توقيت القاهرة المحلي 06:39:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسوم بوش تسببت في خسارة ما يقدر بـ 200 ألف وظيفة في قطاعات تعتمد على الصلب

خبراء يتخوّفون من تحوّل "الحرب التجارية" التي تحدّث عنها ترامب إلى "نيران صديقة"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - خبراء يتخوّفون من تحوّل الحرب التجارية التي تحدّث عنها ترامب إلى نيران صديقة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب
واشنطن - مصر اليوم

يتخوّف الكثيرون من أن تتحوّل "الحرب التجارية" التي بدأت رائحة بارودها تشتم خلف أبواب البيت الأبيض، والتي قال عنها مطلق شرارتها المرتقبة اليوم، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنها "جيدة..ومن السهل الفوز بها"، إلى "نيران صديقة" تخلف وراءها إعاقة في مفاصل الاقتصاد الأميركي، وإن كانت في عنوانها العريض نفخة جديدة في الشعور القومي الأميركي، تظهر التجارب أن سلاح الرسوم ليس الوسيلة الأنسب لكسب معارك التنافسية والدفع بالصناعات المحلية، ولعل أبرز مثال أميركي على ذلك ما قام به جورج بوش الابن في 2002 حين قرر في محاولة بطولية سابقة "إنقاذ" صناعة الصلب الأميركية من منافسة الواردات عبر زيادة الرسوم، فكانت النتائج "كارثية" نجمت عنها خسائر فادحة أجبرت الإدارة الأميركية آنذاك على لملمة قرارها والتراجع عنه.

وأشارت تقارير، في 2003، إلى أن رسوم بوش تسببت في خسارة ما يقدر بـ 200 ألف وظيفة في قطاعات تعتمد على الصلب، أي أعلى من وظائف القطاع المراد حمايته والبالغة 187 ألف وظيفة، بحسب إحصائيات ديسمبر 2002، وأفادت تقارير اقتصادية بأن الرسوم التي يتهيأ الرئيس الحالي ترمب لفرضها بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم، ستشجع المنتجين الأميركيين على التركيز على السوق المحلية عوض العمل في مناخ تنافسي عالمي، ما قد يؤثر على جودة المنتج الأميركي.

ويبرز خطر ارتفاع تكلفة الصلب والألومنيوم على المصنعين الأميركيين المعتمدين على هذه المدخلات، وقد أوردت وكالة "بلومبرغ" القطاعات المهددة في حال تم اتخاذ خطوة الرسوم المرهقة على الموردين.

وستتلقى شركات الإنشاءات الضربة الأعنف إذ قد تتأثر بنسبة 40%، تليها شركات صناعة السيارات بـ26%، وشركات الطاقة وصناع المعدات والتجهيزات بـ10%، ثم الصناعات الدفاعية والعسكرية بـ3% إلى جانب قطاعات أخرى، وستخلق الرسوم الجديدة قفزة في تكلفة مشاريع الإنشاء في أميركا، ما سيلقي بظلاله على نمو قطاعي العقار والتجارة في سائر الولايات، وعلى الضفة المقابلة، يبرز المصدرون الأميركيون الذين ستطالهم أيضاً "نيران ترمب الصديقة"، حيث تعتمد العديد من المنتجات الأميركية على الصلب والألومنيوم كالطائرات والسيارات والآلات الصناعية والكهربائية، وعلى الرغم من أن معظم المدخلات المستخدمة أميركية الصنع بنسبة 70%، ستفتح الرسوم التي ستفرض الباب أمام الموردين المحليين لرفع الأسعار على شركات ضخمة مثل بوينغ وجنرال موتورز و Whirlpool، كما أنها ستضع المصدرين منهم في منافسة غير عادلة في الأسواق العالمية، بالتالي تبدو جهود ترمب لحماية صناعة الصلب الأميركية، في طريقها للتسبب بتوجيه ضربة ارتدادية للعديد من الشركات في قطاعات صناعية أخرى، وهو ما يتعارض مع وعود الرئيس الأميركي بتعزيز تنافسية الصناعات الأميركية و"إعادة المجد" إليها عالمياً.

وفي الحروب التجارية تبادل للنيران، فحتى قبل إطلاق رصاصتها الأولى، استبق بيير موسكوفيتشي مفوض الشؤون المالية الأوروبي الحدث قائلاً إن أوروبا تريد تجنب حرب تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة، لكن "لدينا ترسانة كاملة تحت تصرفنا للرد بها"، وأوضح أن الإجراءات المضادة ستشمل رسوماً أوروبية على صادرات الولايات المتحدة من البرتقال والتبغ، وهي سلع قال إنها تنتج بدرجة كبيرة في الدوائر الانتخابية المؤيدة للحزب الجمهوري المنتمي ترمب إليه، وكان الاتحاد الأوروبي قد لوح أيضاً بفرض ضريبة بنسبة 25% على واردات الصلب الأميركي، بالإضافة إلى بعض الواردات من السيارات والملابس الأميركية.

ويرى خبراء أن الأجدى بالإدارة الأميركية العمل على دعم الصادرات عوض فرض رسوم مرهقة ستضر بالشركات الأميركية، موضحين أن ضعف النمو في إنتاج الصلب الأميركي لا يرجع إلى منافسة الواردات الأرخص، بل إلى ضعف نمو السوق الأميركية، فحالياً لا تشكل الصادرات الأميركية من الصلب سوى 2% من إجمالي الصادرات العالمية، مقابل استحواذ الإنتاج الصيني على 24%، وقد يكون بيع مزيد من الصلب والألومنيوم الأميركيين في الأسواق الخارجية، أفضل بكثير من محاولة مثيرة للمخاوف، لاستعادة قطعة من الكعكة.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء يتخوّفون من تحوّل الحرب التجارية التي تحدّث عنها ترامب إلى نيران صديقة خبراء يتخوّفون من تحوّل الحرب التجارية التي تحدّث عنها ترامب إلى نيران صديقة



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon