القاهرة - سهام أبوزينة
كشفت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، عن عددًا من التحديات، التي تواجه الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية منها، ضعف البنية التحتية الداعمة لقيام مثل هذا النوع من الاقتصاد، وانعدام ثقة الجماهير في إجراء المعاملات الالكترونية، وارتفاع تكلفة استخدام الانترنت في الكثير من الدول النامية مقارنة بمتوسط دخول أفراد تلك الدول، ومن هنا جاءت أهمية توقيع اتفاقية تعاون في مجالات دعم الاقتصاد الرقمي في الدول العربية بين جامعة القاهرة وجامعة الدول العربية.
وأضافت أن الاتفاقية تهدف إلي تحسين مستوى المعرفة بالاقتصاد الرقمي وأهميته في العالم العربي، والمشاركة في إعداد الدراسات والتقارير وعقد ورش العمل المتعلقة بمجالات الاقتصاد الرقمي والتعاون مع الحكومات العربية لتطوير ومواءمة التشريعات والقوانين الرامية لتسهيل تفعيل آليات ونظم الاقتصاد الرقمي الحديثة، هذا بالإضافة إلي توعية المستثمرين لاعتماد المرافق والبني التحتية الكافية لضمان ممارسة آليات وتطبيقات الاقتصاد الرقمي، والاستفادة من أفضل الممارسات والأطر القانونية والتشريعية والتجارب الدولية، وأخيرا الوصول إلي الهدف الأسمى وهو وضع رؤية إستراتيجية شاملة للاقتصاد الرقمي في الدول العربية.
وأكدت السعيد ، أن العالم يشهد تطورات سريعة في تكنولوجيا المعلومات وظهور نوع جديد من الاقتصاد يعرف بالاقتصاد الرقمي، والذي يعني التفاعل والتكامل والتنسيق المستمر بين تكنولوجيا المعلومات والاتصال من جهة، وبين الاقتصاد القومي والقطاعي والدولي من جهة أخرى بما يحقق الشفافية والفورية لجميع المؤشرات الاقتصادية المساندة لجميع القرارات الاقتصادية والتجارية والمالية في الدولة.
وأضافت الوزيرة أن الاقتصاد الرقمي يعتمد على نشر ما يسمي اقتصاد المعرفة، وبالتالي يحقق مجموعة من المزايا من أبرزها تحويل وتغيير أنماط الأداء الاقتصادي في المال والأعمال والتجارة والاستثمار من الشكل التقليدي إلي الشكل الفوري، بالإضافة إلي زيادة اندماج اقتصاد الدولة في الاقتصاد العالمي وزيادة فرص التجارة العالمية والوصول إلى الأسواق العالمية والقطاعات السوقية، التي كان من الصعب الوصول إليها في الماضي.
وشهدت السعيد، في مقر جامعة القاهرة، مراسم توقيع اتفاقية تعاون في مجالات دعم الاقتصاد الرقمي في الدول العربية بين مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية بشأن التحول الرقمي وبحضور كل من السفير محمد محمد الربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
واستعرضت الدكتورة هالة السعيد، تطور عمل وزارة التخطيط في مجال التحول الرقمي، وذلك في إطار خطة الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، وفى إطار إستراتيجية التنمية المستدامة، رؤية مصر 2030 وبخاصة المحور الرابع منها وهو محور الشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية، مشيرة إلي أن الوزارة قامت بوضع تصور متكامل لخريطة الخدمات الحكومية بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى وعلي رأسهم المجلس الأعلى للمجتمع الرقمي، وهيئة الرقابة الإدارية، والمجلس القومي للمدفوعات، حيث إن التحول الرقمي يؤدى إلي العديد من المزايا في مجال الشمول المالي مما ينعكس بقدر كبير من الإيجاب علي الاقتصاد وفي هذا جهود كبيرة يقوم بها المجلس القومي للمدفوعات، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق الكامل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجال التحول الرقمي، حيث توفر وزارة الاتصالات البنية الأساسية اللازمة لذلك، مضيفة أن وزارة التخطيط عملت علي مجموعة من العناصر الأساسية للتحول الرقمي منها العمل علي المحول الرقمي القومي "G2G"، والذي يهدف إلي تفعيل وتيسير الاتصال بين الجهات الحكومية المختلفة بشكل مؤمن عن طريق وحدة اتصال مركزية مغلقة" "E-bus لربط كافة الجهات الحكومية، وذلك لتفعيل أسس تكامل البيانات بين الجهات الحكومية، حيث تم ربط وإتاحة تبادل البيانات بين 21 جهة حكومية.
وأضافت أن الوزارة قامت كذلك في سبيل التحول الرقمي بتفعيل منصة تقديم الخدمات الحكومية والتي يطلق عليها بوابة الحكومة المصرية" www.egypt.gov.eg "، والتي تتضمن 75 خدمة، وسيتم إطلاق الإصدار الرابع في ديسمبر/كانون الأول 2018، والتي تم تصميمها لتفعيل قبول بطاقات الدفع الإلكتروني للخدمات المتاحة عليها، بالإضافة إلى إطلاق منصة تقديم خدمات المحمول "تطبيق خدمات مصر" ويتوافر به حاليا نحو ثلاثين خدمة، فضلًا عن التوسع في تطوير منافذ تقديم الخدمات الحكومية في المراكز التكنولوجية لخدمة المواطنين في المحافظات، والتي بلغ عددها نحو 200 مركز حاليًا و90 مكتب سجل تجاري ونحو 4571 مكتب صحة، بالإضافة إلي نشر نقاط الدفع والتحصيل الإلكتروني.
و تعمل الوزارة على منصة البنية المعلوماتية المكانية، والتي تتضمن خريطة الأساس والتصوير الجوي والتصوير الفضائي لجميع أنحاء الجمهورية بالتعاون مع إدارة المساحة العسكرية وربطها بمنصة البنية المعلوماتية لدى هيئة الرقابة الإدارية، وكذلك تطوير منظومة إدارة خدمات المواطنين التي تشمل مراقبة كاملة لمنافذ تقديم الخدمات بالتكامل مع منصة تبادل الخدمات الحكومية ومنصة البنية المعلوماتية.
و أعربت السعيد عن تطلعها إلي أن تفضي اتفاقية التعاون في مجالات دعم الاقتصاد الرقمي إلي صياغة رؤية إستراتيجية شاملة للاقتصاد الرقمي في الدول العربية وإلى المزيد من التعاون المثمر في جميع المجالات من أجل تحسين جودة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطن.
أرسل تعليقك