توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بهدف مقاومة قلة السيولة وإيقاف نزف الأموال

"المركزي " التونسي يعلن الحرب على القروض الاستهلاكية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المركزي  التونسي يعلن الحرب على القروض الاستهلاكية

البنك المركزي التونسي
تونس - مصر اليوم

أثار مشروع قرار البنك المركزي التونسي الذي يقضي بإلزام البنوك التونسية باحترام معيار احترازي للودائع البنكية مقارنة بالقروض، مخاوف في الأوساط المالية التونسية، وحدد ذلك المعيار بنسبة لا تتجاوز 110 في المائة مقارنة بالودائع التي لديها، فيما تجاوزت هذه النسبة لدى بعض البنوك حدود 150 في المائة.

 وانتقد "المركزي" قلة السيولة المالية لدى البنوك، مما أدى إلى اللجوء المكثف إلى موارد البنك المركزي التونسي قصيرة الأجل وجعل البنوك أكثر عرضة إلى مخاطر تحويل الآجال.

وقال "المركزي" إن هذا المعيار الاحترازي سيكون محدودًا في الزمن، ليتم تعويضه لاحقًا بمعيار السيولة على المدى الطويل بالاعتماد على "لجنة بازل"، وهو معيار يأخذ بعين الاعتبار مخاطر السيولة على أساس المدى الزمني، بالإضافة إلى مختلف آجال عناصر الأصول والخصوم.

وشهد مؤشر "توننداكس" للسوق المالية التونسية نهاية الأسبوع الماضي تراجعا بنسبة 2.96 في المائة نتيجة لهذا القرار، وأرجعه خبراء في الاقتصاد والمال إلى لجوء عدد من المستثمرين إلى بيع أسهم البنوك المدرجة في البورصة مخافة تراجع قيمتها في السوق المالية التونسية.

وأشار البنك المركزي في دفاعه عن هذا القرار أن إرساء هذا المعيار يهدف إلى حث البنوك العمومية والخاصة على بذل جهود إضافية لتعبئة ودائع الحرفاء التي تتميز بأنها أكثر استقرارًا وأقل تكلفة، بما يمكن البنوك من تركيز إدارة أكثر فاعلية لمخاطر تحويل الآجال، ودفعها إلى ابتكار منتجات مالية جديدة قادرة على تعبئة موارد مالية إضافية، ولا يعمل في المقابل على التقليص من القروض الممنوحة للاقتصاد التونسي أو التأثير على نسق الاستثمار المحلي والأجنبي.

وقال وليد بن صالح، الخبير المالي التونسي، إن البنك المركزي يعتزم إصدار منشور جديد يفرض على البنوك احترام نسبة القروض مقارنة بنسبة الودائع الجديدة، غير أن أغلب البنوك التونسية تجاوزت بشكل كبير هذه النسبة على حد تقديره , وستكون البنوك "مجبرة على الحد من إسناد قروض جديدة، وتحسين مستوى التغطية وتحصيل الودائع".

وذكر بن صالح أن البنك المركزي التونسي أصدر منذ شهر يونيو / حزيران الماضي، منشورًا يحدد قواعد جديدة لاحتساب نسبة قدرة البنوك التونسية على الإيفاء بالتعهدات، ويأخذ هذا المنشور في الاعتبار ولأول مرة مخاطر السوق (الصرف ونسب الفائدة) كما استبعد عددًا من العناصر في احتساب الأموال الذاتية للبنوك.

 ونص المنشور على معاقبة أي تجاوز للمستويات المحددة، بخاصة  الإسهامات خارج القطاعين البنكي والمالي , وفي حال تطبيق هذا المعيار، سيجد القطاع البنكي نفسه مجبرًا على الحصول على ضمانات أكثر، وسيحصل رجال الأعمال على القروض في حين سيحرم منها أصحاب المشاريع الصغرى والمؤسسات المتوسطة الجديدة بالنظر إلى ارتفاع نسبة الضمانات التي ستطلبها البنوك، والتي عادة لا تتوفر لدى الباعثين الجدد، وهو ما من شأنه أن يحد من الاستثمار وخلق فرص عمل جديدة .

ويتطلب احترام ما جاء في المنشور الجديد زيادة الأموال الذاتية لأغلب البنوك (زيادة رأس المال والحد من توزيع الأرباح وإطلاق الرقاع المشروطة في حال توفر السيولة)، أو الحد من إسناد القروض والتعرض إلى مخاطر السوق، بخاصة  مخاطر الصرف (تمويل التجارة الخارجية).

ويبدو أن هذا المشروع جاء استجابة إلى الزيادة المهولة في شح السيولة والسعي إلى إيقاف نزف الأموال من الأسواق؛ إذ إن قيمة الأموال التي ضخها البنك المركزي إلى البنوك وصلت إلى 16 مليار دينار تونسي (5.7 مليار دولار)، مقارنة بشهر ديسمبر / كانون الأول  2010 حين كانت في حدود مليار دينار تونسي فقط، وبذلك يكون هذا المستوى غير مسبوق، والمفاجئ أن هذا الطلب البنكي المكثف على السيولة من البنك المركزي وجه لإسناد قروض استهلاكية في معظمها.

يمنح البنك المركزي التونسي تسهيلات للبنوك مقابل ضمانات في شكل سندات عمومية (رقاع خزينة قابلة للتنظير، ورقاع خزينة قصيرة الأجل، والقرض الوطني) بالإضافة إلى قروض بنكية موجهة نحو القطاع الخاص , وقد تم منذ نهاية ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، زيادة الحصة الدنيا للسندات العمومية إلى 40 في المائة بعد أن كانت في حدود 10 في المائة من مبالغ إعادة التمويل.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المركزي  التونسي يعلن الحرب على القروض الاستهلاكية المركزي  التونسي يعلن الحرب على القروض الاستهلاكية



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon