توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيطاليا تلوِّح بالعودة إلى "اللير" وتحدٍ لأوروبا بالتمسك بهدف العجز

الأسواق المالية الأوروبية تهتزَّ رغم محاولات الطمأنة والسندات السيادية تنزف

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأسواق المالية الأوروبية تهتزَّ رغم محاولات الطمأنة والسندات السيادية تنزف

العملة الأوروبية الموحدة اليورو
روما - مصر اليوم

لوَّح مسؤول إيطالي بالحزب الحاكم، الثلاثاء، مهدداً، بتخلي بلاده عن العملة الأوروبية الموحدة، اليورو، والعودة إلى "اللير"، وهو ما أدى الى إثارة الذعر في الأسواق رغم محاولات الطمأنة التي سعى إليها نائب رئيس الوزراء، وفي الوقت ذاته، تمسكت إيطاليا بموقفها من عجز ميزانيتها على الرغم من ضغوط تمارسها السلطات في بروكسل وشركاء لها في الاتحاد الأوروبي، بينما دعم لويجي دي مايو، نائب رئيس الوزراء، الموقف المتصلب لشريكه في الائتلاف الحاكم.

ووضعت الحكومة، الأسبوع الماضي، هدفاً لعجز الميزانية عند 2.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للأعوام الثلاثة المقبلة، ما أثار قلق الأسواق، وأثار انتقادات ودعوات لإعادة النظر في المسألة من قبل مسؤولين في المفوضية الأوروبية.

ويبلغ هدف العجز ثلاثة أمثال ما حددته الحكومة السابقة. وقال دي مايو، في مقابلة إذاعية: "لن نتراجع عن هدف 2.4 في المائة، يجب أن يكون هذا واضحاً... لن نتراجع قيد أنملة".

وفي حين سيكون العجز الرئيسي البالغ 2.4 في المائة داخل النطاق الذي يضعه الاتحاد الأوروبي عند ثلاثة في المائة، فإن العجز الأساسي أو الهيكلي لإيطاليا بموجب مشروع الميزانية الحالي سيزيد إلى جانب الرقم الرئيسي، وهو ما يتعارض مع قواعد الاتحاد الأوروبي.

 والمفوضية قلقة أيضاً من أن الميزانية ستدفع الدين العام الهائل لإيطاليا للارتفاع، وديون إيطاليا هي ثاني أعلى ديون في الاتحاد الأوروبي بعد اليونان.

وتقول الحكومة إن نسبة الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي ستنخفض بفضل النمو الاقتصادي القوي الذي ستحفزه الميزانية التوسعية.

وفي لوكسمبورغ، قال فالديس دومبروفسكيس نائب رئيس المفوضية الأوروبية المعني باليورو، إنه يأمل في أن تعيد إيطاليا مشروع الميزانية من أجل استيفاء قواعد الاتحاد الأوروبي، وإنه يرحب بإجراء حوار.

وفي تصريحات أخرى، قال دي مايو، الذي يتزعم حركة "5 نجوم" المناهضة للمؤسسات، إنه ما من شك في أن زعيمي فرنسا وألمانيا يرغبان في أن تنهار الحكومة الإيطالية.

ومساء أول من أمس الاثنين، هاجم نائب آخر لرئيس الوزراء وهو ماتيو سالفيني، زعيم حزب "الرابطة" اليميني، رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الذي قال إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون صارماً مع إيطاليا، لتجنب تعريض مشروع اليورو إلى الخطر.

وقال سالفيني، في بيان: "لا أحد في إيطاليا سينخدع بتهديدات يونكر"، مشدداً على أن أولوية الحكومة هي الاستجابة للاحتياجات الأساسية لمواطنيها، وأن انتقاد الميزانية لن يوقفنا.

وتزداد مهمة الحكومة صعوبة بفعل تراجع السندات الإيطالية الذي تسارع أمس، حين قال المشرع الإيطالي المناهض لليورو والمنتمي لحزب "الرابطة" كلاوديو بورجي، رئيس اللجنة الاقتصادية في الحزب الحاكم، إن الوضع الاقتصادي للبلاد سيكون أسهل إذا كانت خارج منطقة اليورو.

وبورجي ليس وزيراً، ولم يشر إلى اعتزام الحكومة الخروج من اليورو، لكن على الرغم من ذلك دفعت تصريحاته لانطلاق عمليات بيع في السندات السيادية لروما، ورفعت العائد على السندات الإيطالية القياسية إلى أعلى مستوى في أربع سنوات ونصف السنة عند 3.4 في المائة، في حين تراجعت أسهم البنوك الإيطالية إلى أدنى مستوى في 19 شهراً.

وتسببت تصريحات بورجي الإذاعية في ارتفاع مؤشر يقيس فرق العائدات بين السندات الإيطالية والألمانية ذات الـ10 أعوام. وقفز المؤشر فوق 300 نقطة أساسية، وهو أعلى مستوى منذ مارس/آذار 2014، مقارنة بـ282 عند الإغلاق الاثنين.

كما بدأ المؤشر الرئيسي لبورصة ميلانو التداول متراجعاً بنسبة 1.5 في المائة. وتراجع مؤشر البنوك الإيطالية، الشديدة الحساسية للضغوط السياسية، بسبب حيازاتها الكبيرة من السندات الحكومية، 2.8 في المائة.

ووصف المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيير موسكوفيتشي، تعليقات النائب بأنها غير لائقة على الإطلاق، وذلك على هامش لقاء وزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ. وقال: نعلم أن الإيطاليين مرتبطون للغاية باليورو. هم يعلمون أنه يحميهم... لذلك دعونا لا نعزز بعض الشائعات حول بعض الأفكار غير الملائمة.

وفي وقت لاحق أكد دي مايو على الموقف الرسمي للحكومة بأنها لا تعتزم الخروج من منطقة اليورو أو الاتحاد الأوروبي. وألقى باللوم على مسؤولين في الاتحاد الأوروبي في إذكاء توترات الأسواق بشأن ميزانية إيطاليا، وقال إن خصوم الحكومة يأملون في استغلال أسواق المال لإضعاف الائتلاف الحاكم.

وقال دي مايو إن تلك المحاولات ستبوء بالفشل، لأن ائتلاف حركة "5 – نجوم" وحزب "الرابطة" اليميني، الذي تولى السلطة في يونيو/حزيران، يقف صفاً واحداً تماماً.

وفي سوق العملات، تراجع اليورو صوب أدنى مستوى في خمسة أسابيع، أمس، بعد حديث بورجي، الذي قال إن معظم مشكلات البلاد ستُحل إذا تخلت عن اليورو لصالح عملتها الخاصة.

والأسواق شديدة الحساسية للتطورات السياسية الإيطالية، بعد أن اقترحت الأحزاب الحاكمة ميزانية تتضمن عجزاً مستهدفاً يفوق المتوقع، لتتفاقم التوترات مع سائر زعماء منطقة اليورو، ويثار قلق المستثمرين الراغبين في أن تضع روما ديونها الكبيرة تحت السيطرة.

وانخفض اليورو 0.5 في المائة إلى 1.1525 دولار، وهو أضعف مستوياته تقريباً منذ 21 أغسطس/آب الماضي. وتراجع اليورو مقابل الفرنك السويسري، الذي عادة ما يشتريه المستثمرون كملاذ آمن في أوقات تقلبات السوق، وزاد الفرنك 0.4 في المائة ليبلغ 1.1347 فرنك لليورو.

وواصل الدولار مكاسبه مع انحسار الإقبال على المخاطرة، بعد أن تلقى الدعم من اتفاق تجاري أميركي كندي سيحل محل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية. وزاد مؤشر الدولار 0.3 في المائة إلى 95.542 ليسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسواق المالية الأوروبية تهتزَّ رغم محاولات الطمأنة والسندات السيادية تنزف الأسواق المالية الأوروبية تهتزَّ رغم محاولات الطمأنة والسندات السيادية تنزف



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon