وتعزيز برنامجه الخاص بـ"أميركا أولا". وتجاوزت الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة 111 مليار يورو العام الماضي، وهو ما يفوق بكثير الواردات التي بلغ مجموعها 61 مليار يورو فقط.

وبالفعل، فإن ترامب ومسؤوليه التجاريين يشيرون بأصابع الاتهام إلى برلين -وبشكل منتظم- بسبب إخفاقها في القيام بما يكفي لتحفيز الطلب المحلي وخفض فائضها التجاري الضخم.

ومما يزيد من تعقيد موقف ألمانيا بشأن التجارة أن ترامب ربط مطالبه الخاصة بخفض العجز التجاري الأميركي بما يعتقد هو بأنه إخفاق برلين في تشارك عبء تكاليف التحالف العسكري للناتو بقيادة واشنطن بشكل مناسب.

وبعد سلسلة من التوقعات المتفائلة لأداء الاقتصاد الألماني لعام 2018 أشارت المؤشرات والبيانات الاقتصادية الرئيسية في الآونة الأخيرة إلى النمو وقد فقد الزخم في الأشهر الأولى من العام الحالي، في الوقت الذي ألقت فيه الشكوك المحيطة بالتجارة بثقلها على الصناعة.

وارتفعت طلبيات المصانع الألمانية بنسبة 0.3 في المائة فقط في فبراير/ شباط الماضي، وبالتالي فشلت في تعويض انكماش حاد بنسبة 3.5 في المائة في يناير/ كانون الثاني، وفقا للبيانات الصادرة بنهاية الأسبوع الماضي.​

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميركل تسعى إلى تجنيب ألمانيا خسائر حرب تجارية بين واشنطن والصين ميركل تسعى إلى تجنيب ألمانيا خسائر حرب تجارية بين واشنطن والصين



GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon