توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ردًا على تصعيد حرب الرسوم المريرة بين أكبر اقتصادين في العالم

دونالد ترامب يصف الصين بأنها تتلاعب باليوان مقابل الدولار لتحقيق مكاسب كبيرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - دونالد ترامب يصف الصين بأنها تتلاعب باليوان مقابل الدولار لتحقيق مكاسب كبيرة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واشنطن - مصر اليوم

قال مسؤولون سابقون وحاليون من الولايات المتحدة و«مجموعة السبع» إن الصين من غير المرجَّح أن تواجه عواقب وخيمة من قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصفها بأنها متلاعبة بالعملة، بالنظر إلى النقص الواضح في دعم «مجموعة السبع» وصندوق النقد الدولي لهذه الخطوة.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، قرارها ضد بكين، الذي يُعد الأول من نوعه منذ عام 1994. مما أدى إلى تعكير الأسواق المالية وتصعيد حرب الرسوم المريرة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وينص اتفاق وافقت عليه عام 2013 «مجموعة السبع»، المشكّلة من أكثر الاقتصادات تقدماً في العالم، على أنه يجب على الأعضاء التشاور مع بعضهم قبل اتخاذ إجراءات رئيسية تتصل بالعملة. لكن مسؤولين سابقين وحاليين قالوا إن وزارة الخزانة فشلت في إجراء تلك المشاورات، مما يتناقض مع ادعاء المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو بأن أعضاء «مجموعة السبع» كانوا على علم بها.

وقال مسؤول كبير في إحدى دول «مجموعة السبع» الأوروبية لـ«رويترز» إن الدول الأوروبية مندهشة من عدم التنسيق، وفي اليوم التالي للإعلان الأميركي، حذر وزير المالية الألماني أولاف شولتس من تأجيج التوترات في وقت كانت فيه النزاعات التجارية تعيق النمو بالفعل. وقال في بيان: «التصعيد الإضافي لن يؤدي إلا إلى أضرار»، مضيفاً: «يجب على الجميع أن يحافظ على التعقل، وأن يقلل من حدة خطابه قليلاً».

وجاء قرار الاثنين بعد ساعات فقط من تغريدة ترمب بأن الصين كانت تتلاعب بعملتها بعد انخفاض قيمة اليوان إلى ما دون 7 دولارات، وهو ما حدث بعد أيام قليلة من إعلان ترمب أنه سيفرض تعريفة بنسبة 10 في المائة على 300 مليار دولار إضافية من السلع الصينية. علماً بأن ضعف اليوان يجعل الواردات الصينية أرخص.

جاء هذا الإعلان مفاجأة لكثيرين في البيت الأبيض، خصوصاً أن وزارة الخزانة لم تصنف الصين على أنها متلاعبة بالعملة في آخر تقرير نصف سنوي للعملة في مايو (أيار)، حسبما قال شخص مطلع على الموضوع.

وبموجب قانون العملة الأميركية لعام 1988، فإن الغرض الرئيسي من التصنيف هو فرض مفاوضات مع البلد المخالف للقضاء على أي ميزة غير عادلة. وإذا لم يتم العثور على حل، يمكن للرئيس فرض عقوبات. وتنفي الصين أنها تلاعبت باليوان لتحقيق مكاسب تنافسية.

 

عدم اقتناع

وكان صندوق النقد الدولي متردداً في التعليق على الخطوة الأميركية، لا سيما أن الولايات المتحدة هي أكبر مساهم في الصندوق، ولديها نفوذ قوي على مَن سيكون قائده الجديد بعد استقالة كريستين لاغارد الشهر الماضي.

وقال مسؤول في وزارة الخزانة الأميركية إن الوزير ستيفن منوتشين تحدث مع ديفيد ليبتون، المدير المندوب لصندوق النقد الأسبوع الماضي عبر الهاتف حول استشارات العملة، وأيضاً حول ترتيبات الخلافة لقيادة الصندوق. ولم يقدم المسؤول مزيداً من التفاصيل.

ويوم الجمعة، وقف جيمس دانييل، رئيس قسم الصين في صندوق النقد، إلى جانب تقييم الصندوق، الشهر الماضي، في تقرير عن العملات والأرصدة التجارية، بأن قيمة اليوان الصيني تتماشى على نطاق واسع مع الأساسيات الاقتصادية. ولم يقدم أي إشارة على مشاركة صندوق النقد الدولي مع وزارة الخزانة الأميركية في مواقفها.

وقال دانييل للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف: «مناقشاتنا مع وزارة الخزانة الأميركية مستمرة بشأن مجموعة من القضايا».

كما رفض مسؤولو «مجموعة السبع» مناقشة القضية رغم الاستفسارات المتكررة.

ويقول خبراء اقتصاديون بارزون، بمن فيهم كبير الاقتصاديين السابق في «صندوق النقد الدولي»، موريس أوبستفيلد، ووزير الخزانة السابق، لاري سامرز، إنه لا يوجد دليل يدعم هذه الخطوة. حيث إن فائض الحساب الجاري العالمي للصين يقترب من الصفر، وأنفقت بكين مئات المليارات من الدولارات لدعم قيمة اليوان في مواجهة ضغوط التعريفة المتزايدة.

وقال أوبستفلد، وهو الآن أستاذ علوم الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا - بيركلي: «من الصعب للغاية تقديم قضية موضوعية تبرر ذلك... يبدو أن الإدارة تقول إن السلطات الصينية كان يمكن أن تمنع اليوان من الانخفاض، ولكنها لم تفعل».

ووافق فريد بيرجستين، وهو مسؤول سابق في الخزانة الأميركية وكبير زملاء معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، على أن الموقف الأميركي كان من الصعب تبريره. وقال: «لا توجد فرصة أن تدعم أي من دول (مجموعة السبع) أو أي دولة أخرى الولايات المتحدة في هذا، لأنه لا يوجد دليل على أن الصين تتلاعب بعملتها».

وقال بيرجستين إنه حتى لو كان «صندوق النقد الدولي» قد دعم الولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن يكون الأعضاء قادرين على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن العمل، مشيراً إلى حقيقة أنهم لم يتمكنوا من فعل ذلك حتى في 2007 - 2008، عندما كانت الصين تنفق ملياري دولار يومياً لخفض قيمة اليوان.

وقالت ستيفاني سيجال، وهي مسؤولة كبيرة سابقة في وزارة الخزانة، وحالياً في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، إن الدول الأوروبية ليست في حالة مزاجية لمعاداة الصين أو دعم ترمب بالنظر إلى تهديداته بفرض رسوم جمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي.

وقالت إن أي محاولة للتدخل في أسواق العملات سيكون من الصعب القيام بها من قبل دولة وحدها. وقالت إن «أسواق العملات أكبر من أن يتم التصرف معها من جانب واحد، حتى لو كانت الولايات المتحدة».

وقال نويوكي يوشينو، عميد معهد بنك التنمية الآسيوي والرئيس السابق لمجلس وزارة المالية اليابانية المعني بالنقد الأجنبي، إن الإعلان الأميركي يتعلق بالسياسة وليس الأساسيات الاقتصادية.

وأضاف: «أفضل حل (بالنسبة للصين) هو أن تفتح سوق رأس المال. ثم، إذا استمرت صادراتها في النمو، فستأتي تدفقات رأس المال، ومن ثم ينبغي أن يرتفع (اليوان) تلقائياً».

قرار العملة ليس هو الأول الذي تتجاهل فيها إدارة ترمب «بروتوكولات صنع السياسة» المعروفة في سبيل تنفيذ توجيهات الرئيس. وقال فيليب ديهل، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة الخزانة الأميركية، إن تصرفات إدارة ترمب تشكك في شرعية العملية برمتها لتقييم التلاعب بالعملة. وقال: «إنها قرارات غير مدروسة جيداً... إنها قرارات مندفعة، ولا يبدو أن هناك تنسيقاً مع حلفائنا».

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دونالد ترامب يصف الصين بأنها تتلاعب باليوان مقابل الدولار لتحقيق مكاسب كبيرة دونالد ترامب يصف الصين بأنها تتلاعب باليوان مقابل الدولار لتحقيق مكاسب كبيرة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon