أكّد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة أن العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر والكويت تمثّل أساسًا راسخًا للعلاقات القائمة على الإخوة والصداقة ورعاية المصالح المشتركة في المجالات و الأصعدة كافة ، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الكويتية شهدت نموًا كبيرًا على مدار التاريخ بخاصةً في ظل حرص القيادة السياسية في البلدين على التنسيق والتشاور الأمر الذي انعكس بصورة إيجابية على العلاقات الاقتصادية وتطور التبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين.
وقال الوزير إن السنوات الخمس الماضية قد شهدت تبادل لزيارات رسمية رفيعة المستوى بين القيادات السياسية بالبلدين، توجت بزيارات رئاسية وأميرية، مشيرًا إلى أن تلك الزيارات لعبت دورًا محوريًا في تعزيز مستوى العلاقات المشتركة بين مصر والكويت والانتقال بها إلى آفاق أرحب.
جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها الوزير خلال فعاليات ملتقى التعاون المصري الكويتي المنعقد صباح الأربعاء في دولة الكويت تحت عنوان "شركاء أشقاء" برعاية وحضور الشيخ جابر مبارك الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي و خالد الروضان، وزير التجارة والصناعة في دولة الكويت.
وشارك في فعاليات الملتقى سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب المصري، والمهندس طارق توفيق، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية ورئيس الغرفة التجارية الأمريكية، والدكتور محسن عادل، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار، والسفير طارق القوني، سفير مصر لدى الكويت و معتز الألفي رئيس الجانب المصري بمجلس التعاون المصري الكويتي، و محمد جاسم الصقر، رئيس الجانب الكويتي بمجلس التعاون المصري الكويتي، بالإضافة إلى عدد كبير من مسؤولي حكومتي البلدين ومجموعة من رجال الأعمال والإعلاميين المصريين والكويتيين إلى جانب أعضاء مجلس التعاون المصري الكويتي.
وأشار نصار إلى أن انعقاد هذا الملتقى يأتي في إطار حرص الحكومة المصرية على خلق مناخ من التواصل الدائم مع الكويت الشقيقة بما يحقق مزيد من التطور في الشراكة بين البلدين على المستويات كافة وبخاصة العلاقات التجارية والاستثمارية.
و لفت الوزير إلى أن دولة الكويت تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر حيث تعد ثالث أكبر شريك تجاري لمصر في العالم العربي بعد الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 1.74 مليار دولار خلال العاام 2017 منها نحو 363 مليون دولار سلع غير بترولية.
وأضاف نصار أن الكويت تأتي في المرتبة الرابعة في قائمة أكبر الدول المستثمرة في مصر بمشاريع استثمارية مشتركة يبلغ عددها 1227 بمساهمة كويتية قيمتها 3,7 مليار دولار حيث تتركز تلك الاستثمارات في مجالات السياحة، والصناعة، والتمويل، والعقارات والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والاستثمار الزراعي، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام لا ترقى لمستوى العلاقات المشتركة بين البلدين حيث تتطلع مصر لتعميق هذه العلاقات وزيادة مساهمة القطاع الخاص والشركات في البلدين وذلك تحت مظلة وتشجيع الحكومتين المصرية والكويتية.
وتابع الوزير أن ملتقى التعاون المصري الكويتي يمثل فرصة كبيرة وجادة لإتاحة الحوار المتبادل بين هذا الجمع الرفيع من المسؤولين الحكوميين، والمستثمرين، وأصحاب الأعمال، وقيادات الشركات، والمفكرين، والمثقفين، والإعلاميين من البلدين الشقيقين، كما يبعث برسالة مفادها أن أساس الشراكة الاقتصادية يقوم على الدور الفعال لمجتمع الاعمال، مشيرًا إلى أهمية دور الملتقى في إقامة حوار مثمر وبناء بين الطرفين والمساهمة في زيادة حركة التجارة والاستثمار بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وأشار نصار إلى أن الملتقى يكتسب أهمية كبيرة حيث تناقش جلساته الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك ومحاور ونتائج الجهود التي بذلتها الحكومة المصرية لتطوير الأداء الاقتصادي وتطوير الهياكل الإنتاجية في مصر من خلال الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية والمالية، بهدف توفير مناخ سليم سواء للتجارة الدولية أو للاستثمار، لافتًا إلى أن الحكومة تطمح لأن تكون لهذه المحاولات الجادة تأثيرا إيجابيًا ومحفزًا للشركات الكويتية لضخ المزيد من الاستثمارات في مصر، وخلق تعاون صناعي وتجارى أقوي يسهم في زيادة التبادل التجاري بين البلدين.
وحث الوزير رجال الأعمال والشركات المصرية والكويتية على تحقيق أقصى استفادة من عمق العلاقات بين الدولتين والتحرك بفاعلية وديناميكية خلال الفترة القادمة، لافتًا إلى ضرورة تجاوز مرحلة العلاقات الثنائية والبدء في العمل المشترك للنفاذ للأسواق الخارجية وخاصةً أسواق قارة أفريقيا.
ونوّه نصار أن الفترة الحالية تشهد العديد من التحديات الاقتصادية والتجارية على المستوى الدولي وهو الأمر الذي يدعو مصر إلى التكاتف والترابط مع الأشقاء الكويتيين في عصر شديد المنافسة يتطلب مزيد من التخطيط والجهد والعمل المشترك، لافتًا إلى ضرورة التوصل إلى آليات فعالة وحاسمة تسهم في إزالة التحديات التي تواجهها كل من مصر والكويت، وكذا العمل على طرح مبادرات تستهدف تحقيق مزيد من التقدم في العلاقات المصرية الكويتية في مجالات التعاون المشترك.
و تم على هامش الملتقى افتتاح معرض لاستعراض أبرز مجالات عمل ونشاطات الشركات الراعية للملتقى والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة ذات الصلة، بالإضافة إلى عرض أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين.
أرسل تعليقك