c بيلاروسيا تبحث عن بدائل لنفط "حليفتها الاستراتيجية" ولا تستبعد التوجُّه - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 18:14:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على ضوء مخاوفها من تداعيات المناورة الضريبية الروسية على إيرادات موازنتها

بيلاروسيا تبحث عن بدائل لنفط "حليفتها الاستراتيجية" ولا تستبعد التوجُّه نحو الشرق الأوسط وأفريقيا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - بيلاروسيا تبحث عن بدائل لنفط حليفتها الاستراتيجية ولا تستبعد التوجُّه نحو الشرق الأوسط وأفريقيا

موسكو - مصر اليوم

أكدت بيلاروسيا أنها تبحث عن بديل للنفط الروسي، الذي تعتمد عليه بصورة رئيسية حتى الآن، ولم تستبعد التوجه نحو نفط الشرق الأوسط والواردات من أسواق دول الجوار الأعضاء في رابطة الدول المستقلة، وذلك على ضوء مخاوفها من تداعيات «المناورة الضريبية للقطاع النفطي الروسي» على إيرادات الميزانية البيلاروسية، وعدم ثقتها في الوقت ذاته بإمكانية تنفيذ برنامج التكامل مع روسيا في إطار «الدولة الاتحادية»، وشددت على ضرورة العمل لإنجاز الخطوات التكاملية في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وصولا إلى تشكيل الأسواق الموحدة في مجالات عدة وفي مقدمتها الطاقة للدول الأعضاء في الاتحاد، وتوجهت كخطوة أولى نحو كازاخستان، حيث توافقت معها على معايير اتفاقية للتعاون في مجال النفط ومشتقاته، وحذر الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من أن عرقلة روسيا هذا التعاون سيدفع الدول للبحث عن مصالحها خارج أطر الاتحاد الأوراسي.

وقالت سفيتلانا غورينا نائبة رئيس شركة «بيل نفط خيم» الحكومية البيلاروسية للنفط، إن بيلاروسيا تبحث عن بدائل للنفط الروسي، وتدرس إمكانية الحصول عليه عبر موانئ أوكرانيا وجمهوريات البلطيق.

وفي حوار معها نشرته يوم أمس صحيفة «بيلاروسيا سيغودنيا» (أي بيلاروسيا اليوم) أكدت غورينا: «ندرس مسألة واردات النفط البديلة منذ عدة سنوات. وننظر في إمكانية الواردات النفطية من بلدان رابطة الدول المستقلة (الجمهوريات السوفياتية سابقاً) ومن دول الشرق الأوسط وأفريقيا»، موضحة أن النفط من تلك الدول يمكن أن يصل السوق البيلاروسية عبر موانئ أوكرانيا أو جمهوريات البلطيق. وإذ شددت على أن القرار بهذا الصدد سيتم اتخاذه فقط في حال كانت تلك الإمدادات فعالة لجهة الجدوى الاقتصادية، نوهت في الوقت ذاته إلى أنه «مع تنفيذ المناورة الضريبية للقطاع النفطي الروسي، واقتراب سعر النفط الروسي من السعر العالمي، تتزايد جاذبية الإمدادات البديلة».

وتشكل المناورة الضريبية للقطاع النفطي الروسي مصدر خلافات جدية بين البلدين. وكانت الحكومة الروسية اعتمدت في صيف 2018 تلك المناورة، التي تنص على تخفيض رسوم صادرات النفط الروسي الخام من 30 في المائة حتى «الصفر» على عدة مراحل خلال ست سنوات، مقابل رفع ضريبة الإنتاج.

وقال وزير المالية البيلاروسي مكسيم يرمولوفيتش، "إن الميزانية البيلاروسية ستفقد إيرادات تقدر بنحو 800 مليون دولار خلال أول عامين من العمل بالمناورة، ونحو 11 مليار دولار، إلى أن يتم تنفيذ جميع مراحلها، خلال ست سنوات. ذلك أن بيلاروسيا، تحصل بموجب الاتفاقيات الروسية -البيلاروسية، الثنائية وفي إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، على 24 مليون طن نفط سنوياً من روسيا معفاة من الرسوم الجمركية، يقوم الجانب الروسي بتصدير جزء منها إلى الأسواق خارج حدود الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وتحتفظ الخزينة البيلاروسية بحصة قدرها 1.5 مليار دولار من رسوم تصدير تلك الكميات، وكل ما يزيد على ذلك يذهب لصالح الخزينة الروسية".

ومع إلغاء رسوم الصادرات بموجب المناورة الضريبة ستخسر الميزانية البيلاروسية عائدات تصدير النفط الروسي. وفي الوقت ذاته سيؤدي رفع الضريبة على الإنتاج إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية الروسية للسوق البيلاروسية، ذلك أن الحكومة الروسية قدمت تسهيلات داخلية لضبط الأسعار في السوق المحلية، ولا تشمل تلك التدابير صادرات المشتقات النفطية إلى بيلاروسيا.

ومع بدء المرحلة الأولى منها مطلع العام الجاري، أثارت المناورة الضريبية للقطاع النفطي الروسي استياء السلطات البيلاروسية، التي طالبت موسكو بتعويض الخسائر الناجمة عنها. حتى إن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حذر في تصريحات مطلع العام الحالي من أن «روسيا قد تخسر حليفها الوحيد (أي بيلاروسيا) على الجهة الغربية»، إذا فشلت جهود التوصل لاتفاق حول التعويضات المطلوبة، وتحدث حينها عن بدائل للنفط الروسي، وقال: «حددت مهمة وعلينا حلها، وهي إيجاد واردات نفطية بديلة، عبر موانئ البلطيق». وأطلق الجانبان محادثات لتجاوز هذه المشكلة، إلا أنهما لم يتوصلا حتى الآن إلى صيغة تفاهمات نهائية بهذا الصدد.

ومن الاقتراحات التي عرضتها روسيا لتجاوز هذه المشكلة، العمل على تعزيز التكامل في إطار اتفاقية الدولة الاتحادية بين روسيا وبيلاروسيا. وقال سيرغي روماس، رئيس الوزراء البيلاروسي في تصريحات نهاية الأسبوع الفائت، إن موسكو ومينسك تجريان محادثات لتشكيل سوق موحدة للنفط والغاز، بما يتناسب مع الاتفاقية الاتحادية، لكنه وصف هذا الهدف بأنه «طموح للغاية»، وقال إنه سيكون من الصعب جدا تحقيقه، وتشكيل السوق الموحدة في هذا المجال بحلول الأول من يناير (كانون الثاني) عام 2021 وبالتالي يرى ضرورة العمل بنشاط منذ الآن على تشكيل الأسواق الموحدة لكن ضمن إطار تكاملي آخر، هو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وعبر عن قناعته بأن «هذا التوجه هو الوحيد الذي من شأنه ضمان تحقيق النتائج المطلوبة بحلول عام 2025».

وفي الوقت الذي تستمر فيه المحادثات مع روسيا بشأن تنظيم مجمل جوانب العلاقات في المجال الاقتصادي، مع تركيز على الطاقة، يبدو أن بيلاروسيا بدأت تحركها نحو البدائل عن النفط الروسي، والوجهة الأولى النفط الكازاخي. وخلال محادثاته مع نظيره الكازاخي قاسم جورماتوف توكايف في العاصمة الكازاخية نور سلطان نهاية الأسبوع الماضي، قال الرئيس لوكاشينكو إن بيلاروسيا تولي أهمية خاصة بتنويع مصادر الواردات النفطية، وأضاف: «لهذا نحن مهتمون في استيراد النفط الخام من بلدكم (كازاخستان)». وعبر عن قناعته، في تصريحات لصحيفة «خبر» الكازاخية بأن روسيا لن تعارض هذا التعاون، محذرا من أن عرقلة المشروعات بين دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيدفع تلك الدول إلى «البحث عن السعادة في مكان آخر»، في إشارة منه إلى أن هذا سيدفع الدول بعيدا عن الاتحاد. وأكدت وزارة الطاقة الكازاخية التوافق مع الجانب البيلاروسي على معايير اتفاقية التعاون في هذا المجال، وقالت إن توقيع الاتفاقية لن يتم الآن، ويتطلب موافقات داخل مؤسسات كل من البلدين.

قد يهمك ايضاً :

مسئول فى بى.بى يؤكد أن سعر النفط متوازن عند 60 دولارا للبرميل

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيلاروسيا تبحث عن بدائل لنفط حليفتها الاستراتيجية ولا تستبعد التوجُّه نحو الشرق الأوسط وأفريقيا بيلاروسيا تبحث عن بدائل لنفط حليفتها الاستراتيجية ولا تستبعد التوجُّه نحو الشرق الأوسط وأفريقيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon