توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طالب الخبراء الوزارات المعنية بإنقاذ المزارعين

أزمة تسويق القطن تضع "الذهب الأبيض" في مهب الريح

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أزمة تسويق القطن تضع الذهب الأبيض في مهب الريح

محصول القطن
القاهرة - سهام أبو زينة

يواجه مزارعو القطن في مصر أزمة حقيقية، بعدما تخلَّت الدولة عن مسؤوليتها في تسويق محصول القطن لهذا لعام، ليبقى محصول هذا العام في حقول الفلاحين الذين لا يزالون يبحثون عن مشتري.

وزادت الأزمة التسويقية للمحصول الناتج عن زراعات القطن بشكل ملحوظ هذا العام تنفيذًا لتعليمات الوزارة لتسجل 320 ألف فدان هذا العام، بزيادة قدرها 100 ألف فدان عن العام الماضي 2017 حيث سجلت 220 ألف فدان، و190 ألف فدان عن العام الأسبق 2016 حيث بلغ إجمالي المساحة المنزرعة 130 ألف فدان في أدنى مستوى له منذ سنوات.

وقال الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة "إن حل الأزمة بالكامل يكمن في تحمل الدولة لمسؤولياتها تجاه المزارعين الذين أجبرتهم على زراعة القطن بعد منع زراعة الأرز فلم يتبق أمام الفلاح سوى القطن أو الذرة، ولكن محصول الذرة غير مجز اقتصاديًا لذلك اتجه المزارعون لزراعة القطن.

وأضاف صيام، أن الدولة أعلنت في بداية الموسم مسؤوليتها عن زراعة القطن وحددت سعر 2500 للوجه القبلي و2700 للوجه البحري، ولكنها تخلت عن مسؤوليتها ووعودها كالعادة، والمفترض على الدولة العمل على حل المشكلة التي كانت لها الدور الرئيسي فيها ضمن استراتيجية إنقاذ محصول القطن وإعادة هيبته السابقة.

وأوضح "أستاذ الاقتصاد الزراعي"، هنا نجد أن الدولة تخلت تمامًا عن مسؤوليتها جراء زراعة هامة جدًا كذلك عن دورها في حماية الفلاحين الذين أجبرتهم على زراعته وزادت المساحة المنزرعة عن 100 ألف فدان هذا العام، ولذلك يجب على الدولة التعامل مع الموقف وإنقاذ المزراعين حتى ولو بتقديم دعم بسيط 100 جنيه للقنطار، لافتًا إلى أن القطن محصول مهم جدًا بالنسبة للمزارعين، في ظل انعدام القيمة النقدية للذرة، وحال عدم شراء محصول القطن فإنه يتم وضع الفلاح في موقف لا يحسد عليه، وفي حال تخاذل الدولة عن شراء القطن ففي العام القادم لن نجد فدان واحد مزروع من القطن حال حدوث خسائر هذا العام، ووقوف وزارة الزراعة موقف المتفرج يعبر عن انعدام المسؤولية الرئيسية للوزارة.

وبدوره قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين "إن تأخر الحكومة في الالتزام بتسويق القطن وعدم الإسراع في تسويقه بالأسعار المحددة مسبقًا من قبل وزارة الزراعة سيكون له تدعيات خطيره على مستقبل الذهب الأبيض"، موضحًا أن الدولة ستخسر كثيرًا حال تخليها عن مزارعي القطن، وأول هذه الخسائر سيكون عدم زراعة القطن العام القادم مما يعصف بأمل رجوع زراعة القطن لسابق عهدها، كذلك خسارة تقاوي 120 ألف فدان إكثار تم زراعتهم هذا العام ليكونوا تقاوي للعام المقبل.

وأضاف نقيب الفلاحين، أن الخسائر لن تكون في القطاع الزراعي فقط، بل تمتد للقطاع الصناعي، حيث ستتعرض صناعة الغزل والنسيج وحلج الأقطان لانتكاسة كبرى، يترتب عليها ضرر بالغ لصناعة الزيوت والعلف ورجوع الفلاحين لزراعة الأرز بالمخالفه لقرارات الحكومة، وكذلك فقدان الفلاحين لثقتهم في قرارات الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة في الأساس.

واستمرارًا لتصاعد الأزمة، طالب النائب هشام الحصرى وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، الحكومة بسرعة حل أزمة استلام القطن من المزارعين، بنفس الأسعار التي سبق وأن تم الإعلان عنها مسبقًا، لافتًا إلى أن لجنة الزراعة تقدمت بمذكرة لرئيس البرلمان، وتمت إحالتها لمجلس الوزراء لاتخاذ اللازم حيالها.

وأوضح الحصري، أن هذه الأزمة ستتسبب في تراجع الفلاحين عن زراعة القطن في العام المقبل، والاتجاه لزراعة الأرز، وهو ما سينتج عنه أزمة أخرى في مياه الري، خاصة بعد تراجع الحكومة في قرارها فقد المزارع المصداقية، وسيكون هناك عزوف عن زراعة القطن العام المقبل، مشددًا على ضرورة التنسيق بين وزارتي الزراعة وقطاع الأعمال لحل هذه الأزمة للحفاظ على محصول القطن.

ويذكر أن وزارة الزراعة اعترفت بالفشل في أزمة القطن، حيث أكد حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، عجز الوزارة في مواجهة الأزمة حتى الآن، مشددًا على أن محصول القطن يعاني من أزمة في التسويق.

وقال عبد الدايم في تصريحات صحفية "إن الوزارة تسعى لجمع المحصول سريعًا من المواطنين، وتحاول تشجيع الفلاح على تسليمه، في محاولة لعلاج الأزمة، مشيرًا إلى أنه تم رفع مذكرة لتسريع استلام القطن من الفلاحين"

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة تسويق القطن تضع الذهب الأبيض في مهب الريح أزمة تسويق القطن تضع الذهب الأبيض في مهب الريح



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon