c تركيا تواصل عمليات الحفر في البحر المتوسط وتستفز دول الجوار - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتحاد الأوروبي يرفض ومصر تحذّر من الإجراءات الأحادية

تركيا تواصل عمليات الحفر في البحر المتوسط وتستفز دول الجوار

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تركيا تواصل عمليات الحفر في البحر المتوسط وتستفز دول الجوار

تواصل أنقرة عدم احترامها لدول الجوار من خلال تعدّيها على مواردهم الطبيعية
أنقرة -مصر اليوم

تستمر حلقات مسلسل استفزاز تركيا لقبرص ودول البحر المتوسط منذ عقود، إذ تواصل أنقرة عدم احترامها لدول الجوار من خلال تعدّيها على مواردهم الطبيعية، حيث أعلنت الجمعة، أن سفنها ستجري عمليات حفر في البحر المتوسط حتى سبتمبر/أيلول المقبل، للتنقيب عن الغاز واستخراجه، في دليل جديد على تعنت الحكومة التركية، واتخاذها كل الإجراءات التي توائم مصالحها، بغض النظر عن التأثيرات الكارثية التي قد تتسبب بها.

 وكانت عمليات التنقيب التركية في مناطق تابعة لقبرص في البحر المتوسط قد بدأت عام 2017، عندما أطلقت أنقرة سفينة "خير الدين بربروس باشا"، التي تم شراؤها من النرويغ عام 2013، وفي فبراير/شباط من العام الماضي، انتهكت تركيا القانون الدولي عندما اعترضت سفنها الحربية سفينة تابعة لشركة "إيني" الإيطالية، التي كانت تستكشف حقول الغاز في مياه قبرص الإقليمية.

وفي مايو/أيار من العام نفسه، أطلقت تركيا أول سفينة حفر سمتها "الفاتح"، التي اعتبر وزير الطاقة التركي إطلاقها بمثابة "بداية حقبة جديدة" في مخطط اكتشاف النفط والغاز في تركيا، وفي أكتوبر /تشرين الأول الماضي، أبحرت سفينة الاستكشاف التركية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، بمساندة 3 سفن لوجيستية، ليعلن بعدها بأربعة أشهر وزير الخارجية التركي، أن سفن التنقيب التركية ستنتقل من عمليات المسح إلى التنقيب.

 وأخيرا، أعلنت البحرية التركية نيتها إجراء عمليات تنقيب عن الغاز حتى أيلول المقبل، في منطقة من البحر المتوسط، تقول السلطات القبرصية إنها تندرج ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للجزيرة.

 وواجه إعلان تركيا الأخير رفضا دوليا من انتهاكها لحقوق دول الجوار، إذ طالبها الاتحاد الأوروبي، الذي سعت تركيا طويلا للانضمام إليه، إلى وقف الأعمال غير القانونية واحترام الحقوق السيادية لقبرص، وحذّرت وزيرة خارجية الاتحاد، فيديريكا موغيريني، تركيا، من أن الاتحاد سيرد على تلك الخطوات "بشكل ملائم وبتضامن كامل مع قبرص".

 أما الخارجية التركية، فعكست تعنت الحكومة وأعلنت رفضها تصريحات موغيريني، قائلة إن أعمال الحفر تستند إلى "حقوق مشروعة"، متهمة الحكومة القبرصية "بعدم التحلي بروح المسؤولية، وبتهديد أمن واستقرار منطقة شرق البحر المتوسط".

 تحذير مصري

من جانبها، حذّرت الخارجية المصرية تركيا من اتخاذ أي إجراء أحادي الجانب فيما يتعلق بأنشطة حفر أعلنتها في منطقة بحرية غرب قبرص، وقالت إن "إقدام تركيا على أي خطوة دون الاتفاق مع دول الجوار في منطقة شرق المتوسط، قد يكون له أثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، مشددة على ضرورة التزام كافة دول المنطقة بقواعد القانون الدولي وأحكامه".

يذكر أن مصر أعادت ترسيم الحدود البحرية بينها وبين قبرص في منطقة شرق المتوسط، بعد ظهور اكتشافات جديدة للغاز في منطقة المياه الاقتصادية بين البلدين.

الأسباب والعواقب

وعن الأسباب التي تدفع تركيا لانتهاك القوانين الدولية والتنقيب في مناطق تتبع دولا أخرى، قال الباحث في الشؤون التركية، محمد عبد القادر، إن هناك 3 أسباب رئيسية، تلعب دورا مهما في تحريك حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأضاف "أن السبب الأول والأقدم هو أن تركيا لا تعترف بطبيعة الاتفاقيات الدولية التي خضعت لها المنطقة، وهي اتفاقيات متعددة الأطراف وتجمع مجموعة دول شرق المتوسط، وتركيا هي الاستثناء الوحيد في هذا الإطار".
 
وتابع عبد القادر "تركيا هي الدولة التي تلعب الدور المهدد لهذه المنطقة، على اعتبار أنها ترتبط برؤية مختلفة لترسيم الحدود، كونها تريد الحصول على المزيد من الحقوق البحرية على حساب أغلب دول البحر المتوسط"، كما أشار إلى أن الاستفزازات التركية المتواصلة دفعت دول البحر المتوسط إلى اتخاذ إجراءات ثنائية أو متعددة الأطراف، أفضت إلى تشكيل ما يطلق عليه الآن منتدى البحر المتوسط، الذي تجاوز قضايا الغاز إلى قضايا متشابكة، اقتصادية وثقافية، وصلت إلى حد إجراء مناورات عسكرية بين بعض الدول".

 وأوضح الباحث في الشؤون التركية، أن السبب الثاني يتمثل في الخسائر السياسية التي يواجهها أردوغان، موضحا "تلقى النظام التركي صفعة بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، وقد درجت العادة أنه كلما عانى هذا النظام من أزمة داخلية، فإنه يحاول أن يخلق أزمات خارجية ويصعدها ثم يضعها في الواجهة".

وأضاف "ويكون هذا على شكل أزمة مع الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وهو ما حدث في قضية القس الأميركي أو الداعية التركي فتح الله غولن، أو مع الاتحاد الأوروبي، مثل ما حدث حين صعدت تركيا المواجهة مع الاتحاد في الوقت الذي أجرت فيه استفتاء".
 
أما السبب الثالث، في رأي عبد القادر، فهو الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجهها تركيا، قائلا "ربما يحاول النظام أن يصور للشعب أنه يواجه مؤامرة دولية تستهدف اقتصاد البلاد وثرواته من غاز وغيرها"، في محاولة لتغطية آثار أعماله وسياساته التي دمرت الاقتصاد، كما أشار إلى أن إنتاج بعض دول شرق المتوسط للغاز، فيما لم تستطع تركيا أن تجري عمليات تنقيب ناجحة، استفز أنقرة أكثر ودفعها إلى خرق القوانين الدولية.

 سبل الرد

وعن أفضل طريقة يواجه بها المجتمع الدولي الخطوات التركية، خاصة من جانب الاتحاد الأوروبي، رجّح الباحث، فرض عقوبات على النظام التركي، وقال "المنطقة خاضعة لمجموعة من الاتفاقيات الدولية، فيما يتعلق بترسيم الحدود، لم توقع تركيا على البعض منها، مما يعني أن هذه قضية تركيا وليست قضية يتم إلزام باقي دول المتوسط بها".

 وتابع "قضية الغاز لم تعد إقليمية، وإنما دولية، لأن العديد من شركات الغاز العاملة في منطقة المتوسط تتبع دولا مختلفة، فبعضها روسي أو أوروبي، لذا فإن تركيا ستواجه عواقب وخيمة إذا استمرت في سياساتها هذه"، مضيفا "الاتحاد الاوربي قد يلجأ إلى بعض الإجراءات العقابية، خصوصا أن قضية غاز المتوسط تمثل ملفا حيويا للاتحاد، على اعتبار أنه بديل محوري للغاز الروسي، وهذه قضية استراتيجية وليست اقتصادية بحتة، وبالتالي فإن أوروبا قد تفرض عقوبات أو تعلق تسليم أسلحة للجيش التركي".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ 
مُؤشِّرات جديدة تُنبئ بمزيدٍ مِن الانهيار للاقتصاد التركي
المحكمة الدستورية في تركيا تدين انتهاك حقوق صحافيين

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تواصل عمليات الحفر في البحر المتوسط وتستفز دول الجوار تركيا تواصل عمليات الحفر في البحر المتوسط وتستفز دول الجوار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام

GMT 16:44 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ليفاندوفسكي يتحدث عن تألّقه مع برشلونة

GMT 06:29 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني دكتورة في فيلم "حامل اللقب"

GMT 01:52 2021 الجمعة ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تخسر 30 مليار جنيه في شهر سبتمبر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon