أعلن المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، أن القاهرة ستستضيف منتصف شهر أبريل/نيسان المقبل الدورة الثانية عشر للجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، برئاسة وزيرا التجارة في البلدين، حيث من المقرر أن تبحث اللجنة تعزيز سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الصناعة والتجارة، والصحة، والسياحة، والتعليم، وتكنولوجيا المعلومات، والجمارك، والبحث والتنقيب، والزراعة، والنقل، والطاقة، والاستثمار.
وقال نصار إن بعثة أعمال روسية ستزور مصر خلال شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل للمشاركة في معرض Inter Africa الذي تستضيفه مصر في إطار ترأسها للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، كما ستعقد البعثة الروسية لقاءات مع كبار المسؤولين في الحكومة والقطاع الخاص لبحث فرص الاستثمار في المنطقة الصناعية الروسية المقرر اقامتها في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الموسعة التي عقدها الوزير مع دينيس مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسي خلال زيارته الجارية إلى موسكو للتوقيع على وثيقة الإطار العام للمفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة مع دول الاتحاد الأوراسي، حيث استعرضت الجلسة سبل تعزيز وزيادة مجالات التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا الاتحادية خلال المرحلة المقبلة، ووضع آليات وأطر زمنية لمختلف المشاريع ومجالات التعاون القائمة بين البلدين، وشارك في الجلسة إيهاب نصر، سفير مصر في روسيا والوزير مفوض تجاري ناصر حامد رئيس المكتب التجاري المصري في موسكو.
وأشار نصار إلى أن المباحثات تناولت أهمية تفعيل دور اللجنة المصرية الروسية المشتركة والبناء على نتائج الدورة الحادية عشر للجنة المصرية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني والتي انعقدت فعالياتها خلال شهر مايو/أيار الماضي في العاصمة الروسية موسكو، مقترحًا في هذا الصدد تشكيل مجموعة عمل متخصصة من الجانبين المصري والروسي من القطاعات المعنية كافة لعقد اجتماع دوري ربع سنوي أو نصف سنوي لمتابعة تنفيذ ما ورد في بروتوكول اللجنة.
ولفت الوزير إلى أن المنطقة الصناعية الروسية في مصر تصدرت مباحثاته مع وزير الصناعة والتجارة الروسى حيث أكد الجانبان حرصهما على اتخاذ الاجراءات اللازمة كافة لبدء إنشاء المنطقة ودعوة الشركات الروسية للاستثمار في هذه المنطقة، مشيرًا إلى أن شركتين من كبريات الشركات الروسية قد أعربتا عن رغبتهما في إقامة مشاريع في المنطقة في مجالات حديد التسليح والاسلاك والواح الطاقة الشمسية ومحطات الكهرباء الهجين.
وفي هذا الإطار دعا نصار الشركات الروسية لضخ استثماراتها في السوق المصرى ليس فقط لتلبية احتياجات السوق المحلي وإنما للتصدير إلى أفريقيا خاصة وأن مصر تمثل بوابة رئيسية لنفاذ السلع والمنتجات إلى مختلف أسواق دول القارة السمراء، كما نوه الوزير إلى إمكانية إقامة شراكة مصرية روسية في مجال التعدين، من خلال الاستثمار في منطقة المثلث الذهبي والذي يعد أحد أهم مناطق الاستثمار الواعدة في مجال التعدين على المستوى الإقليمي والدولي
كما اشار وزير التجارة والصناعة خلال المباحثات الى اهمية اسراع وتيرة تنفيذ مشروع توريد وتصنيع 1300 عربة قطار روسى الى مصر، فضلاً عن دعوة شركات السيارات الروسية للتواجد في السوق المصرى والاستفادة من حزم الحوافز الاستثمارية المقدمة لهذا القطاع الحيوى
وحول توقيع وثيقة الاطار العام لمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاوراسى اكد نصار حرص مصر على إنجاح فعاليات الجولة الاولى من المفاوضات المقرر عقدها منتصف شهر يناير المقبل بالقاهرة، لافتاً إلى أن وثيقة الإطار العام لمفاوضات الاتفاق ستلعب دورًا محوريًا في دفع المفاوضات بما يسهم في إيجاد أرضية مشتركة للتوافق بين الطرفين وبما يصب في صالح مصر ودول الاتحاد على حدٍ سواء.
كما شدد الوزير على ضرورة تفعيل مجلس الأعمال المصري الروسي المشترك بما يسهم في تنمية التجارة والاستثمارات المشتركة بين مصر وروسيا، لافتًا إلى أن وزارة التجارة والصناعة تتطلع لأن تسهم إعادة تشكيل الجانب المصري في المجلس برئاسة جديدة وضم بعض الأعضاء الجدد في تفعيل دور المجلس، فضلًا عن تعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين.
وفيما يتعلق بمعدلات التجارة البينية، أشار الوزير إلى ضرورة إصلاح الخلل في الميزان التجاري بين البلدين والذي يميل بشكل كبير لصالح روسيا حيث بلغت الصادرات المصرية إلى روسيا الاتحادية خلال عام 2017 حوالي 504,6 مليون دولار مقارنة بحوالي 374 مليون دولار خلال عام 2016، بمعدل زيادة بلغ 34,8%، بينما بلغت الواردات المصرية من روسيا الاتحادية خلال عام 2017 حوالي 6 مليار و217 مليون دولار مقارنة بـ 3 مليار و784 مليون دولار في عام 2016 بنسبة زيادة بلغت 64.3%.
ومن ناحية اخرى اعلن الوزير ان القاهرة ستستضيف خلال شهر أكتوبر من العام المقبل أكبر معرض صناعي دولي تنظمه شركة روسية تحت عنوان"Big Industrial Week Arabia" وذلك تحت رعاية وزارة الصناعة والتجارة الروسية بمشاركة 100 شركة من كبريات الشركات العالمية من روسيا وألمانيا، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية، والصين، واليابان لعرض أحدث منتجاتها وابتكاراتها الصناعية الأمر الذي يسهم في إعطاء قوة دفع للتعاون الصناعى والتكنولوجى بين مصر وروسيا خلال المرحلة المقبلة، خاصةً في ظل حالة الزخم السياسى الذي تشهده العلاقات بين البلدين في الفترة الجارية.
واشار نصار إلى قيام ممثلي الشركة المنظمة للمعرض بزيارة مصر خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حيث تم عقد سلسلة من الاجتماعات مع مختلف الجهات المعنية ومنها وزارات والتجارة والصناعة، والنقل، والكهرباء، والاتحاد العام للغرف التجارية، واتحاد الصناعات المصرية للإعداد للمعرض الذي سيقام على مساحة 10 آلاف متر مربع ومن المتوقع أن يستقبل حوالي 20 ألف زائر من مختلف العاملين في القطاع الصناعي في العالم، لافتًا إلى أن المعرض سيضم قطاعات الصناعات الهندسية، والخدمات الالكترونية، وأنظمة وتكنولوجيا الطاقة، ومعدات وآلات البناء، والطاقة النووية، وتشكيل المعادن، والنقل، والتعدين.
ومن جانبه أكد دينيس مانتروف، وزير الصناعة والتجارة الروسي، عمق وإستراتيجية العلاقات المصرية الروسية والتي تتسم بتوافق الرؤى والتعاون المشترك على الأصعدة كافة خاصة على الصعيدين السياسي والإقتصادي، لافتًا إلى أن توقيع اتفاق إنشاء وإدارة وتشغيل المنطقة الصناعية الروسية في مصر، وبدء مفاوضات إبرام اتفاق التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاوراسي يمثلان ركيزتين أساسيتين في طريق تعزيز وتعميق مجالات التعاون الإقتصادى بين البلدين خلال المرحلة المقبلة والإنتقال بها حوالي آفاق أرحب، مؤكدًا دعم روسيا الكامل لبدء المفاوضات ودخول الاتفاق حيز النفاذ.
وأشار إلى أن اختيار مصر لإقامة معرض صناعي دولي تشارك فيه كبريات الشركات الصناعية الروسية يعكس رغبة الشركات الروسية في التعاون مع نظيراتها المصرية في نقل الخبرات والتكنولوجيا في المجالات التي تتميز فيها الصناعات الروسية بشكل كبير وخاصة في مجالات النقل، والحديد والصلب، والطيران المدني، والبترول والغاز والبيتروكيماويات، وتكنولوجيا المعلومات، وإنشاء الصوامع ومستودعات التخزين.
أرسل تعليقك