توقيت القاهرة المحلي 08:39:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بين مطالب الشعب والاحتجاجات المستمرة وضعف النمو الاقتصادي

الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة

وزارة المال الأردنية
عمّان - مصر اليوم

تواجه الحكومة الأردنية الجديدة مرحلة صعبة وخيارات لا تبدو سهلة لمواجهة احتجاجات الشارع الذي تآكلت مداخيله نتيجة زيادة الضرائب والرسوم، بالتزامن مع تضاؤل المنح والمساعدات التي تتلقاها الخزينة العامة، إضافة إلى ضعف النمو الاقتصادي المتأثر بالظروف الإقليمية.

وتظهر أرقام وزارة المال الأردنية أنها تلقت في الشهرين الأولين من العام الحالي أقل من 100 مليون دولار من المنح والمساعدات، علمًا أنها وضعت على أساس تلقي نحو بليون دولار للسنة المالية بأكملها، إذ كانت تصل إلى 1.7 بليون دولار في السنوات الماضية.

احتجاجات الشارع الأردني

وشهد الكثير من المحافظات الأردنية احتجاجات للتعبير عن رفض المواطنين السياسات الحكومية، وتخللت بعضها أعمال شغب، وتفاوتت الشعارات التي رفعها المحتجون، ومنها على سبيل المثال "معناش" ردًا على مشروع قانون "ضريبة الدخل"، و"صفها واطفيها على الدوار الرابع"، مقر رئاسة الوزراء الأردنية، والذي يدعو إلى إيقاف السيارات وإطفاء محركاتها عند مقر الرئاسة.

وأطاحت الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ أيام في الأردن، حكومة هاني الملقي، ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وسحب مشروع قانون ضريبة الدخل وإلغاء نظام الخدمة المدنية المقترح، والتوقف عن سياسة رفع الأسعار واللجوء إلى جيب المواطن لسد العجز في الموازنة العامة.

وكان مشروع قانون ضريبة الدخل مثابة الشرارة التي فجرت الاحتجاجات في ظل التزام الأردن ببرنامج إصلاح اقتصادي مع صندوق النقد الدولي، والذي يشكل تعديل القانون الساري أهم محاوره، إذ يطالب الصندوق بضرورة توسيع الشرائح المشمولة في فئة دافعي الضرائب من المواطنين، ما ترجم في بنود مشروع القانون بخفض الإعفاءات للعائلات والأفراد، ورفع نسبة ضريبة الدخل إلى 40 في المئة على المصارف والتأمين على سبيل المثال.

وكشف الأرقام المترتبة على القانون، أن العائلة التي كانت تحصل على دخل سنوي قدره 33.8 ألف دولار، تعادل "2282" دولارًا شهريًا، إضافة إلى 5650 دولارًا في شكل فواتير استشفاء وتعليم. لكن مشروع القانون الجديد جاء ليخفض الإعفاءات إلى 22.598 دولارًا، حيث ستدفع العائلة التي تتقاضى أكثر من ذلك للخزانة.

ولم تأتِ مجابهة هذا القانون وليدة اللحظة، وإنما هي نتيجة تراكمات ناجمة عن السياسات المالية التي اعتمدت بعد "الربيع العربي"، ولجوء الأردن إلى صندوق النقد الدولي لينفذ برنامجه الأول (2012- 2015)، "برنامج الاستعداد الائتماني" والذي يعرفه الصندوق بأنه يسمح بتسريع التمويل الخارجي لحاجات البلدان، ودعم السياسات المصممة لمساعدتها على الخروج من الأزمات واستعادة النمو القابل للاستمرار، وفقًا لموقع صندوق النقد الدولي.

معدلات النمو الاقتصادي

وفشل النمو الاقتصادي على أرض الواقع في تحقيق المعدلات القوية الموعودة، وكان معدله في بداية عمر البرنامج الأول "الاستعداد الائتماني" يقترب من 3 في المئة، وهو يقف الآن عند 2 في المئة نتيجة التداعيات الإقليمية ومنها تدفق نحو 1.3 مليون شخص من اللاجئين السوريين على الأردن، وتوقف صادراته إلى العراق وسورية.

وحتى يتمكن الاقتصاد الأردني من استيعاب أعداد الداخلين من شبابه إلى سوق العمل، تفترض الدراسات أن يتحقق نمو اقتصادي يقارب 7 في المئة، وهو بعيد المنال الآن، ما جعل الأرقام الرسمية خلال السنوات الأربع الماضية تعلن صراحة أن معدلات البطالة ارتفعت إلى 18.3 في المئة، مقارنة بـ11.9 في المئة في العام 2014.

صندوق النقد الدولي

وكانت بعثة صندوق النقد الدولي زارت الأردن الأسبوع الماضي، قبل الاحتجاجات في الأردن، وتزامنت زيارتها في يومها الأخير مع دعوات النقابات المهنية إلى إضراب عام ليوم واحد احتجاجًا على مشروع قانون ضريبة الدخل، وصفت المشاركة في الإضراب بأنها الأوسع، وفئة الموظفين هي الأكثر تضررًا بالقانون الجديد لأن مداخيلهم معروفة، إذ يطبق القانون عليهم بسهولة في حال بقي على حاله من دون تعديلات، فيما لا يرى الشارع نجاحات حكومية سابقة في ملاحقة المتهربين من الضريبة، على رغم أن هذا التعديل هو الرابع منذ 2010.

ويشير خبراء صراحة إلى أن بعض المهن في الأردن لا يدفع ما يستحق عليه من ضرائب. وعجزت الحكومات عن مكافحة التهرب الضريبي، لكن وزير المال الأردني السابق عمر ملحس، ذكر سابقًا أن "دائرة التحقيقات المالية" التي ستنشأ بموجب القانون "ستحد من التهرب الضريبي".

أزمة ثقة

وتشهد أزمة الثقة بين الشارع والحكومات توسُّعًا كبيرًا في ظل الضغوط المعيشية وكثرة الإجراءات الحكومية الهادفة إلى موازنة بلا عجز، بخاصة أن تلك الإجراءات (فرض الضرائب والرسوم) لا تزال معتمدة منذ العام 2012.

واستهلت الحكومة الأردنية السنة المالية هذا العام بإخضاع 164 سلعة إلى الضريبة العامة على المبيعات بنسبة وصلت إلى حدها الأعلى (10 في المئة)، بعد ما كان بعضها معفى تمامًا، إلى جانب رفع الدعم عن الخبز في مقابل توزيع الحكومة دعمًا نقديًا للمستحقين، بلغ 219 مليون دولار، كجزء من شبكة الأمان الاجتماعي، وفقًا لنشرة وزارة المال.

وتشعر الطبقة الوسطى بالإنهاك بسبب الإجراءات الحكومية، لأن معظم مداخيلها ينفق على تعليم أبنائها في المدارس الخاصة، وعلى الصحة والنقل في ظل تردي مستوى الخدمات العامة.

وكان الملك عبدالله الثاني، أعطى توجيهاته للحكومة قبل استقالتها، بتجميد قرار رفع أسعار المحروقات لحزيران /يونيو، نظرًا للظروف الاقتصادية في شهر رمضان المبارك، على رغم ارتفاع أسعار النفط عالميًا، والذي على أساسه تتولى لجنة التسعير تعديل أسعار المشتقات النفطية "رفعًا أو خفضًا" منذ العام 2011.

 
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon