تُعد "أبراج كابيتال" صرحًا اقتصاديًا كبيرًا في دولة الإمارات والشرق الأوسط، حيث تسجل نموا قويًا، حتى كانون الثاني/ يناير من العام الجاري، الذي شهد تحول "الأبراج" إلى شركة تواجه الافلاس والانهيار، ففي غضون 16 عامًا تحولت إلى واحدة من كبرى شركات الاستثمار المباشر في المنطقة والعالم، وذلك من خلال محفظة أصول قيمتة تقترب من الـ14 مليار دولار.
وكانت البداية في عام 2002، مع عارف نقفي، الذي استطاع أن يخطو خطوات قوية، لكسب ثقة المستثمرين، وبذلك ارتفعت محفظة أصول الشركة الى 13.6 مليار دولار باستثمارات متعددة في الشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا وأفريقيا.
وذكر الموقع الإلكتروني للمجموعة، أنها تستثمر في مجموعة مستشفيات شمال أفريقيا القابضة، والمعروفة في مصر باسم "مجموعة مستشفيات كليوباترا" وتتكون من مستشفى كليوباترا و3 مستشفيات أخرى، هي النيل البدراوي، والشروق، ومركز القاهرة الطبي.
كما تمتلك مجموعة أبراج، شركة التشخيص المتكاملة القابضة، والتي تأسست في 2012، بعد اندماج معامل المختبر والبرج، التي استحوذت المجموعة عليهما، كما تضم الشركة مختبرات أخرى تحمل علامات تجارية مختلفة.
وتستثمر مجموعة أبراج في شركة ART MARINE وهي الوكيل الحصري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة Ferretti Group الإيطالية، وهي شركة رائدة عالميًا في تصميم وبناء وبيع اليخوت الفاخرة، في أبو ظبي والبحرين وعمان وقطر ومصر، بحسب موقعها الإلكتروني.
كما تمتلك أيضًا "أبراج كابيتال"، سلسلة "سبينيس مصر" والتي تأسست في مصر لتسويق المنتجات الغذائية والاستهلاكية في الشرق الأوسط من خلال اتفاقيات توزيع مع العلامات التجارية الرائدة في مجال السلع الاستهلاكية سريعة الحركة، وتطورت لاحقا إلى بائع تجزئة، ولديها منافذ في مصر ولبنان وقطر، وتسعى الشركة منذ سنوات للتخارج من سبينس.
بداية الأزمة
وفي شباط /فبراير من العام الجاري، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، حيث تعرضت "أبراج كابيتال" للضغط بعد قيام مؤسستي بيل وميليندا جيتس لبيل جيتس، والتمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، ومجموعتي سي دي سي البريطانية، وبروباركو الفرنسية، بتكليف شركة أنكورا للاستشارات المتخصصة في المحاسبة القضائية للتحقق من سوء استخدام التمويلات في صندوق أبراج للرعاية الصحية والبالغ قيمته مليار دولار.
وذكرت تلك المؤسسات ان "أبراج" قد استخدمت جزءا من موارد صندوق الرعاية الصحية في تمويل أعمالها الخاصة، موضحة أن أبراج تباطأت في استثمار 545 مليون دولار تم تحويلها للصندوق في ابريل 2016 لبناء مستشفيات في عدة دول.
واجتمعت "أبراج" في شهر حزيران / يونيو الماضي مع دائنيها لتجميد ديون الشركة، وذلك لتسهيل عملية بيع ذراعها لادارة الاستثمار، إلا أن صندوق التأمينات الكويتي رفض الانضمام إلى الدائنين في تجميد الديون المقترح.
وبعد ذلك بأيام تقدم مؤسسة التأمينات الاجتماعية الكويتية للمحكمة بجزر الكايمان بطلب لتصفية "أبراج" بعد تخلفها عن سداد قرض بـ 100 مليون دولار إضافة الى 7 ملايين دولار فوائد مستحقة.
فيما تقوم "أبراج" بطلب تصفية مؤقت يتيح للشركة إعادة هيكلة الديون تحت إشراف المحكمة، كما طالبت بتعيين شركة "برايس ووتر هاوس" كمصف مؤقت، وخلال تلك الفترة تقدمت مجموعة أبوظبي المالية بعرضًا لشراء أنشطة مجموعة "أبراج كابيتال" مقابل 50 مليون دولار.
وكان من المفترض وفقًا لتقارير أجنبية، أن تكون KFC Turkey جزءًا من الصندوق الجديد الذي تم إلغاؤه، لذا فهي تحاول الآن العثور على خيارات لما يجب فعله"، مع وجود خيار واحد قيد النظر وهو تحويل الأصل إلى 526 دولارًا.
وتقول صحيفة "وول ستريت"، "إن أبراج التي تدير أصولاً بنحو 13.6 مليار دولار، تعمل لاحتواء التداعيات الناجمة عن نزاعها مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس، وهي وحدة تابعة للبنك الدولي ومستثمرين آخرين حول ما إذا كانت أبراج قد أساءت استخدام بعض الأموال في صدوق الرعاية الصحية بقيمة مليار دولار أميركي".
وأضافت "وول ستريت" أن المؤسسة استأجرت محاسبًا قانونيًا أصدر تقريرًا أوليًا يقول أن أبراج قامت بتحويل الأموال من صندوق لبناء المستشفيات والعيادات في البلدان النامية، وهو أمر يعتبره بعض المستثمرين خرقًا لعقدهم مع شركة أبراج، فيما تقول أبراج "إن الأموال التي تم سحبها من الصندوق، تم استخدامها في صندوق أبراج للصحة، لغرضه المعلن وقالت إن مراجعة منفصلة أجرتها شركة KPMG وجدت أن جميع الأموال في صندوق الرعاية الصحية تم التعامل معها "بما يتماشى مع الإجراءات المتفق عليها".
وأوقفت "أبراج" في ظل هذه التغييرات، صندوق الاستحواذ العالمي الذي تبلغ قيمته 6 مليارات دولار، وقالت في فبراير الماضي، إنها ستعلق استثمارات جديدة وتدرس أبراج بيع جزءكبير من أعمالها إلا أن المحادثات توقفت في الوقت الحالي لأن المرشحين المحتملين للاستحواذ يشعرون بالقلق من أن قضايا السمعة الإضافية المرتبطة بأبراج - وفقًا لتقرير "وول ستريت".
كما وافقت مجموعة أبراج للاستثمار المباشر ومقرها دبي على بيع أنشطة إدارة الصناديق في أمريكا اللاتينية وشمال إفريقيا وتركيا ودول إفريقية جنوبي الصحراء الكبرى إلى شركة كولوني كابيتال الأمريكية لإدارة الاستثمارات.
وأصدر النائب العام في الإمارات الأسبوع الماضي، من ناحية أخرى، مذكرة توقيف بحق مؤسس مجموعة أبراج، عارف نقفي، وأحد شركائه في قضية تحرير شيكات من دون رصيد بقيمة لا تقل عن 48 مليون دولار، وذلك وفقًا لوثائق محكمة راجعتها صحيفة "وول ستريت جورنال".
حماية المستثمرين
وتتابع السلطات الرقابية في دولة الإمارات القضية عن كثب، ومؤخراً أعلنت سلطة دبي للخدمات المالية أنها تتابع بشكل مستمر الأمور المتعلقة بإجراءات مجموعة أبراج كابيتال. ولفتت إلى أنها على اطلاع بتطورات المجموعة، التي يوجد لها كيان منظم في مركز دبي المالي العالمي، وذلك بهدف حماية المستثمرين.
وأعلنت محكمة الشارقة الجزائية، الخميس الماضي، أنه تحدد موعد 5 يوليو/تموز المقبل موعداً للفصل في قضية المتهم عارف نقفي مؤسس مجموعة «أبراج كابيتال»، الموجود حالياً في المملكة المتحدة، ومحمد رفيق لاخاني العضو المنتدب في مجموعة «أبراج كابيتال»، بتهمة إصدار شيك مرتجع بقيمة 177 مليون درهم "48.2 مليون دولار".
تأثيرها على السوق المصرية والعربية
وفيما يخص الشركات المصرية، نفت 5 شركات مدرجة بالبورصة المصرية وجود علاقات تعاقدية أو ارتباط مع مجموعة أبراج كابيتال.
ووفقًا لبيانات الشركات للبورصة، نفت كل من "جهينة للصناعات الغذائية، وبنك قناة السويس، ومصر الوطنية للصلب - عتاقة، وبنك قطر الوطني الاهلي، والشروق الحديثة للطباعة والتغليف" وجود علاقة مع الشركة الإماراتية.
وقال محمد سامح صدقي رئيس الاتحاد العربي للاستثمار المباشر "إن الأزمة التي تعيشها مجموعة "أبراج كابيتال" الإماراتية، تهدد صناديق الاستثمار المباشر الناشئة في المنطقة العربية، بسبب فقدان الثقة لدى العديد من المستثمرين والشركات في صناديق الاستثمار المباشر حاليًا".
وأضاف "صدقي"، أنه من المتوقع أن يكون لأزمة أبراج تأثير سلبي على صناديق الاستثمار الأخرى في المنطقة العربية، لاسيما النائشة، خاصة أن "أبراج" من الشركات الرائدة عربيًا في إدارة الاستثمار المباشر.
وتوقع "صدقي"، أنه قد يتدخل بعض المساهمين في اللحظات الأخيرة ويضخون أموالاً جديدة لإنقاذ عملاق الاستثمار المباشر في دبي، خاصة أن استثماراتها متشعبة في المنطقة العربية.cz
أرسل تعليقك