تفتتح الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، وطارق قابيل وزير التجارة والصناعة، الثلاثاء توسّعات مصنع شركة "مارس" العالمية في المنطقة الصناعية الثالثة بـ6 أكتوبر، والمقام بتكلفة 750 مليون جنيه ويعمل به نحو 1600 عامل.
وتستهدف شركة "مارس" التصدير سنويا بنحو 100 مليون دولار، وذلك في إطار خطة الشركة الطموحة لتحويل مصر إلى قطب صناعي وتصديري في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويستعد عدد من الشركات العاملة في صناعة الشيكولاتة لضخ استثمارات جديدة في السوق خلال الفترة المقبلة، مع انتعاش الاقتصاد إثر الأزمات التي تعرض لها خلال العامين الماضيين، وأثرت على معظم الأسواق بما فيها سوق الشيكولاتة في مصر، علما بأن إنتاج الشيكولاتة يتراجع في العامين الماضيين بمعدلات تراوحت بين 10 و50% لدى الكثير من المنتجين، وتتوقع السوق انتعاش الصادرات خلال الفترة المقبلة كما انتعشت البدائل المحلية التي حاولت الاستفادة من ارتفاع أسعار الماركات المستوردة، وحاليا تسيطر شركتان على نحو 72% من المبيعات في السوق وهما "كادبوري" و"مارس".
وتحاول مصانع الشيكولاتة التغلب على الصعوبات التي تواجهها خلال الفترة الأخيرة من خلال خطط لزيادة الصادرات والحفاظ على حصتها في السوق المحلي رغم تراجع القوى الشرائية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وتركت اﻹصلاحات الحادة التي قامت بها الحكومة على مدار العام ونصف العام الماضي من تطبيق ضريبة القيمة المضافة وتحرير قيمة الجنيه آثارها على مستهلكي هذه السلعة التي تعد بالنسبة إليهم غير أساسية، وهو ما انعكس في صورة تراجع في المبيعات اشتكى منه غالبية المنتجين.
ويتسابق المنتجون المحليون حاليا في التوسع في الأسواق الخارجية لتعويض تضرر الاستهلاك المحلي، بينما تركز العلامات المستوردة على الشريحة مرتفعة الدخل، والتي لم يتأثر نمط معيشتها جراء عمليات اﻹصلاح.
وقال محمد فوزي مدير العلاقات الخارجية، في شركة "مارس إيجيبت" لصناعة الشيكولاتة، إن حجم إنتاج مصر من الشيكولاتة انخفض بنسبة تقريبا، كما تراجعت القوى الشرائية بنسبة 30%.
وأضاف أن انخفاض الطاقات الإنتاجية للمصانع يرجع إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة ورفع الفائدة على الإقراض ما نتج عنه زيادة أسعار بيع الشيكولاتة بنسب وصلت %92.
وتابع فوزي: "بعض الشركات لم تستفد من تعويم الجنيه في زيادة صادراتها لارتفاع تكاليف الإنتاج والوقت الطويل الذي تستغرقه هيئة الرقابة على الصادرات والواردات في فحص الخامات المستوردة، مقارنة ببعض الدول العربية التي تستغرق نحو 3 أيام بحد أقصى"، حسب ما نشر في جريدة البورصة.
وحاولت بعض الشركات التركيز على الشرائح مرتفعة الدخل أو مخاطبة "الولاء القديم للعملاء" للنجاة من مطبات اﻷسعار التي تضاعفت تقريبا خلال العامين الماضيين.
وقال محمد شاهين المدير التنفيذي لقطاع الحلويات والشيكولاتة بشركة "نستله شمال أفريقيا"، إن شيكولاتة "كيت كات" التي تنتجها الشركة لم تتأثر كثيرا بارتفاع الأسعار لمحافظتها على الجودة دون تغيير، وأضاف أن منتجات الشركة لها جمهورها من المستهلكين أصحاب الدخل المرتفع الذين لم يتأثروا كثيرا بارتفاع الأسعار بعد تحرير سعر الصرف.
وتمتلك شركة "نستله" مصنعا في مصر بمدينة العاشر من رمضان وينتج لبن البودرة الذي يحمل العلامة التجارية "نيدو" وحبيبات الشيكولاتة "نسكويك" و"الكاكاو" وشيكولاتة "كيت كات" ومياها معدنية ونسكافيه، لكن الشركات التي لا تزال تستهدف شرائح الدخل اﻷدنى اتبعت استراتيجيات أخرى ﻹنقاذ مبيعاتها، من بينها التمرير المتدرج للزيادة في التكاليف إلى المستهلكين، لكنها تعرضت ﻷضرار بالرغم من ذلك.
وقال مروان الشناوي المدير المالي للشركة الشرقية لصناعة الحلويات والشيكولاتة "كوفرتينا"، إن تعويم الجنيه أدى إلى رفع أسعار مدخلات الإنتاج والأجور ما أسهم في انخفاض الطاقة الإنتاجية للشركة بنحو 30% لتصل 100 طن يوميا مقابل 150 طن قبل التعويم.
أضاف أن الشركة لم ترفع أسعار بيع منتجاتها في السوق المحلية للحفاظ على حصتها السوقية والاستمرار في المنافسة.
وأوضح الشناوي أن القوى الشرائية لمستهلكي الشيكولاتة انخفضت بنسبة 30% نظرا لتحول المستهلكين إلى سد احتياجاتهم الأساسية.
وتأسست شركة "كوفرتينا" عام 1963 ويصل رأسمالها حاليا إلى 50 مليون جنيه وتصدر 50% من حجم إنتاجها لأكثر من 45 دولة منها إثيوبيا وأوغندا السنغال ومالاوي وغانا والكاميرون والكونغو وقطر والبحرين والإمارات والجزائر، ورومانيا وكندا وكوريا، ويقول الشناوى إن التعويم لم يسهم في زيادة صادرات الشركة رغم انخفاض قيمة الجنيه بسبب الجودة والمواصفات المطلوبة في الخارج.
وقال مكرم هاشم مدير مبيعات شركة "سويزا" للشيكولاتة والحلويات إحدى شركات مجموعة زهران، إن حجم إنتاج الشركة انخفض بنسبة 50% بعد تعويم الجنيه لارتفاع تكاليف الإنتاج ليصل إلى 40 ألف طن في 2017 مقابل 80 ألف طن خلال 2016.
أضاف أن الشركة استطاعت تمرير تكاليف الإنتاج لسعر المنتج النهائي لتحقق مبيعات بقيمة 12 مليون جنيه العام الماضي مقابل 11 مليون جنيه في العام 2016.
وتستهدف الشركة رفع مبيعاتها بنسبة 10% خلال العام الجاري وتخطط للعودة إلى العمل بكامل طاقتها الإنتاجية.
أوضح هاشم أن الشركة تورد كامل إنتاجها للفنادق لقربها من مدينة الإسكندرية وأدت حالة الركود التي أصابت القطاع السياحي لتراجع حصة الفنادق من منتجات الشركة.
وقال أحمد الفندي، رئيس مجلس إدارة شركة "سيما" للتصنيع الغذائي، إن حجم إنتاج الشركة انخفض بنحو 30% لارتفاع التكاليف بنسبة %60، وأضاف أن القوى الشرائية تراجعت بمعدل النصف تقريبا خلال العام الماضي للمنتجات المحلية، بينما لم تتأثر الشيكولاتة المستوردة لاستهدافها الشرائح مرتفعة الدخل.
وقال محمد مجدي، مدير التسويق في شركة الإسكندرية للحلويات والشيكولاتة "كورونا"، إن الشركة رفعت أسعار منتجاتها 5% بنهاية عام 2016 وفي عام 2017 رفعتها بنسبة 10% وفي مطلع العام الجاري رفعت أسعارها 5% مجددا.
وأوضح أن حجم مبيعات الشركة انخفض بنسبة 20% خلال العام الماضي، وتستهدف "كورونا" العودة للتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية بعد انقطاع دام 8 أعوام لتعويض تراجع مبيعات السوق المحلية.
أوضح مجدي أن الشركة أرسلت شحنات لدول السعودية والإمارات وكندا وغنييا وأوغندا وأميركا وألمانيا والسودان.
ويوجد عدد من الشركات العالمية اﻷخرى في السوق المصرية ومنها "كادبري" التي تمتلك "موندليز مصر فودز" في مصنعين بالعاشر من رمضان لإنتاج الشيكولاتة ومصنع ثالث في الإسكندرية لإنتاج اللبان وتصّدر منتجاتها إلى 35 دولة من بينها دول شمال أفريقيا والهند والصين ونيوزيلاندا وسنغافورة وأميركا الجنوبية والشمالية وتخصص 50% من الإنتاج للسوق المحلية.
وبلغت مبيعات الشركة في السوق المصرية نحو 1.4 مليارات جنيه خلال عام 2016 وتستحوذ "موندليز" على حصة سوقية تصل 40% من مبيعات الشيكولاتة في مصر.
افتتحت شركة "Bow&Ark" لصناعة الشيكولاتة والحلويات مول "هاوس أوف كوكوا" كأول مول متخصص ببيع الشيكولاتة في السوق المصرية، في محاولة لتسهيل مهمة البحث عن أنواع الشيكولاتة المختلفة.
ويقع "هاوس أوف كوكوا" بمنطقة الداون تاون في القاهرة الجديدة ويضم أنواعا مختلفة من الشيكولاتة التي تنتجها الشركة المالكة للمول والأخرى المستوردة.
وقالت آيتن حليم مدير التسويق بشركة "Bow&Ark" إن حجم إنتاج الشركة تأثر بعد قرار تحرير سعر صرف الجنيه وما نتج عنه من تضخم في أسعار السلع لكن المبيعات لم تنخفض.
أضافت أن الشركة تستورد الشيكولاتة الخام من بلجيكا وتصنعها محليا في مصنع الشركة بالمنطقة الصناعية بـ"أبورواش"، وتتم إضافة أطعمة جديدة لم تصنع من قبل في مصر.
وتبدأ أسعار ألواح الشيكولاتة من 20 جنيها إلى 50 جنيها بينما يزيد السعر عند الشراء بالكيلوغرام.
وتابعت حليم: "الشركة تستهدف شريحة الدخل المرتفع وتم افتتاح المول في منطقة مميزة بالقاهرة الجديدة، لذا فإن المبيعات لم تتأثر بالتغيرات الاقتصادية الأخيرة".
ويبيع "هاوس أوف كوكوا" ماركات مختلفة للشيكولاتة منها "Prestat"، الاسم البريطاني الشهير وأنواعا سويسرية أخرى مثل "Lindt" و"Milka" وبعض الماركات الألمانية "Heilemann" و"Ritter" والماركة البريطانية "Fudges" و"Gnaw".
وقالت حليم إن الشركة تمتلك فروعا في مناطق المعادي والكوربة بمصر الجديدة وفرع بمستشفى السعودي الألماني، وتستهدف فتح فرعين جديدين في منطقة التجمع الأول في القاهرة الجديدة و"مول مصر" في مدينة 6 أكتوبر خلال العام الجاري.
وأضافت: "برغم تغيير الأسعار خاصة بعد تعويم الجنيه لم ترفع الشركة أسعار البيع لأن الهدف الأساسي توفير ماركات مميزة من الشيكولاتة وليس الربح".
وأوضحت أن أبرز التحديات التي تواجه الشركة في الفترة الحالية، ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة، والتي لا يمكن توفيرها من السوق المحلية.
وتأسّست "Bow&Ark" العام 2012 وهي شركة مساهمة مصرية يعمل بها 50 عاملا تقريبا وتتوقع حليم زيادة عدد العاملين بعد التوسّعات الجديدة.
أرسل تعليقك