عقد وزير التجارة والصناعة المصري عمرو نصار، اجتماعاً موسعاً مع مهير غريغوريان نائب رئيس وزراء أرمينيا وفيرونيكا نيكيشينا مفوضة التجارة في "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي"، وذلك في اطار زيارتهما للقاهرة للمشاركة في الجولة الأولى من المفاوضات المعنية بإبرام اتفاق التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التي عقدت في الفترة من 15-17 يناير/كانون الثاني الجاري في مقر وزارة التجارة والصناعة.
وقال الوزير نصار إن استضافة القاهرة للجولة الأولى للمفاوضات الخاصة بالاتفاق تأتى تتويجاً للزيارة الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا الاتحادية منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي اتفق خلالها مع تيجران سركسيان، رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي على ضرورة الإسراع بوتيرة المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي، والذي يضم كل من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان، مشيراً الى ان عقد الجولة الأولى من المفاوضات تعد أولى نتائج وثيقة الإطار العام لمفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع دول الاتحاد والتي تم توقيعها خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في العاصمة الروسية موسكو.
أقرأ أيضاً :روسيا توافق على اتفاقية التجارة الحرة مع فيتنام في الإطار الأوراسي
وأوضح نصار أن الجولة الأولى من المفاوضات شهدت أجواءً إيجابية ومتميزة وذلك بمشاركة نحو 90 من الخبراء الفنيين والمسئولين الحكوميين من الجانبين، منهم 50 خبير عن الجانب الأوراسي، لافتاً إلى أن تعجيل البدء في المفاوضات من جانب الاتحاد الأوراسي يعكس الرغبة الحقيقية في التوصل إلى اتفاق بين الجانبين خلال عام وكذا الاهتمام الذي يوليه الاتحاد الأوراسي لعقد اتفاق تجارة حرة مع مصر.
وأضاف نصار أن الجانبين يرغبان في الانتهاء من هذا الاتفاق خلال العام الجاري وذلك من خلال جولات تفاوضية مكثفة بصورة تبادلية تعقد لمرة واحدة كل ثلاثة أشهر، لافتاً إلى أن المفاوضات تتناول عدداً من الملفات المهمة التي تشمل تحرير تجارة السلع، وتحديد قواعد المنشأ، والتعاون في مجال إدارة الجمارك وتيسير التجارة، بالإضافة إلى التدابير الصحية وتدابير الصحة النباتية، والعوائق الفنية أمام التجارة، إلى جانب المعالجات التجارية، والتجارة الإلكترونية، وحقوق الملكية الفكرية، فضلاً عن المنافسة والتعاون القطاعي.
ولفت وزير التجارة إلى أن هذا الاتفاق يدعم منظومة التجارة البينية الاقليمية حيث تمثل مصر سوقاً كبيراً بالنسبة للدول أعضاء الاتحاد فضلاً عن كونها محوراً رئيسياً لصادرات دول الاتحاد الأوراسي للنفاذ لمختلف الأسواق الأفريقية والعربية والتكتلات الاقتصادية الأخرى التي ترتبط مصر معها باتفاقات تجارة حرة، مشيراً إلى أن دول الاتحاد تمثل نافذة متميزة للصادرات المصرية بمنطقة شمال ووسط قارتي آسيا وأوروبا بالإضافة إلى إمكانية توافر فرص زيادة المشروعات الاستثمارية المشتركة بين الجانبين والدعم الفني الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد، ولا سيما روسيا في مجالات حيوية بالنسبة لمصر بما في ذلك مجالات التجارة الإلكترونية وتطوير الاقتصاد الرقمي.
وأشار نصار الى حرص مصر على تعزيز دور القطاع الخاص فى مصر ودول الاتحاد الأوراسى خاصة وانه اللاعب الرئيسى والمستفيد الأول من هذا الاتفاق ، لافتاً فى هذا الاطار الى انه يجرى حاليا بحث الترتيبات الخاصة بعقد منتدى الأعمال المصري الاوراسي والذي تم الاتفاق على اقامته خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الاتحاد الإقتصادي الأوراسى بموسكو أكتوبر/تشرين الأول الماضي . كما نوه الوزير الى ان تواجد نائب رئيس وزراء أرمينيا فى الجولة الأولى للمفاوضات يمثل فرصة كبيرة ليس فقط لإنجاز الاتفاق ، وإنما لبحث تنمية وتعزيز التعاون الثنائى بين مصر وأرمينيا خلال المرحلة المقبلة
من جانبه قال مهير غريغوريان نائب رئيس وزراء أرمينيا، ان العلاقات المصرية الارمينية علاقات متميزة تقوم على تحقيق المصلحة المشتركة للاقتصادين المصري والارميني على حد سواء، مشيراً الى ان اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاوراسي يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول الاتحاد بصفة عامة وتنمية العلاقات الثنائية بين مصر وأرمينيا بصفة خاصة.
واعرب غريغوريان عن ثقته في الانتهاء من كافة مراحل التفاوض الخاص باتفاق منطقة التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاوراسي خلال العام الجارى خاصة في ظل ترأس بلاده للاتحاد الأوراسي خلال عام 2019 ، مشيراً الى ان فريق التفاوض الخاص بالاتحاد الاوراسي لديه خبرات تفاوضية واسعة تمكنه من الوصول لنتائج متميزة في كافة مسارات التفاوض.
وأضاف ان الاتفاق سيسهم في تحريك مجتمعات الاعمال بدول الاتحاد الاوراسي ومصر للبدء في مشروعات استثمارية مشتركة في مختلف المجالات، لافتاً الى ان الاتفاق سيسهم ايضاً في الاستفادة من كافة الميزات التنافسية والشراكات والاتفاقيات الثنائية الأخرى المبرمة مع الدول والاتحادات الأخرى.
بدورها قالت فيرونيكا نيكيشينا ان مفاوضات المرحلة الأولى بين الجانبين المصري والاوراسي قطعت شوطاً كبيراً وتوصلت لنتائج إيجابية وبناءة تمهيداً للتوصل الى الاتفاق النهائي في اسرع وقت ممكن، مشيرةً الى أهمية الانتهاء من كافة اعمال التفاوض الخاص بالاتفاق قبل نهاية العام الجاري. وأضافت ان مبادئ المفاوضات الأساسية تشمل تنفيذ 4 جولات تفاوضية خلال شهور (يناير وابريل ويوليو واكتوبر)، مشيرةً الى أهمية استمرار العمل المشترك بين هذه الجولات التفاوضية باستخدام وسائل التواصل المختلفة
وأشارت الى حرص الاتحاد على إبرام اتفاق التجارة الحرة مع مصر حيث تعد من أولى الدول التي يقوم الاتحاد بالتفاوض معها لإبرام اتفاقية تجارة حرة حيث لم يبرم الاتحاد اى اتفاقيات تجارة حرة حتى الآن سوى مع فيتنام، وجاري التفاوض مع الصين والهند وتركيا، الأمر الذي يعكس أهمية ومركز مصر القوي بالنسبة للاتحاد.
من جانبها قالت السفيرة ماجدة شاهين، مستشار وزير التجارة والصناعة للعلاقات الدولية ورئيس فريق التفاوض المصري أن جولة المفاوضات الأولى شهدت تقدماً ملحوظاً في معظم موضوعات التفاوض حيث تم تقسيم فريق التفاوض الى 10 مجموعات عمل وهو ما ساهم في تحقيق نتائج مثمرة وإيجابية ، لافتةً الى انه تم الاتفاق على تقسيم قوائم السلع التي سيتم تحريرها إلى سلع يتم تحريرها فور دخول الاتفاقية حيز التنفيذ وأخرى يتم تحريرها تدريجياً.
وأوضحت أن الوفد المصري حرص على تعزيز التعاون مع الجانب الأوراسي والاستفادة من خبراته في مجال التجارة الإلكترونية دون أن يشمل ذلك التزامات جديدة على الجانب المصري خاصة في ظل حداثة هذا الموضوع وما توليه القيادة السياسية في مصر للارتقاء بالتعامل الرقمي في الإطار الحكومي مع منح الحماية الكلية للمستهلك بموجب قانون حماية المستهلك الجديد، الذي يشمل التجارة الإلكترونية، لافتةً إلى أنه تم أيضاً الاتفاق على تبادل القوانين الخاصة بالتجارة الإلكترونية المعمول بها في دول الاتحاد للاستفادة من تجربتها ومعرفة ما يمكن التطلع إليه مستقبلاً في العلاقة بين الجانبين في هذا المجال.
وأضافت شاهين أن مصر بصدد التفاوض في المستقبل القريب مع الدول الأفريقية في إطار اتفاقية التجارة الحرة للقارة الأفريقية حول التجارة الإلكترونية وهو ما يعكس رغبتها في أن يكون اتفاقها مع دول الاتحاد الأوراسى في مجال التجارة الإلكترونية نموذجاً يحتذى به في المفاوضات الأفريقية، مشيرةً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مصر بالتفاوض في مجال التجارة الإلكترونية بهدف تعزيز تجارة السلع وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من نفاذ منتجاتها إلى هذه الأسواق.
أما احمد عنتر وكيل اول الوزارة ورئيس جهاز التمثيل التجاري، فقال ان النتائج التي تحققت خلال الجولة الأولى للمفاوضات هي انعكاس للرغبة الاكيدة لدى الجانبان المصري والاوراسى للتوصل الى اتفاق يحقق اهداف الطرفين في تنمية وتوسيع حجم العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية المشتركة بين مصر ودول الاتحاد.
كما أشاد الوزير مفوض تجاري ناصر حامد رئيس المكتب التجارى المصري في موسكو بالتعاون الكبير من قبل الاتحاد الاوراسي في تدشين المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة مع مصر وتقديم كل التسهيلات لانجاح المفاوضات، وهو الامر الذي يسهم في تسريع وتيرة المفاوضات ومن ثم التوصل الى الاتفاق النهائي بين الجانبين.
قد يهمك أيضاً :
وزير الصناعة المصري يفتتح الثلاثاء مقر مركز "كريتيف إيجيبت"
عمرو نصار يشجع صغار المصنعين والمنتجين وليس المصدرين
أرسل تعليقك