توقيت القاهرة المحلي 15:56:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التشاؤم يُسيطر على الشركات بشأن سيناريو "بريكست"

البريطانيون ينتظرون قمة بروكسل وسط حالة من الآلام والمصاعب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - البريطانيون ينتظرون قمة بروكسل وسط حالة من الآلام والمصاعب

مبنى الاتحاد الأوروبي
لندن- مصر اليوم

الشركات البريطانية تغرق في التشاؤم بعد فشل اجتماع مماثل عقد في سالزبورغ النمساوية الشهر الماضي، 

تحبس الشركات البريطانية أنفاسها عشية الاجتماع البريطاني - الأوروبي المتوقع في بروكسل الأسبوع المقبل، وبخاصة في 16 و17 أكتوبر /تشرين الأول الجاري, والاجتماع الذي سيعقد على أعلى مستوى تفاوضي ممكن، سيعيد البحث فيما توصل إليه الطرفان بشأن خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي.

وكانت الشركات البريطانية غرقت في التشاؤم بعد فشل اجتماع مماثل عقد في سالزبورغ النمساوية الشهر الماضي، وتبين بعده أن سيناريو الطلاق الصعب بين الطرفين "ممكن جدًا"، على الرغم من وعي جميع الأطراف بخطورة تداعياته السلبية.

وتقول مصادر القطاع الخاص البريطاني إن الفشل في التوصل إلى اتفاق ما الأسبوع المقبل سيطلق العنان لمخططات بديلة بشكل عشوائي أحيانًا، تحفظ للشركات البريطانية بعض مكاسبها أو تحول من دون تدهور أوضاعها أكثر. وتضيف تلك المصادر: "التوقعات السلبية مستمرة منذ إعلان نتائج استفتاء بريكست في يونيو /حزيران عام 2016, لكننا كنا نتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري يبقي نسبيًا على حرية تبادل السلع والخدمات. أما الآن، وبعد اضمحلال بعض تلك الآمال، فلا نعول إلا على الفترة الانتقالية التي ستلي مارس /آذار2019، أي موعد الانفصال المقبل علينا سريعًا في غضون أقل من 6 أشهر. والفترة الانتقالية المعول عليها تمتد 21 شهرًا

ويشير المتشائمون إلى أن حصول اتفاق ما الأسبوع المقبل لن يكون نهاية الأحزان، لأن ذلك الاتفاق يحتاج إلى إقرار في البرلمان البريطاني، وهذا ما ليس أكيداً حصوله، لأن المحافظين يصعدون اللهجة متوعدين بأنهم سيقفون بالمرصاد لذلك. ما يعني أننا سنكون أمام قفزة في الهواء، وفقًا لتعبير مسؤول في اتحاد الصناعات البريطانية.

ويضيف: نحن الآن في معادلة ترقب, نصفها متفائل بحذر شديد، ونصفها الآخر يبالغ في التشاؤم. لذا ندعو السياسيين إلى براغماتية أكبر حتى لا نقع في المحظور الأسبوع المقبل

ويقول تجار إن الخطر سيكمن في توقف حرية التبادل، وعودة فرض رسوم جمركية مثل 10 في المائة على السيارات و40 في المائة على منتجات زراعية، بالإضافة إلى توقف انسيابية العبور بعدما تقوم نقاط التفتيش والمراقبة الجمركية والأمنية والصحية.

وتعزز تشاؤم البعض منذ الصيف الماضي، عندما طلبت السلطات البريطانية من شركات الأغذية والأدوية التحوط بتكوين مخزون لأشهر عدة يجنب البلاد خطر نقص المواد في حال عدم التوصل إلى اتفاق سريع مع الاتحاد الأوروبي.

ويقول تقرير لاتحاد الصناعات البريطانية إن 180 ألف شركة بريطانية بين صغيرة ومتوسطة الحجم غير حاضرة لإجراءات استيراد وتصدير جديدة، لأنها لم تعرف يومًا ما البيان الجمركي المطلوب منها.

و يؤكّد تقرير آخر صادر عن شركة "ديلويت" أن 79 في المائة من المديرين الماليين في الشركات البريطانية غير متفائلين بمستقبل الأعمال على المديين المتوسط والطويل. وتقول غرفة التجارة البريطانية إن 20 في المائة من الشركات تخطط لنقل جزء - أو أجزاء - من أعمالها وأنشطتها إلى خارج البلاد، بخاصة باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، كما فعلت إحدى شركات السيارات وتفعل البنوك الكبيرة. و40 في المائة من الشركات ألغت أو أجلت تنفيذ خطط استثمارية بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الصعبة بين البريطانيين والأوروبيين».

ويكون في حال عدم الاتفاق، فإن شبح الركود ماثل أمام أعين القطاع الخاص، علمًا أن النمو الاقتصادي الذي يراوح منذ سنة بشأن معدل 1.2 في المائة فقط يبقى ضعيفاً، مقارنة بمستواه الذي كان قبل الاستفتاء في 2016. وهذا ما تؤكده أيضًا دراسة صادرة عن المركز الأوروبي للأعمال أشارت إلى أن الاقتصاد البريطاني الآن أقل بإمكاناته بنسبة 2.5 في المائة مقارنة بحجمه وإمكاناته قبل الاستفتاء.

- قطاع المال

و يسود القلق العاملين في الأنشطة المالية خوفًا من تأكد اتجاه عدم شمول هذا القطاع في أي اتفاق متوقع، وتشير مصادر حي المال اللندني إلى أن معظم الشركات الصغيرة العاملة في الأنشطة المصرفية والتأمينية والوساطة والتداول وإدارة الأصول غير حاضرة لسيناريو الانفصال الصعب، وتراهن هذه الشركات على المرحلة الانتقالية التي ستلي تاريخ مارس 2019 لتعرف مآلها في ممارسة أعمال في دول الاتحاد الأوروبي، علماً أن قواعد العمل الجديدة ستفرض على هذه المؤسسات تحمل كلفة إضافية قد لا يكون باستطاعة بعضها تحملها.

وبدأت المؤسسات المالية والمصرفية الكبيرة، التحضير للسيناريو الصعب عندما اتجهت لنقل بعض أعمالها إلى عواصم مثل فرانكفورت وباريس وبروكسل ودبلن، وهذا ما فعلته بنوك مثل "جي بي مورغان" و"سيتي بنك" و"بنك أوف أميركا" و"دويتشه بنك" وغيرها من المصارف الكبيرة.

وسيؤثر ذلك حتمًا في مكانة لندن مركزًا ماليًا عالميًا، حيث يتوقع فقدان 10 آلاف وظيفة على الأقل، إذ تكفي الإشارة إلى ما أعلنه دويتشه بنك  لجهة نقل 75 في المائة من أصوله المدارة في لندن إلى فرانكفورت، وتلك النسبة يقدر حجمها بمئات المليارات.

- العقار

وكان على صعيد العقار، فالقطاع شبه راكد حاليًا بانتظار نتائج قمة الأسبوع المقبل. فبعد سنوات من الطفرة المتواصلة المحققة لنمو سنوي متوسطه 20 في المائة، يسود الآن بعض الاكتئاب، بحسب وسطاء. ويقول وسيط في لندن: كان القطاع بدأ يتأثر منذ العام 2015 عندما وضعت عليه ضرائب جديدة، وتفاقم الوضع بعد الاستفتاء. وهذه السنة هبطت أسعار العقارات الممتازة في وسط لندن 9 في المائة، وبدأ الهبوط يصل إلى أحياء لندن الكبيرة».

وتوقّع محافظ بنك إنجلترا المركزي البريطاني مارك كارني، هبوطًا بنسبة 35 في المائة إذا لم تتوصل بريطانيا إلى اتفاق مع الأوروبيين. ومنذ ذلك التصريح، يؤكد الوسطاء أن الزبائن يترددون في الشراء وينتظرون.

ويستفحل الركود المرحلي في العقارات الممتازة، وتتسع الفجوة بين الأسعار المعلنة والأسعار التي يقبل بها الزبائن، وذلك بعدما هبط عدد الصفقات بنسبة 25 في المائة هذه السنة، حتى أن شهر أغسطس /آب الماضي شهد ظاهرة لافتة تمثلت في سحب 40 في المائة من العروض من التداول لأن الطلب انعدم عليها. ويتأثر هذا القطاع حالياً بخروج أوروبيين بخاصة من حي المال، وبتريث المستثمرون العالميون في عقد صفقات شراء المنازل الفخمة.

- النقل

و يسود قلق مضاعف أيضًا في قطاع النقل،، والترقب الحذر جدًا يشمل القطاعات الجوية والبحرية ومعبر المانش، بخاصة بعد صدور تقارير توضح كيف سيتأثر الناتج الأوروبي على المدى الطويل بنسبة 0.44 في المائة، مقابل تأثر سلبي بأكثر من 4.2 في المائة للناتج البريطاني جراء عودة الحدود والجمارك والتفتيش.

وفي التقارير أيضاً أن النقل ستزيد كلفته 5 في المائة على الأقل، وأن انتظار الشاحنات على طرفي نفق المانش سيبلغ 27 كيلومتراً من كل جهة، وهذا سينعكس على أسعار السلع لجهة ارتفاعها.

- السيارات

وتوجد قطاعات أخرى ستتأثر مثل السيارات، ما دفع، على سبيل المثال لا الحصر، بشركة جاغوار لاند روفر إلى نقل إنتاج سيارة ديسكفري الشهيرة إلى سلوفاكيا، وقد تحذو حذوها شركات أخرى في حال "الطلاق الصعب" ما سيلغي آلاف الوظائف في بريطانيا، علماً أن الإنتاج في بريطانيا يبلغ سنوياً 1.6 مليون سيارة، منها 80 في المائة مخصصة للتصدير. كما يذكر أن تقريراً يصف حال هذا القطاع أورد الشهر الماضي، أن النصف الأول من العام الحالي شهد هبوط الاستثمارات فيه بنسبة 40 في المائة.

- مواعيد

يذكر أن 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري هو الموعد المضروب من المفاوض الأوروبي ميشال بارنييه لإنهاء المفاوضات، وفي منتصف نوفمبر /تشرين الثاني المقبل، قد تعقد قمة لرؤساء وقادة الدول المعنية لإعلان نهائي بشأن «بريكست»، وفي ديسمبر (كانون الأول) 2018، على البرلمان البريطاني التصويت على الاتفاق إذا حصل ذلك الاتفاق، وفي مارس 2019 تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سواء باتفاق أو من دونه، لتفتح بعد ذلك مرحلة انتقالية تمتد حتى نهاية 2020.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البريطانيون ينتظرون قمة بروكسل وسط حالة من الآلام والمصاعب البريطانيون ينتظرون قمة بروكسل وسط حالة من الآلام والمصاعب



GMT 23:08 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

استئناف تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر لكن بكميات صغيرة

GMT 16:33 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هبوط ورادات مصر من الغاز يقفز بأسعار الغاز الأوروبي

GMT 00:57 2023 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تركيا تهدف لرفع التجارة مع مصر إلى 15 مليار دولار

GMT 19:54 2023 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تقيد استخدام بطاقات الائتمان بالعملات الأجنبية

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon